التعبئة لمواجهة كورونا لا تعيق تعقب الإرهابيين في تونس

تونس – كشف أمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي، بأن وزارة الداخلية التونسية أعلمته بوجود “تهديدات إرهابية جدية تهم سلامته الجسدية”، في وقت تقوم فيه البلاد بتعبئة جميع وسائلها بما فيها القوى الأمنية والعسكرية للحدّ من انتشار فايروس كورونا الذي أصيب به منذ بداية مارس أكثر من 600 شخص وأودى بحياة 23 آخرين. وأوضح المغزاوي أنه تلقى اتصالا من منطقة الأمن لإعلامه بوجود تهديدات إرهابية جدية تهم سلامته الجسدية، مضيفا أنه تم تحرير محضر إعلام في الغرض، دون أن يقدم معلومات إضافية عن طبيعة هذه التهديدات.
ويتمتع أمين عام حركة الشعب (مشارك في الائتلاف الحكومي) بالحماية الأمنية الشخصية منذ سنة 2014، فيما كثفت وزارة الداخلية إجراءات الحماية على ضوء التهديدات الجديدة.
وكانت مصالح الداخلية التونسية قد اتصلت بالمغزاوي في 26 مارس 2014 لإعلامه بأنه مهدد بالاغتيال من قبل مجموعة إرهابية، وتم حينها توفير حماية أمنية له ولمحيط منزله.
وتعاضد قوات الأمن والجيش التونسي المجهودات الحكومية في مكافحة وباء كورونا في البلاد بعد أن تم تسخيرها لمراقبة التزام المواطنين بالعزل الصحي العام ومعاضدة مجهودات الوزارات الأخرى في توزيع المساعدات الاجتماعية على مستحقيها، ما يحد من يقظتها في تعقب المجموعات الإرهابية.
ورغم انخراط القوات الحاملة للسلاح في معاضدة المجهود الحكومي الصحي والاجتماعي، تؤكد وزارة الدفاع التونسية على أن ذلك لا يحد من فطنتها وجاهزيتها في مواجهة المخططات الإرهابية، حيث تواصل عملياتها الأمنية الاستباقية.
والثلاثاء، أفادت وزارة الدفاع التونسية بأنّه “في إطار مواصلة تضييق الخناق على العناصر الإرهابيّة بمرتفعات محافظة القصرين، تم رصد تحرّكات مشبوهة بهذه المرتفعات، قد تُنذر بالتحضير لعمل إرهابي يستهدف العسكريين والأمنيين العاملين بالمنطقة”.
وأضافت الوزارة في بلاغ لها أن “الوحدات العسكرية تولت منذ الاثنين القيام بعمليات تفتيش وتعقّب واسعة تخللتها رمايات بريّة وقصف جوي استهدفا أماكن تحرّك العناصر الإرهابية”.
ووفق نص البلاغ، وبتمشيط هذه الأماكن “تم العثور على مخبأ يحتوي على مواد أولية لصناعة المتفجرات، متمثلة أساسا في قذيفة قديمة من مخلفات الحرب وحاشدات وأسلاك كهربائية وقطع حديدية صغيرة، وهي توابع كانت مخصّصة لصناعة الألغام والعبوات الناسفة، تعاملت معها تشكيلة الهندسة العسكرية وفجرتها على عين المكان”.
والأسبوع الماضي نجحت الوحدات العسكرية بإسناد من وحدات الحرس، في القضاء على عنصرين إرهابيين، إثر نصب كمين لهما بمرتفعات جبل السلوم في القصرين. وتتمركز الجماعات المسلحة أساسا في جبال الشعانبي غرب البلاد في محافظة القصرين الحدودية مع الجزائر منذ ثورة 2011 حين بدأت الجماعات الدينية المتشددة في الظهور.
وشهدت تونس هجمات شنها مسلحون واستهدفت قوات الأمن والشرطة والجيش والسياح. كما يستمر فرض حال الطوارئ منذ 2015 حين استهدف انتحاري حافلة للأمن الرئاسي وسط العاصمة ما أدى إلى مقتل 12 أمنيا.
والأسبوع الماضي أحبطت قوات الأمن مخططا إرهابيا لاستهداف مؤسسات أمنية وحيوية داخل البلاد خلال شهر رمضان المقبل.
وقالت وزارة الداخلية التونسية في بيان إن “العملية كان سينفذها تكفيري على شاكلة ما يعرف بـ’الذئاب المنفردة”.
وأضافت أن “الإرهابي شرع في توفير المواد والأدوات اللازمة للتحضير وصنع مواد متفجرة، قبل إلقاء القبض عليه من الإدارة المركزية لمكافحة الإرهاب والاستعلامات العامة”.
ولفتت الوزارة إلى أن “الإرهابي حاول استغلال الظرف الصحي المرتبط بانتشار فايروس كورونا للتخطيط لتنفيذ عملية إرهابية ‘بلغت مرحلتها الأخيرة”.
وأشارت إلى أنه “بعد استجواب الإرهابي أقر بمبايعته لتنظيم داعش الإرهابي وارتباطه بعنصرين تكفيريين يتواجدان بالداخل ثبت تمرسهما في تطوير وتصنيع المتفجرات والعبوات والأحزمة الناسفة والتدرب على فنيات الطعن”.
وعاشت تونس سنوات 2013 و2014 و2015 على وقع ضربات إرهابية في شهر رمضان استهدفت جنودا في جبال الشعانبي (غرب البلاد)، كما استهدفت مواقع سياحية في مدينة سوسة (عام 2015).
وفي 6 مارس الماضي، فجر انتحاريان نفسيهما قرب دورية أمنية بمحيط السفارة الأميركية في منطقة البحيرة بالعاصمة تونس، ما أدى إلى مقتل ضابط وإصابة 4 آخرين، إضافة إلى امرأة.
ومنذ تصاعدت عمليات مكافحة الإرهاب بعد 2011 نفذت هذه العناصر كمائن للجيش كما وضعت ألغاما بدائية الصنع في طريق دوريات عسكرية، لكن عملياتها انحصرت بشكل ملحوظ مع تصفية العديد من قيادييها.