رسالة ترامب وانسحاب فاراج: هل تلقى بريكست رصاصة الرحمة

يأتي انسحاب نايجل فاراج الذي يقود حزب بريكست من المشاركة في الانتخابات البريطانية المبكرة المقررة في ديسمبر المقبل على إثر تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي انتقد فيها اتفاق الانفصال الذي توصل إليه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ما دفع مراقبين إلى القول إن انسحاب فاراج ورسالة ترامب قد أطلقا رصاصة الرحمة على بريكست.
لندن - قال نايجل فاراج زعيم حزب بريكست البريطاني إنه لن يخوض الانتخابات المقررة الشهر المقبل وإنه يفضل الدعوة إلى رفض الاتفاق الذي توصل إليه رئيس الوزراء بوريس جونسون لخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، فيما اعتذر الأخير عن تأجيل بريكست في محاولة لحشد معسكر الانفصال وتحقيق نتائج إيجابية يتمكن معها من الحصول على أغلبية برلمانية تؤمن له استراتيجيته لحسم بريكست والتي انتقدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي.
وأضاف فاراج، لبرنامج آندرو مار الذي تبثه هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”، “فكرت مليا في هذا، كيف أخدم قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي على النحو الأمثل؟”.
وقال “هل أجد لنفسي مقعدا وأدخل البرلمان أم أخدم القضية على نحو أفضل بأن أجوب المملكة المتحدة طولا وعرضا لدعم 600 مرشح؟ وقررت أن الخيار الثاني هو الصائب”.
والمعروف عن حزب بريكست أنه من بين الأحزاب المناهضة للاتحاد الأوروبي لكنه يشترط العديد من الأمور ذات الأهمية البالغة على المحافظين لكي يساعده ذلك على تنفيذ اتفاق الخروج من الاتحاد، وأبرز هذه الشروط ترك بعض المناطق من المملكة التي تتسم بأنها معاقل للمعارضة العمالية دون مرشحين محافظين لكي يحقق الحزب حديث النشأة اكتساحا في هذه المناطق ويهزم حزب العمال بزعامة جيريمي كوربن.
وتتمثل أجندة حزب بريكست في متابعة الخروج من دون صفقة، مما يسمح للبلاد بوضع سياسة تجارية مستقلة تماما، حيث لا يحب الحزب الصفقة التي توصل إليها جونسون مع الاتحاد الأوروبي، بحجة أن الاتفاقية ستظل تخضع بريطانيا لقواعد الاتحاد الأوروبي في عدة مجالات.
غير أن زعيم حزب بريكست لم يستبعد دعم حزب المحافظين في البرلمان، ولكن فقط إذا تابع الخروج دون صفقة.
وقال فاراج إن “هناك حوالي 150 مقعدا في هذه البلاد في دوائر انتخابية يسيطر عليها العمال لم يفز فيها حزب المحافظين أبدا في تاريخهم، والسبيل الوحيد لحل ذلك هو بناء تحالف الرحيل من الاتحاد الأوروبي في مختلف أنحاء البلاد”.
ويأتي ذلك في وقت أظهر فيه استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “أو.أر.بي” لحساب صحيفة صنداي تليغراف تقدم حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء بوريس جونسون بما يقارب الثماني نقاط مئوية على حزب العمال المعارض.
وطبقا للاستطلاع الذي أُجري يومي الأربعاء والخميس الماضيين حصل حزب المحافظين على 36 بالمئة مقابل 28 بالمئة لحزب العمال كما حصل حزب الديمقراطيين الأحرار على 14 بالمئة وحصل بريكست بزعامة نايجل فاراج على 12 بالمئة.
وذهب خبراء إلى أن الـ12 بالمئة من مجموع الناخبين، وهي نسبة ليست بالهينة في الظرف الذي تعيشه المملكة، ستنقسم على باقي الأحزاب منها المحافظون، وهو ما يريح أكثر جونسون الذي يأمل في حصد أكبر عدد من المقاعد البرلمانية التي تتيح له فرصة تمرير صفقته مع الاتحاد الأوروبي.
ومن شأن انسحاب حزب بريكست أن يخفف من الضغوط التي يخضع لها جونسون لاسيما مع دخول الولايات المتحدة على خط أزمة بريكست.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد عمق، الجمعة، مخاوف زعيم المحافظين ومناصري خطته بعد انتقاده الحاد لها، إذ قال ترامب إن الاتفاق الذي توصل إليه جونسون مع القادة الأوروبيين يجعل من الصعب على المملكة إبرام اتفاقية تجارة حرة مع واشنطن.
وكان جونسون يحاول في بريطانيا ترويج أن هذا الاتفاق سيمنح المملكة العديد من الجوائز وأبرزها إبرام اتفاق تجاري مع أكبر اقتصاد في العالم.
وفي رده على تصريحات ترامب رفض جونسون قول الملياردير الأميركي إن صفقته لا تسمح بالتوصل إلى “اتفاق تجاري مع المملكة المتحدة”.
وقال “لا أرغب في انتقاد الرئيس، ولكنّه يرتكب خطأ واضحاً بهذا الخصوص. أياً كان من يطلع على الاتفاق، بإمكانه تبيّن أنّه اتفاق ممتاز”.
وقدّم جونسون اعتذاره، الأحد، لعدم إيفائه بتعهده بتنفيذ بريكست في 31 أكتوبر، كما دافع عن الاتفاق الذي توصل إليه للخروج من الاتحاد الأوروبي
والذي انتقده الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وشدد على أن فشله في إخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي مثلما وعد لهو “أمر مؤسف كثيرا”، لكنه أكد على أن اتفاقه لا يزال السبيل الوحيد لإخراج بلاده من التكتل.
وقال جونسون خلال مقابلة مع قناة سكاي نيوز في مستهل حملته للانتخابات “السبيل الوحيد للخروج من الاتحاد الأوروبي حاليا، والسبيل الوحيد لإنجاز البريكست، هو المضي قدما في الاتفاق الذي توصلنا إليه”.