ترامب لكوريا الشمالية: المساعدة ضد كورونا مقابل الصواريخ

الرئيس الأميركي يعرض مساعدة كوريا الشمالية لاحتواء تفشّ كورونا في محاولة لتجنب تهديداتها العسكرية.
الاثنين 2020/03/23
مصلحة مشتركة

سيول – عرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء السبت مساعدة لكوريا الشمالية لاحتواء تفشّ محتمل لوباء كورونا في محاولة من البيت الأبيض لإحياء الجهود الرامية إلى تطويق تهديدات بيونغ يانغ.

وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن ترامب بعث برسالة إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يقترح فيها تطوير العلاقات بين البلدين، عارضا مساعدة واشنطن في مكافحة وباء كورونا.

ونقلت الوكالة عن بيان لشقيقة كيم “شرح ترامب في الرسالة خطته للدفع قُدما بالعلاقات بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة، وأعرب عن نيّته تقديم مساعدة في مكافحة الأوبئة”، في إشارة إلى كوفيد- 19.

وأطلقت كوريا الشمالية صباح السبت ما بدا أنهما صاروخان بالستيان قصيرا المدى قُبالة ساحلها الشرقي، في آخر حلقة من سلسلة عمليات إطلاق مشابهة قامت بها بيونغ يانغ.

وعلى الفور دان الجيش الكوري الجنوبي عمليات الإطلاق واصفاً إياها بـ”غير مناسبة على الإطلاق بالنظر إلى الوضع الصعب الذي يشهده العالم جرّاء وباء كوفيد-19، نناشدهم بالتوقف فورا”.

ولم تبلّغ كوريا الشمالية عن أي حالة إصابة بالوباء الذي تحوّل إلى أزمة عالمية.

وسرت تكهنات واسعة بأن الفايروس قد وصل فعلا إلى البلد المعزول، بينما حذّر خبراء الصحة من إمكانية أن يؤدي إلى انهيار البلاد التي تعاني أصلا من بنية تحتية ضعيفة في القطاع الصحي، فضلا عن سوء تغذية واسع الانتشار.

ومن جانبها، أكدت وزارة الدفاع اليابانية تجربة الصواريخ الكورية الشمالية.

وواجهت القيادة في بيونغ يانغ على مدى عقود انتقادات المجتمع الدولي لوضعها الإنفاق العسكري والنووي على سلّم أولوياتها بدلا من الإنفاق على مواطنيها حتى أثناء فترة المجاعة.

ورقة ضغط
ورقة ضغط

وتعتبر بيونغ يانغ الإنفاق العسكري ضرورة أمنية لمواجهة ما تصفه بـ”العدوان الأميركي”.

وتخضع لحزمة من العقوبات على خلفية برنامجها النووي والصاروخي.

وخفّ بريق أمل أيّ اختراق بعد لقاءات زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب إثر إخفاقهما في التوصّل إلى أيّ تقدم جوهري بشأن نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، في حين واصلت بيونغ يانغ مذاك تطوير قدراتها العسكرية.

وقال الأستاذ في جامعة “إيوها” في سيول ليف إيرك إيزلي إنه من خلال التجربة الصاروخية الأخيرة “تواصل بيونغ يانغ إستراتيجيتها الدولية المتمثلة بتطبيع اختباراتها الصاروخية”.

ويرى مراقبون أن هذه التجارب ورقة ضغط من كوريا الشمالية لتحسين شروط تفاوضها مع الأميركيين.

وقبيل عملية الإطلاق، ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية بأنّ مجلس الشعب الأعلى، الذي يعتبر واجهة تصادق على القرارات ليس إلا، سيلتئم في 10 أبريل. وأفاد محللون أن نحو 700 من المسؤولين سيجتمعون في مكان واحد بهذه المناسبة، في حين تمّ حظر تجمعات مشابهة في أجزاء عديدة من العالم لمكافحة انتشار فايروس كورونا المستجد.

وقالت راشيل مينيونغ لي، كبيرة المحللين في موقع “أخبار كوريا الشمالية” إن “بيونغ يانغ لن تجازف بعقد حدث سياسي على هذا المستوى الواسع لو لم يكن النظام واثقا
من إمكانية منع أو احتواء انتشار كورونا”.

وفي مطلع الشهر الجاري، وجّه كيم جونغ أون رسالة تضامن إلى رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، بينما كافحت بلاد الأخير أسوأ انتشار لفايروس كورونا المستجد خارج الصين حينها.

ويؤكد إيزلي أنه “على الرغم من إصرار كوريا الشمالية أن لا إصابات فيها، إلا أن القيود الصارمة على الحركة والحملة الدعائية لارتداء الأقنعة والعقوبات العلنية على النخبة الفاسدة التي تخالف جهود العزل، فضلا عن المسارعة إلى بناء مرافق طبية، يؤشر إلى أن كوفيد-19 اخترق البلاد”.

وفي وقت يزداد فيه التوجّس من انتشار الوباء في كوريا الشمالية، دعا المقرر الخاص للأمم المتحدة  توماس أوخيا كوينتانا مطلع هذا الشهر بيونغ يانغ إلى فتح المجال لخبراء الصحة والمساعدات الإنسانية من الخارج.

5