#اعتزال_ابن_الذيب_الشعر.. نهاية رجل كان شجاعا

#اعتزال_ابن_الذيب_الشعر هاشتاغ متداول على تويتر بعد إعلان الشاعر القطري محمد بن الذيب اعتزال الشعر على إثر قصيدة نعى فيها قائد فيلق القدس قاسم سليماني وأثارت جدلا واسعا.
الدوحة - تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو للشاعر القطري الملقب بـ”ابن الذيب” وهو يعلن اعتزاله الشعر على خلفية الضجة التي أثارتها قصيدة رثى فيها اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بعد مقتله بضربة أميركية قرب مطار بغداد الدولي.
ويقول ابن الذيب واسمه محمد بن الذيب العجمي، في مقطع الفيديو المتداول “(…) بناء على طلب شخص عزيز وغالي عليّ قررت اعتزال الشعر تماما..”. وتابع “لن أعود ولن أرجع عن هذا القرار إلا بطلب من ذات الشخص سائلا المولى عزّ وجل أن يحفظ دول الخليج والأمة الإسلامية ويحمق أذناب الحكومات والمنافقين وأصحاب اللامبادئ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”
كان ابن الذيب قد قال في قصيدة رثاء سليماني التي انتشرت بصورة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إن سليماني “لا يشرب من الذلة” وأنه “قاسم الكافرين وناصر الملة” على حد تعبيره، ردا على من “انتقد وشمت” بمقتله واصفا إياهم بأنهم هم من “ذلوا”.
وتغنى الشاعر القطري بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي واصفا إياه بـ”ولي الله قدس الله سره”.
وزاد ابن الذيب في تبجيل قاسم سليماني وكال له المديح قائلا “كني أسمع صدى عبرة رسول الله وآل بيته على قاسـم سُلـيماني”.
وأثارت الأبيات غضب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي العرب حتى أن شعراء خليجيين تبارزوا شعريا للرد على ابن الذيب. ولم يجد ابن الذيب من يناصره في هذه المعركة الشعرية التي حُملت بأبعاد سياسية وبتراكمات من كل نوع.
وتساءل معلقون عن سبب اعتزال ابن الذيب خاصة أن القصيدة متناغمة تماما مع مواقف النظام القطري الذي بادر وزير خارجيته الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بالذهاب إلى طهران في اليوم التالي من مقتل قاسم سليماني، قبل أن يتبعه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارة دعم لطهران بعدها بأسبوع، والتقى خلالها خامنئي والرئيس حسن
روحاني.
واعتبر مغردون أن القصيدة كانت لنيل بركات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وانتشر على نطاق واسع هاشتاغ #اعتزال_ابن_الذيب_الشعر. وتساءل معلقون عمّن يكون “الشخص العزيز والغالي” الذي طلب منه الاعتزال.
وأثار بيان الاعتزال سخرية مستخدمي تويتر. وكتب معلق:
وتهكم مغرد:
ahmedhattan@
لا تكفى لا تعتزل.. ارحمنا يالمتنبي #اعتزال_ابن_الذيب_الشعر.
واعتبر مغرد قطري اعتزال الشاعر:
SA99ALK55@
أكبر خساره في الساحة الشعرية وأكبر تدهور في مجال الرد السريع #اعتزال_ابن_الذيب_الشعر.
ويقول مغردون إن بيان الاعتزال يبيّن تخبّط ابن الذيب وسقوط شعره “إذ كان ينادي بقافه وشعره أن تلزم دولة قطر مسار الأجداد، وسلوم العرب، في احترام الجار”! وقد تجلّى ذلك في قصيدة استرجع فيها الشيخ سحيم بن حمد آل ثاني.
يذكر أن ابن الذيب اعتقل في نوفمبر 2011 بعد قصيدة بعنوان “قصيدة الياسمين” هنأ فيها تونس بثورتها وتمنى فيها أن يصل التغيير إلى بلاد عربية أخرى، مع تلميحات قوية في القصيدة تشير إلى قطر.
وفي القصيدة، يقول “عقبال البلاد اللي جهل حاكمها يحسب أن العز في القوات الأميركية”. ويضيف أيضا “كلنا تونس في وجه النخبة القمعية”.
وحُكم عليه بالسجن المؤبد ثم خفّف الحكم إلى 15 عامًا.
وأبدى مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تويتر، تعاطفًا كبيرًا مع ابن الذيب والذين رأوا أنّ سجنه عنوان لظلم وتناقض النظام القطري في ذات الوقت إذ كان يدعم “الثورات” العربية لتمكين جماعات الإسلام السياسي في كل مكان لكنه في الوقت نفسه يسجن شاعرا تغنى بها.
وأطلق مغردون حينها على التناقض القطري مصطلح “قطرزوفرينيا”.
وقال ابن الذيب في رسالة مسجلة سربت من سجنه عام 2014 وتم نشرها على يوتيوب “هذه مهزلة في حقنا وحق وطننا، أين حقوق الإنسان القطري؟ وأين حقوق الإنسان الدولية من هذه المهزلة؟”.
وخرج ابن الذيب عام 2016 من السجن، بعفو أميري وصفته مصادر قطرية بأنه “صفقة” إذ طلبت منه السلطات في بلاده أن ينظم الشعر لصالحها مقابل أن يخرج من السجن.
وبعد الإفراج عنه، تداول ناشطون ما اعتبروه أول قصيدة له بعد أن أمضى نحو خمس سنوات في السجن وتضمنت “ما تنفع القسوة معي يا حكومة.. أنا العلاج اللي يداويني اللين”.
وتقول مصادر إن الشاعر القطري حاول مرارًا، بعد خروجه من السجن، الهروب من قطر لكنّه تعرّض لاعتداءات متكررة من الأمن القطري. وتؤكد ذات المصادر أنه ممنوع من السفر.
وبعد الأزمة القطرية، ظهر ابن الذيب يلقي بيتين من الشعر ضد دول خليجية.
ويقول مطلعون إن إلقاء القصيدة حينها كان بأمر مباشر من السلطات القطرية التي حاولت استغلال شعبيته الجارفة في أوساط مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الخليجيين بإجباره على مدح الدولة والنظام. وتحظى قصائد ابن الذيب بمشاهدات قياسية على موقع يوتيوب.
ويؤكد معلقون أنه برثاء سليماني أطلق الشاعر رصاصة الرحمة على شعره، مؤكدين أن مواقفه المتلوّنة لم تعد تقنع جمهور مواقع التواصل الاجتماعي الذي كان يناصره يوما.
واعتبر حساب على تويتر:
وتؤكد مصادر مقربة، أن ابن الذيب قرر الاعتزال بسبب إجبار السلطات القطرية له على كتابة القصيدة المثيرة للغضب ومدح النظام الإيراني، وأنه اعتبر أن النظام أصبح يستغله على نحو يجعله يخسر متابعيه.