كورونا يجبر المقبلين على الزواج على إعادة التفكير في خطط يوم الزفاف

برلين – هل ترغب في أن تتبادل نذور الزواج وأنت ترتدي قناع الوجه (الكمامة)، وحولك بضعة أشخاص اختيروا بعناية للاحتفال معك بهذه المناسبة؟
إنه مجرد سيناريو يثير قلق المقبلين على الزواج في أنحاء العالم، والذين أقدم الكثير منهم على إعادة النظر في خطط يوم الزفاف، حيث ألغوا فكرة كعكة الزفاف وطلبوا من المصورين الانتظار حتى يتم البت في الأمر، وقد حدث كل هذا بسبب تفشي وباء كورونا.
ويبحث الجميع فيما إذا كان من الأفضل الانتظار، أو المضي قدما وإتمام مراسم الزواج في ظل الظروف التي يفرضها الفايروس.
ويكاد يكون من المستحيل التخطيط مسبقا لأكثر من بضعة أسابيع، حيث تتخذ الكثير من الحكومات قرارتها على أساس أسبوعي، أو بحسب الظروف، لتخطط بشأن كيفية المضي قدما في اتخاذ الإجراءات التي تهدف إلى الحدّ من انتشار الفايروس.
ولم تكن حفلات زفاف الكبار بمنأى عن هذه الاعتبارات: ففي بريطانيا، جرى إلغاء حفل زواج حفيدة الملكة، الأميرة بياتريس، وقطب العقارات إدواردو مابيللي موزي، والذي كان
مقررا في الأساس يوم 29 من مايو، وذلك في ظل الإغلاق المفروض في أنحاء البلاد.
ومن ناحية أخرى، تقدم مواقع إلكترونية ومجلات في بريطانيا، معنية بالتخطيط لحفلات الزفاف، نصائح للمقبلين على الزواج بشأن كيفية تأجيل يوم الزفاف والخطوات التي يمكنهم اتخاذها لتقليل العواقب غير المستحبة والحفاظ على أكبر قدر من السلامة.
وفي الولايات المتحدة، أوصى مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بإلغاء حفلات الزواج حتى منتصف مايو الجاري، كما اقترح العديد من متخصصي إعداد حفلات الزفاف هناك، تأجيلها لفترة أطول. ولكن عندما تم غلق مكتب الزواج في نيويورك سيتي بسبب تفشي الفايروس، سمح حاكم الولاية بعقد الزفاف عن طريق رابط فيديو.
أما دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد بدأت تقديم خدمات الزفاف عبر الإنترنت للمقبلين على الزواج، كما أنشأت وزارة العدل، التي تقوم بتسجيل وثائق الزواج، موقعا إلكترونيا للراغبين في الزواج، ليقوموا بتقديم المستندات اللازمة. وفي ألمانيا، يضطر الكثيرون من الراغبين في الزواج داخل الكنائس، إلى إعادة التفكير في الأمر، بسبب إلغاء معظم الأبرشيات مراسم الزفاف.
وعلى الرغم من أن الجهة الحاكمة، وهي مؤتمر الأساقفة الألمان، تأمل في تخفيف القيود بصورة تدريجية، إلا أنه يحبذ تحديد موعد لاحق. ومن الممكن أن يتجه الراغبون في الزواج في ألمانيا إلى مكاتب التسجيل، ولكن من المرجح أن الاحتفالات ستكون أبسط من المعتاد، وذلك بحسب ما ذكره هيلموت ديدي، المسؤول عن إدارة الاتحاد الألماني للمدن والبلدات، والذي يضيف أن “الفايروس يحل محل الرومانسية”.

وفكر شاب وفتاة من ألمانيا في إلغاء حفل زواجهما، ولكنهما تزوجا في النهاية بمكتب تسجيل الوثائق في هامبورغ – حيث وقف الموظف القائم على إتمام إجراءات الزواج وراء شاشة زجاجية.
ولم يغط الاثنان وجهيهما أثناء تبادل نذور الزواج؛ بل استخدم كل منهما كمامة، إحداهما مطرزة بلفظة “السيد” والأخرى لفظة “السيدة”، أثناء التقاط صور الزفاف لهما. وقد شعر السيد والسيدة شتيرنبرج بخيبة أمل كبيرة لأنهما لم يتمكنا من إقامة حفل استقبال لأهلهما، وبدا الأمر غريبا لأنهما كانا بمفردهما تقريبا خلال المناسبة. ولم يكن هناك احتفال بعد ذلك، حيث تحظر الحكومة الألمانية التجمعات ذات الأعداد الكبيرة، في محاولة لاحتواء تفشي الفايروس. وعلى النقيض من ذلك، لم يقبل اثنان آخران من الراغبين في الزواج في ألمانيا، فكرة الزواج داخل “غرفة خاوية”.
وقررت صابرينا كوب وفابيان بولر تأجيل يوم زفافهما حتى نهاية أغسطس.ويقول هيلموت ديدي إن ثلث الراغبين في الزواج يفعلون الشيء نفسه. وتتطلع كوب بحذر إلى شهر أغسطس، رغم أنها تقول “قد نكون ما زلنا بحاجة إلى اللجوء للخطة /ج/ حينها”.
ويشار إلى أن تأجيل حفل الزفاف ليس بالأمر الهين، حيث يحتاج القائمون على التخطيط له إلى تحديد موعد جديد وإيجاد موقع جديد وحجز مصور آخر. وتقول كوب إنها كانت محظوظة من الناحية المالية، حيث أن الكثير من مقدمي الخدمات تفهموا موقفها، إلا أن الأمر كان شاقا، على حدّ وصفها.
وتقول “إنها فترة مشحونة بالعواطف، وهناك الكثير من الغموض وفقدان الشعور بالأمن في ما يتعلق بتنظيم الأمور”. وتضيف أن القلق أدى إلى خفض درجة شعورها بالإثارة إزاء الأمر، ولكنها تأمل في أن يعود ذلك الشعور قريبا. ولحسن الحظ أنها تمكنت من الحفاظ على مكان إقامة الحفل، ولكنها اضطرت إلى تغيير النقوش التي كانت على خاتم الزفاف.