بداية حراك أممي للبناء على اتفاق الرياض

الرياض - لخّص مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، الجمعة، الهدف من زيارة مارتن غريفيث الأخيرة إلى السعودية ولقائه ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان بتهنئة “ولي العهد على قيادته جهود الوساطة والتوصّل إلى توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي”.
غير أنّ مصادر سياسية رأت في الزيارة، بداية جهود أممية للاستفادة من مزاج السلام الذي أشاعه الاتفاق المذكور والاستعداد لقبول التسويات، وذلك بهدف إطلاق عملية سلام أشمل في اليمن تتجاوز جنوب البلد وغربه حيث ترعى الأمم المتحدة وقفا هشّا لإطلاق النار في الحديدة بناء على اتفاق ستوكهولم.
وقال مكتب غريفيث في منشور على الإنترنت إنه تم خلال لقاء غريفيث بولي العهد السعودي “بحث التطورات في اليمن وأهمية الحد من العُنف للتوصل إلى حل سياسي شامل”.
ومن جهتها ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” أنّ الأمير محمّد بن سلمان أعرب عن أمله في أن يمهد اتفاق الرياض الطريق لتفاهم أوسع بين مكونات الشعب اليمني للتوصل إلى حل سياسي شامل لإنهاء الأزمة.
وأشاع توقيع اتفاق الرياض، الثلاثاء، بين المجلس الانتقالي الجنوبي والسلطة اليمنية المعترف بها دوليا بعد محادثات صعبة بين الطرفين رعتها السعودية في مدينة جدّة، موجة من التفاؤل بشأن إمكانيات تقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء اليمنيين من أجل إيجاد مخرج سلمي للنزاع المسلّح القائم في البلد منذ سنة 2014 حين غزا المتمرّدون الحوثيون العاصمة صنعاء وعددا من مناطق البلاد وسيطروا عليها بقوّة السلاح.
ووصف وزير الدولة الإماراتي أنور قرقاش اتفاق الرياض بـ“الحدث الإيجابي الأهم في المنطقة”، قائلا عبر تويتر إنّه “يوحّد الصف، ويعزز الأمل ويؤكد أهمية الدبلوماسية الحكيمة وتأثيرها”.
لكنّ الوزير حمل في الوقت ذاته على قطر التي شنت حملة تشكيك في الاتفاق قائلا في تغريداته “أستغرب استمرار الهجوم الإعلامي القطري على السعودية الشقيقة، وحول كل شاردة وواردة”، متسائلا “أما آن الأوان للدوحة أن تركن للهدوء والحكمة لتحلّ أزمتها مع جيرانها؟”، مختتما بالقول “شتّان بين الفعل السعودي الإيجابي والاستقصاد القطري السلبي”.
وتصف أوساط سياسية يمنية التوقيع على اتفاق الرياض بأنه خطوة أولى مهمة على طريق الحل الدائم الذي يوازن بين المكونات المناطقية والسياسية في مؤسسات الدولة، مشيرة إلى أن قيمته الآنية تكمن في كونه أنهى نزاعا كان يمكن أن يقود إلى حرب أهلية، وغير مستبعدة أن تكون له قيمة أبعد مدى في إرساء سلام شامل في اليمن في حال تمكنّت الأطراف العاملة على الملف اليمني وعلى رأسها الأمم المتحدة من إقناع الحوثيين بالانخراط في حلّ يمني يمني بعيدا عن أهداف إيران التي يدين لها الحوثيون بالولاء.