هل يزيد نجاح الزوجة احتمال طلاقها

دراسة أميركية تكشف أن النساء اللاتي يحصلن على ترقيات هائلة في العمل أكثر عرضة للطلاق.
الاثنين 2020/03/23
تحد صعب

نيويورك - أعلن علماء النفس بجامعة ميسوري الأميركية، أن نتائج الدراسات الأخيرة أظهرت أن النساء هن سبب الافتراق والطلاق في معظم الحالات.

وكشفت دراسة أميركية سابقة أن النساء اللاتي حصلن على ترقية في العمل كن أكثر عرضة للطلاق مقارنة بزملائهن من الرجال.

وأظهرت الدراسة التي شاركت في تأليفها الأستاذة في جامعة ستوكهولم السويدية، جوهانا ريكن، أن النساء اللاتي حصلن على ترقيات هائلة في العمل كن أكثر عرضة للطلاق.

وشملت الدراسة رجالا ونساء يعملون في شركات خاصة تشغل حوالي مئة موظف، وكشفت أن النساء المتزوجات هن أكثر عرضة للطلاق بعد ثلاث سنوات من الترقية إلى منصب مدراء تنفيذيين مقارنة بزملائهن الذكور.

وفحص الباحثون سجلات الموظفين في القطاع العام على امتداد ثلاثة عقود، وتبيّن أن النساء المرشحات للمناصب العامة هن أكثر عرضة للطلاق إثر نجاحهن في الحصول على هذه المناصب المرموقة. فضلا عن ذلك، اتبعت الطبيبات والعاملات في وكالات إنفاذ القانون والمؤسسات الدينية اللاتي حصلن على ترقيات كبيرة هذا الاتجاه، وفق تقرير نشره موقع “بيزنس إنسايدر” الأميركي.

وتوصل الباحثون إلى أن التوتر والخلافات التي تحدث بعد الحصول على الترقية قد يكونان السبب في ذلك، مشيرين إلى أنه حين يواجه الأزواج تحولا جذريا في الأدوار، قد يتسبب ذلك في حدوث مشاكل، بما في ذلك تراجع الوقت الذي يقضيانه معا، والتغيرات التي تحدث في تقسيم المهام المنزلية؛ لذلك يمكن أن تؤدي الترقيات إلى الطلاق.

وأضافوا أن الأمور التي تعدّ جزءا لا يتجزأ من وضع المدير التنفيذي يمكن أن تشكل ضغطا متزايدا على العلاقات أيضا، حيث يصعب على بعض الأزواج التعامل مع قضاء ساعات طويلة في المكتب، والتمتع بمكانة بارزة في المجتمع، والسفر بشكل مستمر. بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن يشعر الأزواج بالقلق إزاء توازن القوى في علاقتهم مع زوجاتهم.

نجاح المرأة في عملها قد ينعكس سلبيا على حياتها الزوجية
نجاح المرأة في عملها قد ينعكس سلبيا على حياتها الزوجية

وقالت تشارلوت ليونغ المديرة التنفيذية السويدية البالغة من العمر 39 عاما، والتي تشرف على مجموعة دعم على مواقع الإنترنت مخصصة للمطلقات، إن البحث الذي أجرته ريكن يعكس التجارب في حياتها الخاصة، بالإضافة إلى شبكة النساء اللاتي قابلتهن، وفق هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”.

وأضافت “غالبا ما يجد الرجال اليوم الأمر في البداية مثيرا للاهتمام، ويعبّرون عن رغبتهم في تقديم الدعم، وهو أمر إيجابي للغاية، لكن بعد مدة وجيزة، عندما يصطدم الزوجان بالواقع، يصبح من الصعب على الرجال التعامل معه”، مشيرة إلى أنه “كلما كانت المرأة ناجحة، زاد احتمال طلاقها”.

وأشارت الدراسة إلى أنه، لحسن الحظ، يمكن للمرأة أن تقلل من فرصة حدوث الطلاق خلال حياتها المهنية، وذلك بحسن اختيارها للشريك المناسب، حتى يكونا متقاربين في السن، وتكون العلاقة بينهما متساوية. وذكرت أن حالات الطلاق التي تحدث بعد الحصول على ترقية مهنية تكون أكثر شيوعا بين الزوجات الأصغر سنا، واللاتي يحصلن على قدر أكبر من إجازة الأمومة.

ولفتت إلى أن تقارب الأزواج في السن  يقلل من احتمالات حدوث الطلاق؛ لأن ذلك يساهم في خلق نظرة أكثر مساواة حول الأدوار بين الزوجين. ونتيجة لذلك، يكون هؤلاء الأزواج أقل عرضة إلى طلب الطلاق بعد الترقية.

ويعد وضع أهداف وتوقعات على المدى الطويل طريقة فعالة لتجنب مشاكل الزواج المحتملة بعد الحصول على الترقية، ولذلك ينبغي أن يناقش الرجال أهدافهم المهنية طويلة الأمد مع زوجاتهم، واللجوء إلى مستشار العلاقات الزوجية للتعامل مع أي مشكلة قد تواجههم. مما يساعد الأزواج على اكتشاف التحديات الشائعة التي تنشأ بعد حصول الزوجات على الترقية، وفي بعض الأحيان، مجرد إدراك هذه القضايا يمكن أن ينقذ الزواج من الانهيار.

وأشار موقع “بيزنس إنسايدر” إلى أنه في بعض الأحيان يصبح الطلاق ضروريا؛ نظرا لوصول العلاقة الزوجية إلى طريق مسدود. وقد جعلت إجراءات الحضانة والقواعد الاجتماعية المتغيرة الطلاق خيارا أكثر جدوى بالنسبة للمرأة العاملة. وعلى الرغم من أن عملية الطلاق قد تكون طويلة وصعبة، بيد أنه في هذه الحالات كثيرا ما يعدّ الخيار الوحيد أمام الطرفين لتحقيق السعادة.

ولفت إلى أن الطلاق أضحى اليوم تجربة تحظى بقبول أكثر في المجتمعات، لأنها قد تكون تجربة إيجابية بالفعل.

21