الإمارات تدعم جهود احتواء كورونا في إيران

دولة الإمارات العربية المتحدة توسّع مساهمتها في جهود احتواء فايروس كورونا المستجد والحدّ من انتشاره لتشمل إيران، في عملية فصل واضحة بين المسائل الإنسانية والخلافات السياسية. وهي إذ تقوم بذلك لا تسدي فقط خدمة لمواطني البلد الجار، بل لكل مواطني بلدان المنطقة المهدّدين بتلقي العدوى عبر إيران التي تحوّلت بعض مناطقها إلى بؤرة رئيسية لتفشي الفايروس بعد الصين.
دبي – انخرطت دولة الإمارات العربية المتحدة في جهود احتواء فايروس كورونا بإيران وذلك من خلال مساعدتها منظمة الصحّة العالمية على إيصال إمدادات طبيّة للبلد الذي أصبح ثاني أكبر بؤرة لانتشار الفايروس في العالم بعد الصّين، الأمر الذي يشكّل تهديدا للمنطقة ككلّ.
وتتضمّن المبادرة الإماراتية فصلا واضحا للمسائل الإنسانية عن الخلافات السياسية الحادّة القائمة بين إيران وغالبية دول المنطقة بفعل سياسة التدخّل في الشؤون الداخلية التي تنتهجها طهران منذ عقود، وكان لها أثرها السلبي على استقرار دول مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن.
ومع تتالي الأنباء عن انتشار الفايروس في مناطق متفرّقة من العالم، وتزايد مخاطره على البشرية، أبدت الإمارات استعدادا لتسخير مقدراتها المادية ووسائلها التقنية وخبراتها البشرية لمساعدة الدول في الحدّ من انتشار الفايروس الذي لا تتوفّر إلى حدّ الآن أدوية ولقاحات فعاّلة مضادة له.
وقامت دولة الإمارات بإجلاء الطلبة السودانيين العالقين في مدينة ووهان الصينية، بعد أن تعذّر على حكومة بلادهم تسفيرهم من المدينة الموبوءة بفايروس كورونا.
كما سبق للدولة أن عرضت المساعدة على الصين أولى الدول المتضررة من الفايروس وذلك في اتصال هاتفي أجراه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، في وقت سابق، مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وقامت منظمة الصحّة العالمية بدعم من الإمارات، بتقديم إمدادات ومعدات طبية لإيران في إطار جهودها لاحتواء فايروس كورونا المستجد.
ونقلت، الاثنين، طائرة تابعة للقوات الجوية الإماراتية 7.5 طن من الإمدادات من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي إلى إيران. وتكفّلت المدينة التي تعتبر أكبر مركز لوجستي للخدمات الإنسانية ومواد الإغاثة في العالم، بتغليف وشحن إمدادات تشمل مئات الآلاف من القفازات والأقنعة الجراحية والمواد ذات الصلة التي من شأنها مساعدة نحو 15 ألف شخص وعامل في مجال الرعاية الصحية في إيران.
وتتضمن الشحنة أيضا أدوات تشخيص مختبري سوف تستخدم في فحص الآلاف من الأشخاص وستدعم جهود السيطرة على الفايروس. وهذه هي المرّة الأولى التي ترسل فيها منظمة الصحّة العالمية مثل هذه المساعدات لإيران منذ انتشار فايروس كورونا في هذا البلد.
وقدّر روبير بلانشار من قسم العمليات في مقر المنظمة بدبي قيمة المستلزمات الطبية والمعدات المرسلة إلى إيران بنحو 300 ألف دولار. وذكرت المسؤولة في قسم العمليات في المنظمة نيفين عطالله أنّ خمسة عشر ألف عامل في مجال الصحة سيستفيدون من المعدات المرسلة إلى إيران، موضحة أنّ المستلزمات عبارة عن “أول شحنة كبيرة لدعم جهود الاستجابة لفايروس كورونا المستجد”.
وتابعت “إيران بلد صعب، وليس من السهل الحصول دائما على الموافقات للذهاب إليه”.
وأعلنت إيران الاثنين عن 12 وفاة جديدة ناجمة عن فايروس كورونا المستجد، ما يرفع إجمالي حصيلة الوفيات في الجمهورية الإسلامية إلى 66. كما ارتفع عدد الإصابات المؤكدة إلى 1501 بعد تسجيل 523 إصابة جديدة خلال يوم واحد.
وتسدي دولة الإمارات بانخراطها في جهود احتواء كورونا في إيران، خدمة تتجاوز هذا البلد، إلى جميع بلدان محيطه المهدّدة بانتقال العدوى إليها.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” عن سلطان الشامسي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية قوله “إن الإمارات تضطلع بهذه المهمة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية التي تعد من ضمن أهم مراكز الخدمات الإنسانية في العالم”.
وأضاف “يتيح الموقع الجغرافي لدولة الإمارات سهولة الوصول إلى أكثر من 100 دولة تغطي ثلثي سكان العالم. ونستفيد من هذا الامتياز لدعم الأشخاص المتأثرين بالأزمات المختلفة وهذه المهمة جزء من سياسة المساعدات الإماراتية لدعم المصابين بفايروس كورونا لضمان السيطرة على انتشار المرض ووضع الخطط الاستراتيجية والاحترازية اللاّزمة لذلك”.
وأشار الشامسي، أثناء إشرافه على تحميل شحنة الإمدادات في طائرة القوات الجوية في مطار آل مكتوم الدولي، إلى تضامن دولة الإمارات مع جميع المتأثرين بالفايروس حول العالم، مؤكّدا “سوف تستمر الدولة في دعم الضحايا والمتأثرين بالأزمات والطوارئ الإنسانية بالتعاون مع المجتمع الدولي”.
ومن جانبه أشار ريتشارد برينان، مدير الطوارئ الإقليمي بالإنابة في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق البحر المتوسط، إلى أن المنظمة لم تكن تستطيع القيام بمهمة إيصال الدعم الطبي لإيران دون دعم دولة الإمارات. وقال “أبلغت إيران عن أكبر عدد إصابات بفايروس كورونا في الشرق الأوسط، وسوف تساعدها الإمدادات الطبية على احتواء الفايروس”، مضيفا “هذه الشراكة في منتهى الأهمية لمعالجة تلك الأزمة ونقدر دعم دولة الإمارات لنا في هذه المهمة”.