رائحة حريق تزكم أنوف القطريين على تويتر

اشتكى مستخدمو موقع تويتر في قطر من رائحة قوية تعمّ البلاد. وباتت الرائحة محور حديث المغردين الذين انشغلوا بتفسير أسبابها، رغم الصمت الرسمي.
الدوحة - أثار حديث قطريين عن “رائحة حريق قوية” تزكم الأنوف غير معروفة المصدر عمت معظم مناطق البلاد جدلا واسعا على موقع تويتر.
واتفق معظم المغردين القطريين على تويتر على أن الرائحة قوية جدا ولم يتعودوا عليها، حتى أن بعض المغردين قالوا إن الرائحة أيقظتهم من نومهم.
وتساءل مغرد:
iHendBY_@
شسالفة (ما حكاية) رائحة الحريقة يا جماعة؟ اختنقنا! #قطر.
وطالب قطريون بتدخل الجهات الرسمية لتوضيح مصدر الرائحة لـ”قطع الطريق على مروّجي الإشاعات”.
وتوجه البعض إلى حساب وزارة الداخلية على تويتر للاستفسار عن الأمر.
وكتب مغرد:
dary_qtr2022@
هناك رائحة حريق قوية يشتكي منها سكان أكثر من منطقة في قطر، نرجو التوضيح وطمأنة المواطنين.
وغرد إعلامي:
وتدخل حساب شبكة مرسال قطر الرسمي ليغرد:
Marsalqatar@
رائحة الحريق التي في أغلب مناطق #قطر الآن هي بسبب مكب النفايات في منطقة مسيعيد، الحمدلله لا يوجد ما يدعو للخوف.
ونسخ إعلاميون قطريون التغريدة على حساباتهم على تويتر.
وعلى تويتر يتحرك الإعلاميون القطريون حسب خطوات محسوبة فتراهم ينفون خبرا وفي نفس الوقت يؤكدون آخر، ما يثبت أن هناك تعليمات يتلقونها وينفذونها بحذافيرها.
لكن التغريدة لم يصدقها قطريون على تويتر. وقال مغرد قطري:
Fssj_@
كل مناطق قطر بها رائحة حريق يعني من المستحيل أن يكون حريقا عاديا أو هناك أمر لا يعرفه أحد.
وعلى الفور تدخلت الجيوش الإلكترونية القطرية لإسكات المشككين.
فقال حساب:
وقالت مغردة:
hend___89@
الموضوع ما يدش (يدخل) المخ! أحس الموضوع أكبر من مكب النفايات!
وأجابها حساب:
qatarmn@
ليش ما يدش المخ تدرون أنه في الآلاف من القفازات والكمامات والملابس التي تم استخدامها يجب التخلص منها فورا.
وتحمل الحسابات المنظوية ضمن الجيش الإلكتروني القطري صورة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ويجد القطريون في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة تويتر متنفسا للتعبير عن غضبهم، خصوصا وأن النظام القطري يتحكم بجميع وسائل الإعلام المرئية والمقروءة.
وهذا التحكم الصارم في جميع وسائل الإعلام والمراقبة الكاملة لكل أنشطة المؤسسات المدنية أصبح صعبا في تويتر، حيث مئات الآلاف من التغريدات يوميا، الأمر الذي منح حرية أكثر للقطريين، ورغم ذلك تبقى أصواتهم خجولة بعض الشيء.
ويقول مغردون إن تعديل نظام العقوبات الذي يقيّد هامش حرية التعبير الضيق أصلا عبر فرضها عقوبات جنائية ضد نشر “أخبار كاذبة” على الإنترنت كان نتيجة مباشرة لتعالي الاحتجاجات الإلكترونية في قطر، خاصة أن قطريين كانوا يتخوفون سابقا من التعبير عن أرائهم لأنهم يعتقدون أنهم لوحدهم.
وتسعى قطر إلى إعادة التحكم في العالم الافتراضي، خاصة موقع تويتر عبر الاستثمار في التقنيات للتأثير على القطريين عند استخدامهم للمنصة.
من جانب آخر، كان لافتا أن حسابات قطرية اجتاحت حساب الإعلامي الإسرائيلي إيدي كوهين بالعربية على تويتر، الذي يلقى متابعة واسعة في العالم العربي. وكان كوهين غرد:
وطالب متابعيه بتوضح تغريدته قبل أن يتدخل الناشط الإسرائلي جيكوب بيرز ليغرد:
JCBPerrez@
حرق جثث وفيات العمالة الآسيوية المصابة بكورونا والتي كانت معزولة في المدينة الصناعية قبل أسبوعين.. يبدو أن عددهم كبير لأن الرائحة غطت كل قطر.
يذكر أن فيلما وثائقيا ألمانيا أثار جدلا بعد حديثه عن نقص حاد في الغذاء لدى العمال، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى بسبب ظروف المعيشة والازدحام داخل منطقة الحجر الصحي في المنطقة الصناعية خارج الدوحة.
وقال عمال لقناة WDR/ARD الألمانية إنهم مسجونون فعليا في منطقة الإغلاق مع قليل من الطعام والحماية فقط، في مكان لا يمكن فيه تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي.
وأظهرت صور التقطت بالهاتف رفوف المحلات فارغة وعمالا يسارعون لتلقي المعونات الحكومية.
واشتكى عمال من طريقة إدارة الأزمة مع طلب عدم الكشف عن هوياتهم خوفا من رد الفعل الحكومي.