حكومة دياب بين كماشة الأحزاب والضغوط الأميركية

بيروت – وجدت الحكومة اللبنانية المدعومة من حزب الله نفسها مرة أخرى في وجه عاصفة من الانتقادات الداخلية من طرف القوى السياسية والضغوط الخارجية من الولايات المتحدة في ظل اتساع المخاوف من اتساع رقعة وباء فايروس كورونا وعدم تسوية عدة ملفات خارجية.
وصب حزب القوات اللبنانية الجمعة جام غضبه على الحكومة، التي تكافح من أجل حل سيل جارف من الأزمات السياسية والاقتصادية المتراكمة.
ويأتي ذلك بعد أن أعلنت وزارة الصحة اللبنانية الجمعة، ارتفاع عدد مصابي فايروس كورونا إلى 77 حالة، عقب تسجيل أربع إصابات جديدة.
وقال رئيس حزب القوات سمير جعجع في كلمة له “يهمني أن أطرح أمراً يتعلق بفايروس كورونا واستغربت من الكلام الذي نقلته وزيرة الإعلام عن رئيس الحكومة بالأمس (الخميس) أن الحكومة اتخذت كل التدابير اللازمة وأن لبنان أصبح نموذجاً بمواجهة كورونا”.
واستدرك “ولكن الحقيقة أن لبنان ليس نموذجاً على الإطلاق”، معتبرا أن الحكومة لم تتخذ كل التدابير المطلوبة فالمريضة الأولى وصلت على طائرة عليها 200 راكب أرسلوا إلى منازلهم و”كلنا نعلم أن فترة احتواء الفايروس عند الشخص قد تدوم نحو 21 يوماً”.
وأشار إلى أن إمكانات لبنان متواضعة، وعلى الحكومة إغلاق البلاد بالكامل، حيث أنه في حال انتشر الوباء بنسبة أكبر سيموت الناس على أبواب المستشفيات لأن لا معدات طبية كافية لدينا”.
ولوح جعجع بمقاضاة الحكومة إذا لم تتحرك سريعا حينما قال إنه “انطلاقا من خطورة الوضع وإذا لم تتخذ الحكومة التدابير اللازمة سنضطر إلى مقاضاة رئيس الحكومة ووزير الصحة”.
وكان عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بو عاصي قد أكد الأربعاء الماضي أن مقاربة الحكومة لمعالجة الأمر كانت سيئة، إذ مضت أسابيع على هذه الأزمة من دون اتخاذ أي قرار فعلي، ولم يكن هناك تحضير جدي لمواكبة هذا الوباء.
وتواجه الحكومة الجديدة ضغوطا شعبية لإصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية التي زادت من وطأتها مساندة الولايات المتحدة لمطالب المحتجين، في ظل غياب الدعم الخليجي.
وأعلنت سفيرة الولايات المتحدة الجديدة لدى لبنان دوروثي شيا، بعد لقائها دياب الجمعة، أن بلادها تواصل دعم المطالب المشروعة للمتظاهرين، والتي من خلال تحقيقها يسترجع لبنان الثقة الدولية.
وقالت بعد اللقاء “لقد دعا شعب لبنان، عن حق، إلى الإصلاح ووضع حد للفساد، وإلى فرض السياسات الفعالة اللازمة لانتشال لبنان من أزمته الاقتصادية التي لم يسبق لها مثيل. الولايات المتحدة تواصل دعم المطالب المشروعة للمتظاهرين بالفرص الاقتصادية والمساءلة والشفافية”. وأضافت “فقط من خلال تلبية هذه المطالب، يمكن للبنان الشروع في العملية الصعبة لاستعادة الثقة الدولية”.
ولكن واشنطن ليست مهتمة بهذه المسألة فحسب، بل إنها تسعى إلى إعطاء دفعة لبيروت من أجل القيام بتسوية مع إسرائيل.
ورجّحت مصادر سياسية لبنانية أن تقود حكومة دياب مفاوضات ترسيم الحدود البرية والبحرية اللبنانية مع إسرائيل، تحت خيمة الأمم المتحدة، مؤكدة أن واشنطن أنجزت تحضيرات في هذا الملف.