واشنطن مستعدة لدعم أنقرة في إدلب.. ولكن إلى أي مدى

دمشق - أعلنت الولايات المتحدة استعدادها لتزويد تركيا بالذخيرة في القتال الذي تخوضه إلى جانب فصائل معارضة وجهادية ضد القوات الحكومية السورية المدعومة روسيّا في محافظة إدلب ومحيطها.
في المقابل، لم تظهر الولايات المتحدة رغبة حقيقية في الاستجابة لطلب أنقرة بشأن تزويدها بصواريخ باتريوت المضادة للطائرات، والتي يمكن أن تقلب المعادلة بشكل كامل في المعركة الجارية، حيث أن تلك الصواريخ من شأنها أن تحيّد الطيران الروسي والسوري.
وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري الثلاثاء، إن الولايات المتحدة مستعدة لتزويد تركيا بالذخيرة والمساعدات الإنسانية في منطقة إدلب. واعتبر جيفري للصحافيين أن “تركيا شريك بحلف شمال الأطلسي. ومعظم الجيش يستخدم عتادا أميركيا. وسنعمل على التأكد من أن العتاد جاهز ويمكن استخدامه”.
ولفت السفير الأميركي في تصريحات خلال جولة في منطقة هاتاي جنوب تركيا، إلى أن واشنطن ما تزال تبحث طلب أنقرة الحصول على دفاعات جوية.
وأجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمرة الثانية في غضون أيام قليلة اتصالا هاتفيا مع نظيره الأميركي دونالد ترامب على أمل إقناعه بضرورة نشر الولايات المتحدة منظومة باتريوت على الحدود مع سوريا، وأعلن أردوغان قبل أيام أن العائق الأساسي الذي يعترض قواته هو الغطاء الجوي، فتركيا لا تستطيع استخدام طائرات “أف 16” دون توفير الحماية عبر تلك المنظومة.
ويقول محللون إن الولايات المتحدة الأكثر تحمسا لما يجري في إدلب، حيث تراهن على المزيد من تأزم الوضع هناك بين تركيا وروسيا، وما سيعني ذلك من تفكك الروابط التي نسجها الطرفان على مدار السنوات الأخيرة.
ويلفت المحللون إلى أن واشنطن مستعدة لتقديم مساعدة محسوبة لتركيا، لكن دون أن يصل ذلك إلى دعم من شأنه أن يقلب المعادلة في تلك المنطقة.
وسبق وأعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أن بلاده لن تقدم دعما جويا لتركيا في عمليتها العسكرية في إدلب. وقال إسبر للصحافيين، الاثنين، إن الولايات المتحدة ستسعى إلى زيادة مساعداتها الإنسانية إلى تركيا في أعقاب الهجوم الذي أسفر عن مقتل 33 جنديا تركيا في إدلب الأسبوع الماضي.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت المساعدات الأميركية ستشمل الدعم الجوي، أجاب إسبر “لا”.
وتتدحرج الأوضاع في إدلب وريف حلب نحو المزيد من التصعيد وسط تزايد خطر الصدام المباشر بين روسيا وتركيا.
وتحاول تركيا الاستعاضة عن الضعف الحاصل على مستوى الغطاء الجوي بإرسال أسراب من طائرات مسلحة بدون طيار، وقد نجح توجهها في إلحاق أضرار فادحة بالقوات السورية وعتادها.
وقال أوزغور أكشي، محرر المجلة المتخصصة “سي فور ديفنس” إن الاستخدام المكثف للطائرات بدون طيار في الأيام الأخيرة جعل الضربات التركية “أكثر فعالية”.
وأشار إلى أن القوات التركية دمرت أكثر من 100 دبابة للنظام السوري في غضون بضعة أيام، مشددا على أنه “بدون طائرات مسيرة، فإن مثل هذا الأمر سيستغرق وقتا أطول وسيعرض حياة الجنود الأتراك للخطر”.
ومن المنتظر أن يجتمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس لبحث التوصل لاتفاق، بيد أن كثيرين يشككون في إمكانية حدوث ذلك خاصة وأن روسيا مصرة على هدف القضاء على الجماعات الجهادية في شمال غرب سوريا حيث أنها لن تقبل بـ”طالبان” جديدة في سوريا. في المقابل، تتمسك تركيا بشروطها لجهة انسحاب الجيش السوري من المناطق التي انتزعها في الأسابيع الأخيرة.
وأسقطت تركيا الثلاثاء، طائرة حربية للحكومة السورية فوق إدلب. وهذه ثالث طائرة سورية تسقطها أنقرة منذ الأحد في حملة متصاعدة ضد القوات السورية، في ما بدا تحدّيا مباشرا لروسيا التي سبق وأن أعلنت أنها مع قرار حكومة الرئيس بشار الأسد فرض حظر جوي على شمال غرب البلاد.
ويقول كثيرون إن روسيا ما تزال تبقي خط الرجعة لتركيا بانتظار ما سيسفر عنه اللقاء المرتقب بين بوتين وأردوغان، قبل أن تذهب إلى خيار المواجهة المباشرة والذي بدا التجهيز له على ما يبدو، فقد عمدت روسيا إلى نشر قوات لها في مدينة سراقب ذات الأهمية الاستراتيجية، وسط حديث عن انخراط مجموعة فاغنر في القتال إلى جانب القوات الحكومية.
وكان الجيش السوري استعاد سراقب الواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي من إدلب، بعد أن سيطرت عليها هيئة تحرير الشام بدعم من القوات التركية.