تغذية الأطفال في سنواتهم الأولى أبسط مما يتصوره الأبوان

واشنطن - أصدرت مجموعة “بحوث التغذية السليمة” توصيات جديدة للآباء والأمهات، وصفت بالتفصيل ما يجب أن يشربه الطفل في أولى سنوات حياته، معتبرة أن ممارسات أكثرية الآباء والأمهات منذ عقود تعتبر خاطئة، وتعد هذه التوصيات الأكثر شمولا وتقييدا حتى يومنا هذا.
وشددت الأخصائية في التغذية هالثي درنك هالثي كيدز عبر موقعها الإلكتروني على ضرورة ألا يتلقى الرضع إلا حليب الثدي أو الحليب الصناعي، ويمكن أن يُضاف الماء عند بلوغ 6 أشهر، أما الأطفال الذين يشربون الحليب الصناعي فيمكن أن يتناولوا حليب البقر بعد 12 شهرا.
كما شددت على أن تقتصر المشروبات في معظمها على الحليب والماء في السنوات الخمس الأولى للطفل، وينبغي ألا يُعطى الأطفال في سن الخامسة أو أقل أي مشروبات سكرية أو بمحليات أخرى، بما في ذلك العصائر منخفضة السعرات أو المحلاة صناعيا، أو حليب الشوكولاته أو أي حليب منكه، أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو أي مشروبات أخرى.
ونبهت الهيئة إلى ضرورة تجنب المشروبات النباتية مثل حليب اللوز والأرز والشوفان، مشيرة إلى أن حليب الصويا يعتبر البديل المفضل للآباء الذين يودون الابتعاد عن حليب الأبقار.
وقال الباحثون إن ما قد يصدم الآباء أصحاب الخزانات الممتلئة بعلب العصير بأن ما يتناوله الأطفال الصغار من العصير يجب ألا يتعدى كوبا واحدا في اليوم من عصائر الفاكهة الطبيعية 100 بالمئة، وأن عدم شربه مطلقا أفضل.
وأصدرت هذه التوجيهات الجديدة مجموعة “بحوث التغذية السليمة”، التي أعدتها الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال وأكاديمية التغذية وعلم النظم الغذائية وجمعية القلب الأميركية والأكاديمية الأميركية لطب أسنان الأطفال.
وجاءت التحذيرات من المشروبات المحلاة في ظل المخاوف المتواصلة من سمنة الأطفال، التي يمكن أن تمهد الطريق أمام أمراض مزمنة حادة، ويرجح العلماء أن تكون هذه التوصيات مؤثرة.
وقالت ميغان لوت، نائبة مدير مجموعة “بحوث التغذية السليمة” إن “ما يقرب من نصف الأطفال ما بين سنتين إلى خمس سنوات في الولايات المتحدة، يشربون العصائر المحلاة يوميا، وهو سلوك نعرف أنه يزيد خطر الإصابة بالسمنة والسكري والمشاكل الصحية الأخرى”.
وأوضحت قائلة “تبسط التوصيات كل شيء على الوالدين؛ الماء والحليب وقدر محدود من عصير الفاكهة الطبيعي 100 بالمئة فقط”.
ويؤكد المختصون على أن الأطفال لا يحتاجون تناول العصير، وأنهم أفضل حالا إذا تناولوا الفاكهة طازجة، حيث يمكن أن يؤدي الاستهلاك المفرط للعصير إلى تسوس الأسنان واكتساب الوزن، وهو مرتبط بالتغذية السيئة بشكل عام.
من جانبه قال ريتشارد بيسر الرئيس التنفيذي لشركة روبرت وود جونسون التي مولت الدراسة، “عندما نتحدث عن السعرات الحرارية فارغة القيمة، التي نستهلكها من خلال المشروبات، وعن عدد السعرات الحرارية التي تناولها الناس من خلال المشروبات المحلاة بالسكر، فنحن لا نقصد المشروبات الغازية فقط”.
وأضاف «العصير مصدر آخر للسعرات الحرارية التي لا توصف بأنها رائعة من الناحية الغذائية”.
وأشار الخبراء إلى أن التوصيات بالحد من تناول العصائر ليست جديدة؛ فلطالما نصحت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بعدم إعطاء الرُضع أي عصائر قبل بلوغهم عاما واحدا، وأن يقتصر كم هذه العصائر على حوالي 113 غراما يوميا، للأطفال ما بين سنة وثلاث سنوات.
ونبهوا إلى أن الحليب النباتي مثل حليب اللوز والشوفان والأرز عادة ما يحتوي على محليات إضافية أو منكهات صناعية، وهو أقل في قيمته الغذائية من حليب الأبقار، الذي يحتوي الكوب الواحد منه على 8 غرامات من البروتين إلى جانب العناصر الغذائية الأخرى مثل الكالسيوم. وباستثناء حليب الصويا، تُعتبر أنواع الحليب النباتي فقيرة من البروتين.
وبينت ميغان لوت أن المشروبات التي تُسوق للأطفال تكون غير ضرورية في العادة، ونظرا لأن معظم الأطفال يمكنهم تناول الطعام الصلب؛ تميل أسعار هذه المنتجات إلى الارتفاع وتحتوي عادة سكريات مضافة.