سقوط "قادة الحرب" في كوسوفو يمهد لاستئناف الحوار مع صربيا

المعارضة في كوسوفو تتغلب على الحزب الحاكم في الانتخابات البرلمانية، والاتحاد الأوروبي يحث الحكومة الجديدة على استئناف الإصلاحات والحوار مع صربيا.
الأربعاء 2019/10/09
انتخابات تصحيح المسار

بريشتينا - تغلبت المعارضة في كوسوفو على الحزب الحاكم في الانتخابات البرلمانية التي جرت، الأحد، والتي وضعت حدا لهيمنة قادة الحرب على الحياة السياسية في بريشتينا.

وحل حزب تقرير المصير اليساري أولا بنسبة 25.8 بالمئة بفارق ضئيل على حزب الرابطة الديمقراطي لكوسوفو المعارض لتنهي هذه النتائج حكم قادة الحرب في كوسوفو الذي دام منذ إعلان استقلالها عام 2008.

ومن المنتظر أن يشكل الحزبان الائتلاف الحكومي المقبل بعد أن استبعدا أي تعاون مع الحزب الديمقراطي الحاكم، الذي يتزعمه رئيس البلاد، هاشم تاجي، والذي حل ثالثا وحاز على 21 بالمائة من الأصوات.

وأشاد ألبين كورتي زعيم حزب ”تقرير المصير” اليساري الذي خرج من هذه الانتخابات منتصرا، خاصة أن حزبين من المعارضة سوف يشغلان “ما لا يقل عن 60 مقعدا” في البرلمان المؤلف من 120 نائبا.

ويرى مراقبون أن بإمكان الأوروبيين جني ثمار نتائج هذه الانتخابات من خلال الدفع نحو إحياء المباحثات بين كوسوفو وصربيا لإنهاء الخلافات بينهما.

وحاول الناخبون في كوسوفو خلال هذه الانتخابات تركيز اهتماماتهم على إرساء الاستقرار والسلام مع بلغراد من أجل إنعاش اقتصاد بلادهم وكسب اعتراف دولي باستقلالها.

ومن المنتظر وفقا لمتابعين أن تلتقط أوروبا سريعا إشارات سقوط قادة الحرب لاستئناف مباحثات السلام مع كوسوفو.وكان ألبين كورتي، الذي من المنتظر أن يقع تكليفه بتشكيل الحكومة، قد أعلن نيته استئناف الحوار مع أوروبا بهدف محو صورة السياسي المتشدد عنه.

وانتقد كورتي بصورة قوية تعامل رئيس بلاده هاشم تاجي مع مباحثات التطبيع مع صربيا بوساطة من الاتحاد الأوروبي ودور المجتمع الدولي في كوسوفو.

كوسوفو

وقبل الانتخابات سارع الأميركيون والأوروبيون إلى رسم خارطة طريقهم في بيان مشترك نص على “استئناف المحادثات مع صربيا بشكل عاجل بهدف التوصل إلى اتفاق سياسي كامل يكون ملزما قانونيا ويساهم في استقرار المنطقة".

 وتعزز فرضيات توجه أوروبا إلى لقاء كوسوفو وصربيا معا بحث الفائزين من هذه الانتخابات على اعتراف دولي أكبر طال انتظاره، إذ اعترفت الدول الغربية الرئيسية باستقلال كوسوفو فور إعلانه، بينما لم تعترف بها بلغراد وروسيا والصين ما أغلق أمامها أبواب دخول الأمم المتحدة.

وتزداد الضغوطات الشعبية في كوسوفو على الطبقة السياسية في ظل استمرار المعضلة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد بسبب المحسوبية وانتشار الفساد والفقر والبطالة.

وبعد عقدين على انتهاء آخر الحروب التي وقعت في نطاق تفكك يوغوسلافيا، لا تزال بلغراد ترفض الاعتراف بالاستقلال الذي أعلنه أحاديا إقليمها السابق الذي يشكل الألبان غالبية سكانه.

ويحكم كوسوفو حاليا هاشم تاجي الذي قاد الانفصاليين الألبان من كوسوفو في حربهم مع القوات الصربية بين 1998 و1999. وكان رئيس الوزراء المنتهية ولايته راموش هاراديناي بدوره من قادة جيش تحرير كوسوفو.

وانتهت الحرب بين ألبان كوسوفو والقوات الصربية بتدخل من حلف شمال الأطلسي بعد سقوط أكثر من 13 ألف قتيل في هذا النزاع.

وتعد المحادثات بين بلغراد وبريشتينا متعثرة، وحتى الاتفاق الذي وصف بالتاريخي الموقع سنة 2013 لم يطبق، وخصوصا في ما يتعلق بنقطة تنظيم شؤون المناطق حيث تقيم أقلية صربية متمثلة في حوالي 40 ألف شخص في شمال كوسوفو.

وتوقفت المحادثات بين البلدين منذ أشهر بالرغم من إلحاح بروكسل واللقاءات غير الرسمية بين الرئيسين ألكسندر فوتشيتش وهاشم تاجي.

وعزا مراقبون إقصاء الناخبين لأحزاب قادة الحرب إلى بحثهم عن السلام الذي طال أمد انتظاره ولإنهاء التوتر بين البلاد وجارتها صربيا التي انفصلت عنها بعد حرب دامت لسنوات.

وسكان كوسوفو هم مواطنو البلقان الوحيدون الذين لا يمكنهم التنقل بحرية في الاتحاد الأوروبي بسبب الخلافات بينهم وغياب اعتراف دولي متكامل بكوسوفو واستقلالها.

5