ماذا وراء رعب الأطفال الليلي

خبراء ينصحون الآباء بتدوين تفاصيل ما يحدث كل ليلة للأطفال الذين يعانون نوبات فزع ليلية في ما يعرف بيوميات النوم.
الثلاثاء 2020/04/28
تكرار الهلع يستدعي تدخل أخصائي

برلين - يصاب الأطفال أحيانا بنوبات فزع في وقت متأخر من الليل يصعب معها تهدئتهم وتجعلهم يبكون ويصرخون ويركلون الأرض بالأقدام. ويشخص المختصون حالة الرعب الليلي هذه على أنها “هلع النوم” أو “رهاب الليل”.

ويوضح أخصائي الأرق برنارد أوش إنه “نوع من اضطراب النوم يصاب به الأطفال بصفة خاصة في المرحلة العمرية بين الثالثة والسابعة”.

وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة وأعراضها، يمكن ربطها بشكل سطحي وبكل بساطة بالكوابيس أو الأحلام السيئة، إلا أن الفروق بين الحالتين واضحة للغاية. ويوضح أوش “عندما يتعرض الأطفال لنوبات الرهاب الليلي، يخرجون تماما من مرحلة النوم العميق، ليدخلوا في حالة من الخوف ولكن دون أن يستيقظوا. تتسارع نبضات القلب، وعلى الرغم من أن عيونهم تظل مفتوحة على اتساعها إلا أنهم لا يستجيبون عندما يتحدث إليهم أحد. كما لا يتذكرون أي شيء في اليوم التالي”.

وتختلف حالة الكوابيس تماما. عادة ما يستيقظ الأطفال في هذه الحالة ويحكون بكل التفاصيل عن كل ما رأوه في هذا الحلم السيء وكل ما تعرضوا له. وهناك فرق آخر يتمثل في أن هلع النوم، عادة ما يحدث في النصف الأول من الليل، بينما تحدث الكوابيس قبل وقت قصير من انتهاء ساعات النوم.

ويتساءل الآباء والأمهات الذين يتعرض أبناؤهم إلى هلع النوم عما إذا كانوا يعانون أثناء النوم من تبعات صدمة ما ربما تعرضوا لها؟

وتعرّف أخصائية نفسية الطفل والمراهقين لينا تييتزي أن ذلك السؤال يقلق الكثير من الآباء والأمهات. وتقول “رهاب الليل ليس ناتجا عن التعرض لصدمة. لا يوجد ما يدعو الآباء والأمهات إلى أن يلقوا باللوم على أنفسهم لأجله، لا يجب عليهم التفكير في أنهم ارتكبوا خطأ ما مع أطفالهم. هناك فرضيات علمية تشير إلى أن سبب حدوث نوبات رهاب الليل مرتبط بأسباب جينية”.

عندما يتعرض الأطفال لنوبات الرهاب الليلي، يخرجون تماما من مرحلة النوم العميق، ليدخلوا في حالة من الخوف ولكن دون أن يستيقظوا

وفي ما يتعلق بأسباب عدم تعرض الكبار إلى الإصابة بهذا الهلع يوضح الأخصائي أوش “لأنه يرجح ارتباط هذه الظاهرة وأعراضها بعملية نمو المخ عند الأطفال والتي لم تكن قد اكتملت لديهم في تلك المرحلة العمرية”.

ويشير أوش إلى أن هناك أشياء يستطيع الآباء القيام بها لكي لا تتكرر هذه النوبات كثيرا، ويقول “من الجيد أن يعملوا على توفير جو من الهدوء والطمأنينة قبل الخلود إلى النوم. كما يحتاج الأطفال إلى الشعور بالاحتواء. ويساعدهم كثيرا أن يترعرعوا في جو عائلي يشعرون فيه بأنهم محل اهتمام ورعاية ويتوافر لهم فيه أيضا الشعور بالأمان”.

كما توضح تييتزي “يتعين على الآباء محاولة ألا يجعلوا أبناءهم يشعرون بالتوتر”، محذرة “إذا كانوا أكثر ميلا للتعرض لرهاب الليل، فمن المحتمل أن يكون محفز ذلك لديهم ناتجا عن تعرضهم للكثير من المواقف أو التجارب غير المتوقعة والانفعالية بشكل مفرط”.

وتضيف تييتزي “يريد الكثير من الآباء والأمهات أن يساعدوا أطفالهم، يريدون إيقاظهم لكي يتمكنوا من تهدئتهم. لكن هذه ليست الطريقة المناسبة”، منبهة إلى أن “إيقاظهم قد يؤدي إلى نتيجة عكسية وإصابة الطفل بالفزع”، لافتة إلى أن “الأفضل هو التحدث إليهم برقة وهدوء، بصوت منخفض واحتضانهم، كلما كان ذلك متاحا، والحرص على ألا يصابوا بأذى أو يؤذوا أنفسهم. كما أنه ليست هناك حاجة إلى الحديث عن الأمر في اليوم التالي”.

ولكن ما هو التصرف المناسب إذا أصبحت نوبات رهاب الليل متكررة؟

ينصح أوش “إذا وجدنا أن الطفل يتعرض لنوبات هلع النوم كل ليلة ولفترة تزيد عن الـ15 دقيقة، مما يجعل الطفل أثناء النهار حاد المزاج ويشعر بالإنهاك الشديد، فمن الأفضل أن يستشير الآباء أخصائي أطفال”، محذرا من أن ذلك قد يكون بداية ظهور أعراض الصرع. ولهذا ينصح الآباء بأن يدونوا في مفكرة تفاصيل ما يحدث كل ليلة في ما يعرف بيوميات النوم.

21