الإمارات تشارك بـ"موال حدادي" في أوال المسرحي

أبوظبي – تستعد فرقة مسرح رأس الخيمة الوطني للمشاركة في مهرجان أوال المسرحي بالبحرين في دورته الثالثة عشرة، والتي ستقام خلال الفترة من 1 إلى 8 فبراير القادم، وذلك بمسرحية “موال حدادي”، تأليف الكاتب إسماعيل عبدالله وإخراج الفنان مرعي الحليان، وتمثيل كل من سعيد بتيجه وموسى البقيشي ومبارك خميس وحسن بلهون وسارة، بالإضافة إلى مرعي الحليان.
ومسرحية “موال حدادي” تستعيد حقبة زمنية بعيدة خلت، وتسلط الضوء على الطموحات الخبيثة والخفية، التي جعلت شخصية “الساقي” في مطعم ملحق بجيش المستعمر الإنجليزي، يضع أطماعه الشخصية فوق كل شيء، من أجل كسب المال والمكانة.
تذهب بنا المسرحية إلى فترة الأربعينات من القرن الماضي، لتسلط الضوء على حكاية رجل خليجي يدعى حميدان (مرعي الحليان)، يجدّ في العمل كساق في “بار” (حانة) ملحق بمخيم لجيش المستعمر الإنجليزي، عمل يسعى من خلاله إلى تلبية تطلعاته في امتلاك المال والسلطة.
يبدأ العرض بمشهد حميدان يجلس على طاولة، في فضاء يحيل على “بار” إنجليزي، وثمة أغنية خليجية في خلفية المشهد -تتسلل منها أغنيات أخرى على مدار العرض- لتبدو كمزاج لمكان وزمان المسرحية. ثم ما يلبث، في مشهد ثان، أن يتقدم إلى وسط الخشبة لنرى عسكريَّيْن يلبسانه بدلة النادل وعليها نياشين منحت له ثمنا لطاعته، ولكنه يتطلع إلى وسام الوفاء.
وفي المشهد الثالث، نرى حميدان يواسي كبير ضباط المعسكر (عبدالحميد البلوشي) الذي يفرط في الشرب لينسى حبيبته هيلين التي هجرته واختارت حبيباً آخر. وفي هذا المشهد تظهر مهارة حميدان في النفاق واحتقاره للمرأة، هو الذي تزوج ثلاث مرات، ولا شهوة لديه سوى للمال والسلطة.
وتتصاعد وقائع العرض مع قدوم فرقة غنائية (موسى البقيش وسعيد بتيجا ومبارك خميس) إلى “البار”، ونعرف أنهم أولاد عمه وكانوا يبحثون عنه، وما فاجأهم أنهم وجدوه يعمل كساق في “بار” وفي خدمة المستعمر. ومن خلال المفارقات اللفظية وبعض المواقف المحرجة، ينجح الثلاثي في تقديم لوحات أدائية تغرق الصالة في الضحك، في نوع من السخرية السوداء.
يحاول الثلاثة إقناع حميدان، الذي أغراهم بالمال، بأن يتوسط لهم لدى الضابط الكبير ليسمح لهم بالعمل معه، ولما كان حميدان يبحث عن أي شيء يمكن أن يسلي الضابط الكبير، فإنه لا يجد أفضل من فرقة أبناء عمه التي تبدأ في الغناء ليطرب الضابط السكران وينسى قليلاً. وفي المشهد الراقص، يجري الحوار بين الثلاثي والضابط، ويجهد كل واحد من الثلاثة ضِمن فرقة الغناء الشعبية في إبراز مهارته وحذقه وقوته التي ورثها عن جده أو عمه ليكسب اهتمام الضابط، وهنا يتم تهويل كل التاريخ العائلي للثلاثي وأسطَرته، في محاكاة مجسمة وثلاثية الأبعاد لحالة حميدان الذي سبقهم إلى الكذب وباع عرضه وأرضه طمعاً في سلطة مشتهاة، أقنع نفسه بأن المستعمر سيمنحها له، طال الزمن أم قصر.
وسبق أن تم تقديم المسرحية في مهرجان أيام الشارقة المسرحية 2018، ونالت العديد من الجوائز، بالإضافة إلى مشاركتها في مهرجان سوق عكاظ في مدينة الطائف بالسعودية في عام 2018 أيضا.
وتشارك في مهرجان أوال المسرحي بالبحرين بالإضافة إلى الإمارات فرق مسرحية أخرى من البحرين والكويت وسلطنة عمان والسعودية.