اتفاق تجاري مصيري بين أكبر اقتصادين في العالم

الولايات المتحدة والصين يوقعان اتفاق لوقف الحرب التجارية بين البلدين.
الخميس 2020/01/16
اتفاق تاريخي

واشنطن – وقّعت الولايات المتحدة والصين الأربعاء اتفاقا طال انتظاره لوقف حرب تجارية مندلعة بينهما منذ أشهر، وهو ما من شأنه أن يفتح مرحلة جديدة بوتيرة أهدأ على مستوى الاقتصاد العالمي الذي تضرر من هذا النزاع.

وينص الاتفاق على زيادة كبيرة في المشتريات الصينية للمنتجات والسلع الزراعية المصنعة في الولايات المتحدة وإمدادات الطاقة والخدمات الأميركية.

ويعد الاتفاق تتويجا لفرض متبادل للرسوم بين الجانبين منذ 18 شهرا مما أدى إلى الإضرار بسلع قيمتها مئات المليارات من الدولارات وتكدير صفو أسواق المال وتعطل سلاسل الإمداد وإبطاء النمو العالمي.

ووقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائب رئيس مجلس الوزراء الصيني ليو خه الوثيقة المؤلفة من 86 صفحة في البيت الأبيض أمام ما يربو على 200 ضيف من الدوائر التجارية والحكومية والدبلوماسية والذين تلقوا دعوات للحضور.

ولم تُستكمل ترجمة النص إلى الصينية حتى ساعة متأخرة من عصر الثلاثاء فيما اجتمع ليو مع الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر.

وقال ترامب خلال تجمع انتخابي بمدينة توليدو في ولاية أوهايو الأسبوع الماضي إن “الاتفاق التجاري هو محور حملته الانتخابية للفوز بفترة رئاسية ثانية هذا العام”، حيث وصفه بأنه “وحش كبير وجميل”.

وبموجب الاتفاق تتعهد الصين بشراء سلع أميركية إضافية بقيمة 200 مليار دولار على مدى عامين بهدف خفض عجز تجاري ثنائي مع واشطن وصل إلى ذروته عام 2018 عندما بلغ 420 مليار دولار.

وقال مصدر لوكالة رويترز إن الصين ستشتري سلعا إضافية أميركية الصنع بقيمة 80 مليار دولار على مدى عامين، بما في ذلك طائرات وسيارات وقطع غيار سيارات وآلات زراعية وأجهزة طبية.

وأوضح أن الصين ستزيد مشترياتها من إمدادات الطاقة بنحو 50 مليار دولار ومن الخدمات بمقدار 35 مليار دولار، كما ستعزز مشترياتها من المنتجات الزراعية بواقع 32 مليار دولار لغاية نهاية 2022، بالمقارنة مع رقم الأساس للصادرات الأميركية في 2017.

وفي ضوء جمعها مع رقم الأساس للصادرات الزراعية الأميركية البالغ 24 مليار دولار في 2017، فإن الإجمالي يقترب من 40 مليار دولار وهو الهدف السنوي الذي روّج له ترامب.

وألغى اتفاق المرحلة الأولى الذي تم التوصل إليه في ديسمبر الماضي رسوما أميركية مزمعة على الهواتف المحمولة والألعاب وأجهزة الكمبيوتر الشخصية الصينية وخفض معدل الرسوم الجمركية إلى النصف ليبلغ 7.5 بالمئة فيما يتعلق بسلع صينية أخرى قيمتها حوالي 120 مليار دولار بما في ذلك الشاشات التلفزيونية المسطحة وسماعات البلوتوث والأحذية.

لكن الاتفاق أبقى على رسوم نسبتها 25 بالمئة على منتجات صينية بقيمة نحو 250 مليار دولار وتشمل سلعا ومكونات يستخدمها المصنعون الأميركيون.

ونفى كلّ من الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين التلميحات إلى أن الولايات المتحدة والصين قد تدرسان إمكانية إلغاء المزيد من الرسوم الجمركية بعد انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني.

وأصدر لايتهايزر ومنوتشين بيانا مشتركا قالا فيه إنه “لا توجد اتفاقات شفوية أو مكتوبة على خفض الرسوم الجمركية في المستقبل”.

وقال منوتشين للصحافيين في وقت لاحق إن ترامب قد يبحث تخفيف الرسوم إذا تحرك أكبر اقتصاديّن في العالم سريعا في سبيل التوصل إلى اتفاق المرحلة الثانية.

ويرى محللون أن الصين متخوفة من احتمال مناورة لترامب من خلال هذا الاتفاق لفتح باب حرب تكنولوجية جديدة مع بكين لكبح صناعات عملاق الاتصالات الصيني هواوي.

10