رئيس البرلمان البريطاني الجديد: مهادن لجونسون أم مناوئ

يختار البرلمان البريطاني خليفة لرئيسه السابق، جون بيركو، في وقت تعاظم فيه دور رئيس مجلس العموم في ما يخص ملف مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي وهو ما يمثل اختبارا جديدا لحظوظ رئيس الوزراء الحالي، بوريس جونسون، ولاتفاقه الذي توصل إليه مع الأوروبيين الشهر الماضي لاسيما أن بيركو عرف بعرقلة العديد من الصيغ لصفقات جونسون مع الأوروبيين.
لندن - ينتخب النواب البريطانيون رئيسا جديدا للبرلمان ليتولى قيادة المجلس في المرحلة التالية من جهود البلاد المضنية من أجل الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وفي السنوات الثلاث الماضية، منذ تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي، كان رئيس البرلمان يلعب دورا يزداد تأثيره في عملية ماذا على البرلمان مناقشته في عملية مغادرة المملكة للاتحاد، ويقر كذلك القوانين المطلوبة لتنفيذه.
ويثير خروج رئيس البرلمان السابق جون بيكر، الذي أعلن استقالته في سبتمبر الماضي، تساؤلات عن تعامل الرئيس الجديد المنتخب من قبل النواب مع ملف بريكست وبالأساس مع خطة رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون الذي وجد نفسه مكبلا رغم انتزاع موافقة مجلس العموم المبدئية على الاتفاق الذي توصل إليه مع القادة الأوروبيين.
ويفصل رئيس البرلمان في الخلافات الإجرائية في مجلس العموم وله سلطة تقرير أي التحديات لخطط الحكومة يمكن السماح بالمضي فيها.
واتهم رئيس البرلمان السابق جون بيركو بمحاباة من يرغبون في وقف خطط الحكومة للخروج، ولكن آخرين أشادوا به واعتبروا أنه يمكنهم من تحدي السلطة التنفيذية ومراقبة عملها.وقالت أليس ليلي الباحثة الأولى بمعهد الحكومة وهو مركز دراسات مستقل “رئيس البرلمان الذي سيخلف جون بيركو، أيا كان، سيواجه مجموعة فريدة من التحديات”.
ومن أبرز هذه التحديات عملية مغادرة المملكة للتكتل الأوروبي لكن رئيس البرلمان سيتعين عليه كذلك التعامل مع انتقادات بأن النظام المتقادم للبرلمان سمح بالتنمر والتحرش.
رئيس البرلمان الذي سيخلف جون بيركو، أيا كان انتماؤه السياسي، سيواجه مجموعة كبيرة من التحديات
وسيجري اختيار خليفة بيركو من خلال مجموعة من الاقتراعات السرية وهي عملية قد تستغرق عدة ساعات ويجري خلالها استبعاد مرشحين في كل جولة من التصويت حتى تدعم الأغلبية واحدا.
وأعلن أن ثمانية مرشحين يخوضون السباق الآن وكل منهم ستتاح له فرصة إلقاء كلمة قصيرة.
والمرشح الأوفر حظا الآن هو لينزي هويل نائب رئيس البرلمان الحالي والبالغ من العمر 62 عاما وهو عضو في حزب العمال المعارض ويقول إن رئيس البرلمان يجب أن يكون مستقلا ونزيها ووعد بالعمل على توحيد البرلمان الذي طغت على تركيبته الانقسامات منذ استفتاء بريكست سنة 2016.
وبالإضافة إلى هويل يتنافس كذلك كل من النائبة هارييت هارمان من حزب العمال والنائبة إلينور لينج من المحافظين.
ومنذ عام 2017 لم يحظ حزب المحافظين الحاكم بأغلبية برلمانية مما أعطى منافسيه حرية أكبر في تحدي الحكومة ومنح رئيس البرلمان وزنا كبيرا في العملية.
وسيكون الرئيس الجديد إما معرقل لجونسون على غرار الذي سبقه أو سيسايره في صفقة خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي. ولكن مع اقتراب موعد الانتخابات العامة المقررة يوم 12 ديسمبر ستعتمد المهمة الأولى لرئيس البرلمان الجديد على الحكومة الجديدة.
وقالت ليلي “بعض القرارات التي اتخذها بيركو أثناء توليه منصبه كانت غير مسبوقة.
وكانت غير متوقعة بدرجة كبيرة. بعض أعضاء البرلمان أحبها والبعض الآخر كرهها”.
وأضافت “سيتعين علينا أن ننتظر لنرى ما إذا كان رئيس البرلمان الجديد سيواجه ظروفا مشابهة مع عملية الخروج وحكومة أقلية. إذا تشكلت حكومة أغلبية فربما تكون إجراءات مجلس العموم أقل أهمية بعض الشيء”.
ويحاول قائد حملة بريكست الحالي تكثيف ضغوطاته على البرلمان ومعارضي الصفقة التي توصل إليها مع الأوروبيين بغية المصادقة الكاملة عليها وتعجيل تنفيذ بريكست.
وذكر متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الاثنين، أن الحكومة لن تمدد الفترة الانتقالية التي تلي اتفاقا للخروج من الاتحاد الأوروبي .
وقال المتحدث إن الحكومة لابد أن تواصل استعداداتها لجميع الاحتمالات بما في ذلك مغادرة التكتل في 31 يناير دون اتفاق.
وفشل جونسون في وقت سابق في تأمين خروج المملكة دون اتفاق بعد أن واجه معارضة شرسة في لندن توجت مجهوداتها بسن قانون يمنع تنفيذ بريكست دون اتفاق.
وكانت كذلك المعارضة الخارجية كبيرة حيث عارضت عديد الدول الأعضاء بالاتحاد على غرار ألمانيا وفرنسا ترك لندن تغادر المملكة بطريقة فوضوية.
وتأتي هذه المستجدات في وقت تزداد فيه الضغوطات على زعيم المحافظين والتي كان آخرها حديث الرئيس الأميركي عن صعوبة إبرام اتفاق تجارة حر مع بريطانيا في حال خروج المملكة بالاتفاق الحالي لبريكست.
وكان ترامب قد حث، الأحد، جونسون ورئيس حزب بريكست نايجل فاراج على التلاقي معا لحماية فرص توسيع التجارة الأمريكية-البريطانية بعد انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.
وأبلغ ترامب الصحفيين في البيت الأبيض أنه تربطه علاقة صداقة بالرجلين لكنه وصف جونسون بأنه “الرجل المناسب في الوقت الراهن”.
وجاءت دعوة الرئيس الأميركي بعد إعلان فاراج، الأحد، أنه لن يخوض الانتخابات المقررة الشهر المقبل ويفضل الدعوة إلى رفض الاتفاق الذي توصل إليه جونسون لخروج البلاد من الاتحاد.