تناول الثوم والبصل يوميا يحمي النساء من سرطان الثدي

واشنطن- أفادت دراسة أميركية حديثة بأن تناول البصل والثوم يوميا، ضمن النظام الغذائي اليومي، يحمي النساء من خطر الإصابة بسرطان الثدي. الدراسة أجراها باحثون بجامعة بوفالو الأميركية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية “نوتريشن آند كانسر” العلمية.
وأوضح الباحثون أن البصل والثوم يعتبران من المكونات الرئيسية لصلصة “سوفريتو” التي تستخدم بشكل أساسي في الطهي بالمطابخ الإسبانية والإيطالية والبرتغالية وأميركا اللاتينية.
وأضافوا أن فكرة الدراسة نشأت من أدلة علمية سابقة أثبتت أن تناول البصل والثوم بشكل منتظم له تأثير وقائي ضد السرطان. وللوصول إلى نتائج الدراسة الجديدة، راقب الباحثون 314 امرأة مصابة بسرطان الثدي، و346 من السيدات غير المصابات بالمرض، بين عامي 2008 و2014.
ووجد الباحثون أن السيدات اللاتي يتناولن صلصة “سوفريتو” الغنية بالثوم والبصل، أو من يتناولن الثوم والبصل ضمن وجباتهن الغذائية، مرة واحدة يوميا، تنخفض لديهن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 67 بالمئة، مقارنة بأقرانهن ممن لا يتناولن الثوم والبصل.
التأثير الوقائي للثوم والبصل يرجع لاحتوائهما على نسب مرتفعة من المركبات التي تظهر خاصيات مضادة للسرطان
وقالت جوري ديساي، قائدة فريق البحث إن “الدراسة أثبتت أن التناول اليومي للثوم والبصل، ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي”. يحتوي البصل والثوم على كمية كبيرة من الكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم والسيلينيوم، فضلا عن فيتامينات إي وسي.
وأضافت ديساي أن “التأثير الوقائي يعود إلى احتواء الثوم والبصل على نسب مرتفعة من مركبات الفلافونول والمركبات العضوية، التي تظهر خاصيات علاجية مضادة للسرطان لدى البشر”.
يقول علماء من كلية الطب بجامعة ولاية كارولينا الجنوبية إن المركبات العضوية والكبريت فاعلين في تدمير خلايا “غليوبلازتوماس” وهي نوع من أورام الدماغ القاتلة.
وفي تقرير نشر بموقع دويتشه فيله الألماني، كشف علماء الأحياء عن دراسة تفيد بأن البصل والثوم يقللان من خطر الأورام، لكونهما يحتويان على إنزيمات تمنع من انتشار الخلايا السرطانية وتبطئ من نمو الورم.
ووجد العلماء، بعد إجراء تجارب على أنسجة السرطان، أن إنزيمات الثوم والبصل تعيق من نمو الخلايا السرطانية. ويقدر العلماء أن 18 غراما من الثوم في الأسبوع تقلل من احتمال الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 30 بالمئة وسرطان المعدة بنسبة 50 بالمئة.
علاوة على ذلك، وجد الباحثون أن الثوم والبصل يساهمان في إزالة السوائل الزائدة من الجسم، ويحميان من العدوى ويحدّان من التهاب المفاصل ويبطئان أعراض الشيخوخة.
كما أظهرت دراسة علمية سابقة أن الثوم له تأثير هام على العظام خاصة لدى النساء اللائي يواجهن تراجعا في كثافتها بعد سن اليأس، عن طريق الزيادة في مستوى هرمون الأستروجين عند الإناث.
ووجدت الدراسة أن جرعة يومية من الثوم، تعادل (2) غرامين من الثوم الخام، يعزز نشاط هرمون الأستروجين. وأفادت دراسة أميركية أخرى بأن البصل الأحمر يحتوي على خصائص ومركبات كيميائية تقتل الخلايا السرطانية، وعلى رأسها سرطان القولون والثدي.
وحسب الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة أوهايو الأميركية فإن البصل الأحمر يحتوي على مستويات مرتفعة من “الكيرسيتين”، وهو مركب كيميائي ينتمي إلى مجموعة الفلافونويد المضادة للأكسدة.
وأوضح الباحثون أن البصل الأحمر يحتوي أيضا على مستويات مرتفعة من الأنثوسيانين، وهي مواد عضوية لونية قابلة للذوبان في الماء، لونها أسود أو أزرق غامق، وتوجد في العديد من الفواكه والخضروات وفي الأزهار فتعطيها لونا بنفسجيا أو أحمر غامقا أو أزرق.
وأظهرت نتائج الدراسة أن البصل الأحمر ناجع في قتل الخلايا السرطانية، كما أنه فعال أيضا في قتل خلايا سرطان الثدي. ووجد الباحثون أيضا أن مكونات البصل الأحمر تعمل على تنشيط المسارات التي تشجع الخلايا السرطانية على الخضوع للموت الطبيعي.
وأضافوا أن مكونات البصل الأحمر تشكل بيئة غير مواتية للخلايا السرطانية، وتعطل الاتصالات بين الخلايا السرطانية، مما يثبط نموها.
ووفقا للوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، فإن سرطان الثدي هو أكثر أنواع الأورام شيوعا بين النساء في جميع أنحاء العالم عامة، ومنطقة الشرق الأوسط خاصة، إذ يتم تشخيص نحو 1.4 مليون حالة إصابة جديدة كل عام. ويودي المرض بحياة أكثر من 450 ألف سيدة سنويا حول العالم.