الرباط تحتفي بالفن النسائي عبر البينالي الأول للفن المعاصر

الرباط- “لحظة قبل الكون”، هو عنوان البينالي الأول للفن المعاصر في الرباط الذي افتتح أخيرا بمشاركة مجموعة كبيرة من الرسامين والمخرجين ومصممي الرقص والمهندسين، والذي يخصّص حيزا واسعا للفن النسائي.
وقال المندوب العام لبينالي الرباط الفرنسي- الجزائري عبدالقادر دماني خلال تقديمه الحدث الذي يستمر حتى 18 ديسمبر المقبل “إن الأمر بمثابة التعويض عن نقص من خلال الإضاءة على وجود النساء في الفن”.
ويكرم البينالي المطربة المصرية الراحلة أم كلثوم من خلال عرض صور من الحفلة التي أحيتها في الرباط سنة 1968، في متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.
وبعد المرور من أمام تلك الصور، ينتقل الزوار إلى القاعة الأولى للمعرض حيث جمجمة لإنسان عاقل يعود تاريخها إلى 300 ألف عام اكتشفت في المغرب، إلى جانب خارطة تبيّن القارة الأفريقية في قلب العالم وكوفية ترمز إلى المقاومة الفلسطينية مطرزة بشعر نسائي، وهما عملان لمنى حاطوم وهي فنانة ولدت في لبنان لأبوين فلسطينيين وتعيش في لندن.
وعن “كوفيتها” الشهيرة قالت منى حاطوم “كثيرا ما أتناول في عملي أشياء مألوفة معتادة وأجعلها غريبة، أبيّن المخيف فيها. عندما أنجزت الكوفية أواخر تسعينات القرن الماضي كنت أفكر أولا بالغضب. تصوّرت نساء يقتلعن شعرهنّ من شدّة غضبهنّ. نقلت من خلال التطريز هذا الغضب إلى قطعة الملابس التي تعتبر بطبيعتها رمزا قويا للكفاح الفلسطيني. أي أنه نوع من الاحتجاج المخفي”.
وتشرح حاطوم التناقضات في عملها التشكيلي، بقولها “جرت العادة أن يرتدي الرجال مثل هذه المناديل رمزا للكفاح. ومن خلال الشعر النسائي يحصل وشاح الرجال على أنوثة فريدة. لكن في البلاد التي تعتنق الدين الإسلامي تغطي نساء كثيرات شعرهنّ بمنديل، وفي كوفيتي كسر الشعر الحواجز وتجاوز الحدود! عندما عملت الكوفية لم أفكر بالرئيس الراحل عرفات، لكنه على نحو أو آخر حاضر في العمل طبعا. أحب أن أتفنن بالمقتنيات، وأرغب في أن أجعل نتاجي يستوطن في حقول كثيرة”.
وأعمال حاطوم في مجملها تثير تداعيات كثيرة بأسلوبها الذي يقف على حافة السريالية، وجرأتها التي تستثمرها بمهارة. بين يديها تنشر الغربة رداءها لتكشف عن شبكة معقدة من التضمينات، منها: الأنثوية والسياسية والوجودية.
ويتناول فنانون آخرون في البينالي الأول للفن المعاصر في الرباط مواضيع الجسد والتمرّد والحياة والموت في مجموعة متنوعة من الأشكال والمواد والألوان “دون أي رقابة”، كما يقول منظمو البينالي.
ويتضمن البرنامج أيضا عروضا سينمائية ومؤلفات أدبية مع لمسة من فنون الشارع في متنزه في الرباط من تصميم فنان الغرافيتي الأميركي فوتورا.