المنتجات الصينية تستوطن الأسواق المصرية

القاهرة - في إحدى الأسواق الشعبية المكتظة في محافظة الجيزة غرب القاهرة، يطالعك متجر يحمل اسم “جوانزو” المكتوب بحروف كبيرة بالعربية على واجهة المتجر، الذي يبيع الهواتف المحمولة في إشارة إلى مدينة غوانغتشو الصينية، التي يستورد منها أصحاب متاجر الهواتف في مصر معظم أو كل مستلزماتها.

وقال علي مندور، صاحب المتجر “اخترت تسمية متجري باسم جوانزو لأن جميع إكسسوارات الهواتف الذكية تأتي من تلك المدينة الصينية، بما في ذلك الشاشات وأغطية الهواتف وغيرها من الملحقات”.

وأضاف الشاب الثلاثيني لوكالة أنباء “شينخوا” أن “المنتجات الصينية بشكل عام وإكسسوارات الهواتف المحمولة بشكل خاص تكتسب شعبية متزايدة في السوق بسبب جودتها وأسعارها الرخيصة”.

وفي مكان قريب كان عادل معوض، وهو سائق في الخمسينيات من عمره، ينظر من خلال واجهة المتجر قبل أن يدخل حاملا هاتفا من ماركة “هواوي” ليطلب تغيير واقي الشاشة الخاصة به. وقال معوض “لقد أصبحت هواتف هواوي منتشرة للغاية في مصر على مدار السنوات السبع أو الثماني الماضية” معتبرا نفسه من أوائل مستخدمي هواتف هواوي.

وتابع أن “أهم ما يميز هواتف هواوي أنها عملية ومواصفاتها تناسب كلّا من رجال الأعمال والمستخدمين العاديين. أعتقد أن 99 بالمئة من المنتجات الموجودة في مصر الآن مصنوعة في الصين”.

يقول سيد محمد البالغ من العمر 44 عاما وهو يتناول الشاي في المقهى المقابل، إنه يفضل هواتف “أوبو” الذكية بسبب “مواصفاتها العالية والسرعة الجيدة التي توفرها معالجاتها”.

وأكد محمد أن “هواتف أوبو تحظى بشعبية كبيرة في مصر الآن، كعلامة تجارية عملية واقتصادية تضاهي أشهر الهواتف في العالم” مشيرا إلى أن هواتف أوبو كانت أرخص في البداية، لكنها غالية الثمن نسبيا الآن.

اللافت أن الشركات الصينية لم تعد تقتصر على تصدير المنتجات بل قام العشرات منها بإنشاء مصانع في مصر.

ويرى حسين محمد، وهو بائع في متجر هواوي بمركز “سيتي ستارز” التجاري في القاهرة، أن “هواوي الآن اسم كبير ليس فقط في السوق المصرية، لكن في جميع أنحاء العالم، وكانت بالفعل واحدة من أشهر شركات الشبكات في العالم قبل أن تنتج الهواتف المحمولة”.

ويعرض متجر “شاومي” المجاور العديد من المنتجات إلى جانب الهواتف المحمولة، منها أجهزة الحاسوب المحمولة وحقائبها والشواحن وسماعات الرأس وملحقات الكمبيوتر والدراجات الصغيرة الكهربائية وغيرها.

وأوضح عبدالرحمن عامر من فريق التسويق بشركة شاومي، أن الشركة تنتج بجانب الهواتف المحمولة أجهزة ذكية صديقة للبيئة تستخدم في المنزل ويمكن التحكم فيها من خلال تطبيق للهاتف المحمول. وأشار إلى أن شاومي لديها حاليا 15 فرعا في المحافظات المصرية، وأنها تؤمن بأن التسويق من خلال رضا الزبائن الحاليين هو أكثر أهمية من الإعلان والدعاية.

وقال عامر، لوكالة شينخوا “نحن نعمل على افتتاح خمسة فروع أخرى هذا العام، ولدينا أيضا ألفا موزع معتمد في جميع المحافظات المصرية”.

وكان أحمد خليفة، وهو محام في الثلاثينيات من عمره، يتسوق في متجر شاومي للعثور على إصدار أحدث من هاتفه المحمول. وقال “لدي هاتف شاومي الآن، وأنا هنا للحصول على هاتف شاومي جديد”.

وأضاف “لقد زرت ألمانيا والمملكة العربية السعودية ووجدت أن المنتجات الصينية تحتل المرتبة الأولى هناك أيضا، ليس فقط هنا في مصر”.

ولا تقتصر شعبية المنتجات الصينية في مصر على الهواتف المحمولة وإكسسواراتها، كما يظهر من العدد الكبير من العملاء الذين شوهدوا في متجر “ميني سو” في سيتي ستارز المركز التجاري الكبير في القاهرة.

ويعرض متجر “ميني سو” أكثر من 12 منتجا مختلفا، مثل الحقائب والقبعات الرياضية والجوارب ولعب الأطفال والنظارات الشمسية وحاملات هواتف السيارات وغيرها من الإكسسوارات التي صنعت جميعها في الصين.

وقالت ماريا ممدوح، وهي شابة في أواخر العشرينيات من عمرها، أثناء التسوق في ميني سو “لقد أصبحت المنتجات الصينية أكثر انتشارا في مصر وتتمتع بسمعة طيبة للغاية، وليس لدي أي مشكلة على الإطلاق في شراء منتج صيني، وأعرف الكثير من الأصدقاء الذين يملكون هواتف هواوي وأوبو”.

وأضافت أن “المنتجات الصينية تتميز بتصميمات جذابة ومتنوعة، إضافة إلى الجودة العالية والأسعار المعقولة”.

وأعلنت شركة “كونكا” الصينية الرائدة في صناعة أجهزة التلفزيون في أوائل شهر أغسطس الجاري عن افتتاح مصنعها في محافظة بني سويف جنوب القاهرة.

وقال هان بينغ، المفوض الاقتصادي والتجاري بالسفارة الصينية في القاهرة، أثناء حفل الافتتاح إن “التعاون الاقتصادي بين الصين ومصر شهد نموا سريعا خلال السنوات الخمس الماضية، وفي العام الماضي بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 13.8 مليار دولار”.

وأشاد خالد مصطفى الأمين العام لغرفة تجارة القاهرة، بالمنتجات الصينية المصدرة إلى مصر، مؤكدا أنها بدأت تكتسب شعبية وثقة لدى المستهلكين المصريين.

وقال لوكالة شينخوا إن “كونكا تعتبر علامة تجارية صينية مميزة وإضافة جديدة للمنتجات الصينية في مصر”. وأشار إلى أن “مصر والصين جمعتهما أواصر الصداقة على مدار التاريخ، مما يسهل الكثير من الشؤون الاقتصادية والتجارية بينهما”.