تقلب المزاج يجعل النساء أكثر قدرة على حل المشاكل الأسرية والاجتماعية
نيويورك – كشف دراسة أميركية حديثة أن النساء اللاتي عادة ما يكون مزاجهن سيئا يعتبرن الأكثر ذكاء، مشيرة إلى أنه عندما تصبح المرأة مزاجية، فإنها لا تتخذ قرارات أفضل فحسب، بل تكون ذاكرتها ثاقبة أيضا وقادرة على تذكر حقائق وتفاصيل محيطها الأسري والاجتماعي.
وأكدت الدراسة التي أجراها علماء من جامعة نيوساوث ويلز وجامعة ستانفورد إلى أن المزاج المتعكّر قائم على التفكير السلبي، وهو ما يجعل الأشخاص أكثر وعيا بمحيطهم، ولذلك عندما تكون المرأة في حالة من الغضب، فإنها تميل إلى التركيز والتفكير بشكل مكثف في ما تراه وما تفكر به وما تفعله في تلك اللحظة.
كما أفادت أن النساء متقلبات المزاج دائما ما يتمتعن بطبع سيء يسمح لهن بالاهتمام أكثر والتمتع بقدر أكبر من الذكاء في مختلف المجالات في حياتهن.
وأوضحت أن هذه النتائج صحيحة خاصة عندما تحتاج المرأة إلى اتخاذ قرارات مهمة أو التوصل إلى حلول للمشاكل الأسرية أو المهنية أو الاجتماعية أو التجارية الصعبة، وذلك لأنها تقوم بإجراء تحليل ذهني متقلب، عوضا عن اللجوء إلى التفكير العاطفي.
وكشفت الدراسة التي بحثت أيضا مدى تفاعل الأشخاص دائمي الابتهاج عند مواجهة موقف يتطلب تحليلا أو اتخاذ قرار، أن هذه الفئة تتمتع بميزة جيدة تتمثل في أنها أكثر إبداعا، مشيرة إلى أن ذلك قد لا يتم إذا كانوا يشعرون بالسعادة بصورة مفرطة، لأن هذه البهجة عادة ما تجعلهم يتخذون قرارات متهورة ومتسرعة لم يفكروا فيها بعمق. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى اتخاذ قرار خاطئ في نهاية المطاف، مما قد يؤدي إلى عواقب سلبية وفي بعض الحالات إلى عواقب وخيمة.
وكشفت الدراسة أنه من المعروف أن الناس لا يعيشون في ظل حالة من الغضب أو السعادة الدائمة طوال الوقت؛ حيث يتقلب مزاجهم اعتمادا على ما يعايشونه كل يوم، إلا أنه من المفيد اتخاذ موقف جدي وملامح جدية أيضا عند مواجهة مشكلة أو الاضطرار إلى اتخاذ قرار عصيب، مشيرة إلى أن السلبية الداخلية ستجعل الإنسان يركز على كل تفاصيل الموقف ويفكر في أفضل مسار يمكن انتهاجه، وبعد التوصل إلى حل للمشكلة أو اتخاذ قرار في نهاية المطاف، يمكن الابتسام من جديد.
وأشارت الدراسة إلى أن الفتيات سريعات التذمر يملن إلى تطوير مهارات قيادية رائعة، مما يتيح لهن إدارة الفريق بشكل أكثر فعالية، إلا أنها نبهت إلى أن السلبية المستمرة من شأنها أن تجعل الأشخاص يشعرون بالتوتر مما قد يؤدي بهم إلى حالات مثيرة للقلق وإصابتهم بالاكتئاب.
ونصح المشرفون على الدراسة أصحاب المزاج السيء بمحاولة موازنة مشاعرهم حتى لا يؤدي مزاجهم إلى الإضرار بجودة حياتهم الأسرية والاجتماعية.
