روناك عزيز.. رسامة عراقية مفتونة بسحر الشعر

الجزائر – صدر للكاتبة والتشكيليّة العراقية روناك عزيز، كتاب بعنوان “الريحُ ذئبٌ أيّتها الغابة” يتضمن مجموعة من النصوص النثرية المكتوبة بنفس شعري عال وبتوزيع بصري شعري كذلك.
ويُظهر الكتاب الصادر عن دار إيكوزيوم أفولاي للنشر والتوزيع بالجزائر، قدرات إبداعيّة لدى عزيز لا تقلُّ أهميّة عن تلك التي أظهرتها في الفن التشكيليّ. إذ تحلّق الكاتبة بقلمها في فضاءات الإبداع، فلا قيود تكبّلها حين تجتاز تلك المسافة نحو ذروة الحرية.
وهي تقف بين ألوانها ولوحاتها ومنحوتاتها، على القدر نفسه من الجمال الإبداعي والقدرة على العطاء الفنّي، حين تخطُّ كلماتها على الصفحات البيضاء.
وتستحضر المؤلفة في نصوصها امرأة جريحة ملّ قلبُها من الاحتراق والانتظار، غير أنّ مشاعرها النابعة عن حراكها الذاتي فكريا وعاطفيا، لم يتجسّد، هذه المرّة، في لوحات، وإنما في تأمُّلات سوريالية عميقة متعدّدة الأبعاد، غارقة في كلّ رموز الطّبيعة، تربطها بصفة مدهشة بأبعاد شاعرية وإنسانية تعبّر عنها، وعن الحب، وعن قضايا المرأة في تجلّياتها المختلفة.
تقول عزيز في أحد نصوصها:
“تهبُّ الريح العاصفة/ لا أثر لك كيْ أقتفيه../ لا شيء سوى عويل الذئاب/ تحترق وردتنا البيضاء/ لا باب هنا كي أخرج منه/ أنا الغابة التي تلتهم الحريق/ أنا الطريق../ والوحشة../ أدفن نفسي في ليل غيابك/ أتوسّد الريح/ أُمسك بالقمر أعصره نورا/ أراك ويبتسم قلبي”.
يُذكر أن روناك عزيز، من مواليد كركوك بالعراق، وهي خرّيجة كليّة الفنون الجميلة عام 2001، عملت مدرّسة فنون في محافظة كركوك بين عامي 2005 و2010، وأقامت عددا من المعارض الفنية الفردية، وشغلت منصب مديرة جمعية دجلة للفنون، إلى جانب نشاطها في مجال حقوق الإنسان.