مخاوف من عودة مافيات تجارة البشر إلى صبراتة

طرابلس – يتخوف أهالي صبراتة كما الدول الأوروبية من عودة تجارة البشر في سواحل المدينة، بعد أن عاد زعماء المافيات إلى الواجهة عقب انسحاب الجيش الليبي منها وتقدم ميليشيات حكومة الوفاق الأسبوع الجاري.
وعادت ما كانت تسمى بـ”كتائب ثوار صبراتة والشهيد أنس الدباشي و48 مشاة” بكامل أفرادها إلى المدينة مجددا لأول مرة منذ شهر أكتوبر 2017 بعد طردها من المدينة في حرب خاضتها ضدها ”غرفة عمليات مكافحة داعش” بمباركة من رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج.
وشنت الغرفة التي يقودها اللواء عمر عبدالجليل حينها حربا شاملة على هاتين الكتيبتين المتورطتين في جرائم تهريب البشر والوقود والتواطؤ مع تنظيم داعش. وكان على رأس المتهمين والمطلوبين دوليا أحمد الدباشي الملقب ”العمُّو”.
ووفق ما أكده تقرير للأمم المتحدة، تعدّ ميليشيا “الشهيد أنس الدباشي” التي يقودها أحمد الدباشي، أحد أهم التنظيمات المسلحة التي تسيطر على مجال تجارة البشر في صبراتة.
وتمتلك هذه الميليشيا علاقات واسعة في المنطقة، وبسبب طموحها العسكري، دخلت في مواجهات مسلحة مع ميليشيا أخرى حول النفوذ في صبراتة.
ميليشيا "الشهيد أنس الدباشي" أحد أهم التنظيمات المسلحة التي تسيطر على مجال تجارة البشر في صبراتة
وفي 13 أبريل الجاري عاد ”العمُّو” إلى صبراتة مجددا في عملية باركها السراج نفسه ضد نفس الغرفة التي يقودها اللواء عبدالجليل، بل إن إثنين من أبناء اللواء وهما أحمد (17 سنة) وأشرف (22 سنة) تمت تصفيتهما ثأرا داخل منزل الأسرة.
ويعتبر “العمُّو” من أبرز المطلوبين دوليا بتهمة تهريب البشر والاتجار بهم، كما يعتبر مسؤولا عن مقتل الآلاف من المهاجرين غرقا في عرض البحر طيلة الفترة ما بين 2012 و2017.
كما يتهم من طرف المنظمات الدولية بارتكاب انتهاكات بحق مهاجرين في مركز إيواء كان يسيطر عليه في صبراتة تحت شعار مكافحة الهجرة.
وبينما كان يتحصل على مساعدات من الحكومة ومن إيطاليا كان يعيد بيع وتهريب المهاجرين لمهربين آخرين مقابل المال. وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن إيطاليا قدمت مبالغ كبيرة لأحمد الدباشي حتى يوقف عمليات تهريب البشر، وبالتالي تخفيف العبء على قواتها البحرية.
وتثير عودة تجار البشر المطلوبين دوليا إلى مدينة صبراتة مخاوف الدول الأوروبية التي رحبت بتراجع حركة الهجرة، إلا أنها اليوم مهددة أكثر من أي وقت مضى مع عودة المافيات إلى الواجهة من جديد.