الصغار يمضون وقتا كثيرا أمام الشاشات

نيويورك - أظهرت دراسة أميركية جديدة أن غالبية الأطفال في سن السنتين والثلاث سنوات يتجاوزون الوقت الموصى به أمام الشاشات في الأسبوع وثمة عامل آخر مرتبط بذلك هو الوقت الذي تمضيه أمهاتهم أمام الشاشات أيضا.
وشملت الدراسة حوالي 3600 طفل وهي مستقاة من دراسة أجريت بين 2011 و2014 تكشف فيه الأمهات عن الوقت الذي يمضينه وأطفالهن أمام الشاشات. وتوصي منظمة الصحة العالمية بساعة واحدة كحد أقصى في اليوم.
وجاء في مقال صدر في مجلة “جاما بدياتريكس” أن 80 بالمئة من الأطفال في سن الثانية و95 بالمئة من الأطفال في سن الثالثة تجاوزوا السبع ساعات في الأسبوع خلال الدراسة.
وأكثر العوامل المرتبطة بهذه الظاهرة هو الوقت الذي تمضيه الأمهات أمام الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية أو التلفزيون يليه وقت حضانة الأطفال في المنزل بدلا من إرسالهم إلى دور الحضانة.
وذكر المشرفون على الدراسة أن هناك اختلافات في بعض مناطق الدماغ لدى الأطفال الذين يمضون وقتا طويلا أمام الشاشات. وأكدوا أن هذه الفوارق تؤثر بشكل خاص على تطور القدرات اللغوية.
وقال مارتن كورته من جامعة براونشفايغ الألمانية للعلوم التطبيقية إن المشكلة الأساسية في ذلك “تكمن في أن الأطفال الذين يمضون وقتا طويلا أمام الشاشات، يتحدثون أقل ويستمعون أقل لكلام غيرهم”، مشيرا إلى أن تطور دماغ الطفل يحتاج إلى تفاعل الوالدين معه وإلى تحرّك الطفل وممارسته الرياضة.
ومن جانبه أكد كريستيان مونتاغ، رئيس قسم علم النفس الجزيئي في جامعة أولم الألمانية، أن جلوس الأطفال أمام الشاشات بشكل مبالغ فيه يخفض فرصهم للعب بشكل حقيقي، مشددا على أن ما يعرف بـ”اللعب الخشن” ضروري لتطور الجهاز الحركي لدى الأطفال وقدراتهم الاجتماعية.
ولفت كورته إلى أن خوف بعض الآباء من أن منع أبنائهم من الوسائط الرقمية في مقتبل حياتهم قد ينطوي على سلبيات لهم، هو خوف غير مبرر.
ونبهت الدراسة إلى أن بقاء الأطفال فترة طويلة أمام الشاشات أدى إلى عدم توافر الكثير من الفرص للتحدث بشكل مباشر مع الوالدين وتوسيع القدرات اللغوية الخاصة بهم.