بكين ترغم صحافييها على ترك العمل لدى وسائل الإعلام الأميركية

إجراء صيني يعرقل تبادل المعلومات في أوج الأزمة الصحية العالمية.
الاثنين 2020/03/23
صحافيون أدوات حرب إعلامية

أصبح الصحافيون أدوات في الحرب الإعلامية بين واشنطن وبكين، التي جاءت الجولة الأخيرة فيها من بكين بإجبارها صحافيين محليين على الانسحاب من وسائل إعلام أميركية، ما يؤثر على تدفق المعلومات الهامة في ظل الأزمة العالمية.

واشنطن - طلبت السلطات الصينية من سبعة موظفين يعملون في وسائل إعلام أميركية بترك وظائفهم، في أحدث فصول الحرب الإعلامية المتزايدة بين البلدين، وفق ما ذكرت شبكة فوكس نيوز الأميركية.

وقالت لجنة حماية الصحافيين، إن موظفين في قسم الأخبار في صحيفة نيويورك تايمز وإذاعة صوت أميركا ووكالتين إخباريتين، فصلوا من وظائفهم.

وأفاد ستيفن بتلر، منسق برنامج آسيا في لجنة حماية الصحافيين “يبدو أن الصين مصممة على تدمير عمليات جمع الأخبار التي تنفذها وكالات الأنباء الأميركية الكبرى في بكين، وهذه المرة من خلال فرض إجراءات عقابية على الموظفين الصينيين المحليين”.

وأضاف “هذا الإجراء لن يوقف موجة الاتهامات المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة، وقد يؤدي إلى تصعيده. ويتعين على الصين التوقف عن محاولة السيطرة على مكاتب الأخبار الأجنبية وترهيبها والسماح لها بتعيين موظفين صينيين بحرية وبشكل مباشر”.

نادي المراسلين الأجانب في الصين: نأسف لأن صحافيين أصبحوا بيادق في المواجهة بين القوتين الكبريين

وأشار بتلر إلى أن المكاتب الأجنبية في الصين ممنوعة بموجب القانون من توظيف المواطنين الصينيين مباشرة و”تعتمد على الموظفين الذين تُعيّنهم رسميا شركة خدمات الموظفين التابعة لوزارة الخارجية (الصينية)”.

وتابع أن الموظفين الصينيين “يؤدون وظائف مهمة في وكالات الأنباء الأجنبية، ويقدمون الدعم في مجال البحث والترجمة”. وتأتي هذه الخطوة بعد أن أعلنت الصين، الأسبوع الماضي، أنها أعطت صحافيين أميركيين من صحيفة نيويورك تايمز وصحيفة واشنطن بوست وصحيفة وول ستريت جورنال ومجلة تايم وإذاعة صوت أميركا، مهلة 10 أيام لمغادرة بكين. وذكر “نادي المراسلين الأجانب في الصين” أن هذا الإجراء شمل 13 مراسلا على الأقل.

وكان ثلاثة مراسلين لصحيفة وول ستريت جورنال طردوا في نهاية فبراير، لكن سلسلة العقوبات الجديدة تشكل بحجمها، الإجراء الأكثر صرامة الذي تتخذه السلطات الصينية ضد وسائل الإعلام الأجنبية.

وبررت الصين هذه الإجراءات بأنها ردّ انتقامي على القواعد الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب على الصحافيين الصينيين، التي كان من بينها قصر عددهم على 100 مراسل من خمسة منافذ إعلامية تديرها الدولة. وكان لدى هذه المنافذ 160 مراسلا في المجمل، ما يعني أن 60 منهم سيعودون إلى الصين.

اجراءات تضرّ بالصحافيين
قرارات تضرّ بالصحافيين

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن “الأمرين مختلفان”، مؤكدا أن إجراءات واشنطن تستهدف “أعضاء وسائل للدعاية الإعلامية الصينية”، ودعا الصين إلى “التراجع” عن قرارات الطرد التي “تمنع العالم من معرفة ما يحدث فعليا داخل البلاد”.

وعبر “نادي المراسلين الأجانب في الصين” عن أسفه لأن صحافيين أصبحوا في وضع “بيادق” في المواجهة بين القوتين الكبريين، وقال إن “الصحافيين يقومون بتنوير العالم الذي نعيش فيه، وبهذا الإجراء تفرض الصين التعتيم على نفسها”.

وقالت صحيفتا واشنطن بوست ونيويورك تايمز، وعدد من البرلمانيين الأميركيين، إن الإعلان الصيني “مؤسف خصوصا في أوج أزمة صحية عالمية تبدو فيها المعلومات مهمة أكثر من أي وقت مضى”.

ووصفت صحيفة وول ستريت جورنال من جهتها الإجراءات الصينية بأنها هجوم “غير مسبوق” على حرية الصحافة.  وكانت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستفزة جدا للصينيين، حيث وصف كورونا المستجد بـ”الفايروس الصيني”، مؤكدا أنه “جاء من الصين وأعتقد أنها صيغة دقيقة جدا”.

ويستخدم وزير الخارجية الأميركي هذه الصيغة منذ أيام معبرا عن الفايروس بـ”الفايروس الصيني”، أو “الفايروس القادم من ووهان” المدينة التي ظهر فيها المرض للمرة الأولى. وقد كرر رئيس الولايات المتحدة، مساء الاثنين، الوصف في تغريدة، ما أدى إلى تأجيج غضب بكين، وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية “نشعر باستياء كبير”، معتبرا ذلك “إدانة” لبلده.

وتدعو بكين إلى عدم توجيه أصابع الاتهام إليها دون نتائج علمية حاسمة حول منشأ الفايروس الذي رصد للمرة الأولى في ووهان في ديسمبر الماضي.

ورد ناطق باسم الخارجية الصينية، الأسبوع الماضي، بالحديث عن فرضية أن يكون الجيش الأميركي أدخل العامل المسبب للمرض إلى بلده. ورد ترامب قائلا “لا أقدر قول الصين إن جيشنا نقل لهم الفايروس. جيشنا لم ينقل الفايروس إلى أحد”. وأوضح الرئيس الأميركي الذي بدا غاضبا أنه يستخدم عبارة “فايروس صيني” ردا على هذه الاتهامات.

وتؤجج هذه الحرب الكلامية الخلافات الدبلوماسية المتكررة منذ وصول دونالد ترامب إلى السلطة مطلع 2017.

18