اليونان تدفع فاتورة التلكؤ الأوروبي في مواجهة ابتزاز أردوغان

تنديد واسع بالابتزاز التركي بفتح الحدود أمام الآلاف من المهاجرين للتوجه إلى أوروبا.
الأربعاء 2020/03/04
متاعب إضافية للأوروبيين

أثينا - دعت اليونان إلى دعم “قوي” من بروكسل خلال اجتماع مع قادة الاتحاد الأوروبي بشأن أزمة الهجرة التي تزداد حدتها عند حدودها مع تركيا الثلاثاء، بعدما سمحت أنقرة للملايين من اللاجئين بالتوجه إلى أوروبا وخرقت تعهداتها الدولية.

ووصل الآلاف من المهاجرين إلى الحدود اليونانية قالت السلطات في أثينا إنهم من غير السوريين على عكس ما تروج أنقرة، فيما اكتفى قادة الاتحاد الأوروبي بالبيانات ومحاولة إيجاد حلول دبلوماسية لإنهاء الأزمة، ما دفع السلطات في أثينا إلى الاستنجاد بالرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ويعكس اتصال رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، الاثنين، بالرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن أزمة المهاجرين التي تشهدها حدود بلاده، التلكؤ الأوروبي في نجدة اليونان.

ووضع ابتزاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاتحاد الأوروبي في مأزق بخرقه الأحادي لالتزاماته بشأن الهجرة، فلا أثينا قادرة بمفردها على حماية حدودها ولا بروكسل اتخذت إجراءات صارمة تلزم أنقرة بوقف تدفق المهاجرين.

ولطالما استخدم أردوغان أزمة المهاجرين في تحقيق مكاسب سياسية في عدة ملفات أخرى، فهو اليوم يقايض الأمن القومي الأوروبي، فإما دعم أنقرة في معاركها العسكرية في إدلب السورية أو إغراق أوروبا بالمهاجرين.

وتدفق عشرات الآلاف من الأشخاص إلى اليونان منذ أن أمر الرئيس التركي الجمعة، بفتح حدود بلاده، ما أعاد إلى الأذهان في أوروبا ذكرى أزمة الهجرة الكبرى في عام 2015.

سيباستيان كورتس: ما يحصل يعدّ هجوما تركيا على أوروبا، ينبغي أن لا نكون عرضة للابتزاز
سيباستيان كورتس: ما يحصل يعدّ هجوما تركيا على أوروبا، ينبغي أن لا نكون عرضة للابتزاز

وندد المستشار النمساوي سيباستيان كورتس الثلاثاء، بما وصفها محاولة تركيا “ابتزاز” الاتحاد الأوروبي عبر فتح حدودها أمام الآلاف من المهاجرين واللاجئين الساعين للتوجّه إلى أوروبا.

وقال كورتس للصحافيين إن ما حصل يعد بمثابة “هجوم تشنّه تركيا على الاتحاد الأوروبي واليونان، الناس يُستخدمون للضغط على أوروبا، لا ينبغي أن يكون الاتحاد الأوروبي عرضة للابتزاز”.

وتابع السياسي المناهض بقوة لسياسات الهجرة “إذا استسلمنا للضغط التركي الآن، وإذا فاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ذلك الأمر وكان لديه الحق في أن يقرر دخول عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الاتحاد الأوروبي، فإنه سيتبعهم آلاف آخرون”. والاثنين، وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خطوة تركيا بأنها “غير مقبولة”.

ودعت منظمات غير حكومية تركية الثلاثاء، “إلى عدم استخدام المهاجرين ورقة تفاوض” وحضّت أنقرة على “وقف إرسال المهاجرين نحو نقاط عبور خطرة”.

ويأتي قرار أنقرة فتح حدودها فيما تشن هجوما كبيرا ضد قوات النظام السوري بعدما منيت بخسائر فادحة في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا حيث تشن عملية أطلقت عليها “درع الربيع”، وتسعى للحصول على دعم غربي.

ودعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل الثلاثاء، تركيا لاحترام اتفاق أبرمته مع الاتحاد الأوروبي عام 2016 يقضي بأن تحتوي تدفق المهاجرين إلى أوروبا في مقابل الحصول على مساعدات تبلغ قيمتها مليارات من اليورو.

وأضاف ميشيل أنه من الضروري أن تحمي أوروبا حدودها.

وعلى عكس الحدود اليونانية مع تركيا، حيث تجمّع الآلاف من المهاجرين الذين عمدت قوات الأمن اليونانية على منعهم من التقدم، لم تشهد الحدود البلغارية أي حركة مماثلة.

ولبلغاريا علاقات دبلوماسية واقتصادية قوية مع جارتها تركيا. وبين البلدين حدود بطول 250 كلم، بنت عليها صوفيا سياجاً منذ عام 2016 لمنع المهاجرين من الدخول.

وفي إشارة تضامن مع أثينا، توجهت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيس البرلمان الأوروبي دافيد ساسولي بعد ظهر الثلاثاء إلى اليونان قرب الحدود التركية.

وصرحت فون دير لاين عقب زيارة المنطقة الحدودية برفقة رئيس الوزراء اليوناني ورئيسي المجلس والبرلمان الأوروبيين أن الاتحاد الأوروبي سيقدم لليونان “كل الدعم اللازم” لمساعدتها في مواجهة تدفق اللاجئين من تركيا المجاورة.

وأضافت أن “من يسعون إلى اختبار وحدة أوروبا سيخيب أملهم. لن تضعف الضغوط من عزيمتنا، ووحدتنا ستنتصر”.

5