إنجي المقدم: أبحث عن التحدي في الأدوار المختلفة عن شخصيتي

الفنانة المصرية خرجت من عباءة الصعيدية استعدادا لفتاة الليل في "حواديت الشانزلزيه".
الاثنين 2019/08/19
الممثلون ليسوا "موديلز"

لفتت الفنانة المصرية إنجي المقدم الأنظار إليها بعد أن برعت في تجسيد الفتاة الصعيدية في مسلسل “ولد الغلابة” الذي عرض في رمضان الماضي، وتعيد عرضه بعض الفضائيات المصرية حاليا، وفي الظرف الراهن تصور الفنانة مسلسلا جديدا. “العرب” كان لها هذا الحوار مع الفنانة حول عملها الجديد وتجربتها الفنية.

القاهرة – ظهرت الفنانة إنجي المقدم في مسلسل “ولد الغلابة” بملامح حادة وجافة، تعبر بها فيه عن طبيعة الشخصية، بعيدا عن مستحضرات التجميل، ما كان دافعا لها للبحث عن الأدوار الصعبة باعتبارها أقصر الطرق للوصول إلى قلب وعقل الجمهور.

وتقوم إنجي المقدم في الوقت الحالي بتصوير مسلسلها الجديد “حواديت الشانزلزيه”، وتؤدي فيه دور عايدة، وهي فتاة تعمل في أحد الملاهي الليلية في حقبة الخمسينات من القرن الماضي، ومن المقرر عرضه على بعض الفضائيات خلال فصل الشتاء المقبل، وهي الفترة التي يستهدف فيها صناع الأعمال الدرامية جمهورهم بعيدا عن موسم رمضان المزدحم بالمسلسلات.

دور مختلف

تقول المقدم في حوارها مع “العرب”، إنها تميل إلى أداء الأدوار المختلفة عن شخصيتها الحقيقية، ما يجعل الأدوار التي تقبلها تمثل تحديا بالنسبة إليها، تحاول من خلالها أن تتقمص الشخصية بشكل احترافي لإقناع الجمهور بها، وسعت خلال الفترة الماضية للخروج من عباءة شخصية صفية، الفتاة الصعيدية في ولد الغلابة لتدخل في أخرى تبيع الهوى في “حواديت الشانزلزيه”.

وتضيف أن الدور الذي تجسده يتطلب منها العديد من التحضيرات من ناحية الشكل والملابس وطريقة الكلام والإيماءات والنظرات، بما يتماشى مع حقبة الخمسينات التي تدور فيها أحداث المسلسل، كما أن شخصية فتاة الليل في تلك الحقبة واهتماماتها وطريقة عملها تختلف عن الوقت الحالي، وكان ذلك بحاجة إلى دراسة ومحاولة القراءة عن تلك الفترة ومعايشتها لوقت طويل قبل بدء التصوير.

وتوضح لـ”العرب” أن المسلسل الجديد تدور أحداثه في عدة خطوط اجتماعية متشابكة بين التراجيدي والرومانسي والكوميدي، ويركز العمل على الحالة الاجتماعية في تلك الفترة التي كانت فيها بعض السلبيات، لكنها أقل كثيرا من الإيجابيات، ويحاول صناع العمل إبراز أعمال الخير التي سادت آنذاك، وكيفية تغلبها على أفعال الشر، وهو من نوعية المسلسلات الطويلة، حيث تصل حلقاته إلى 45 حلقة.

تشارك في “حواديت الشانزلزيه” نخبة كبيرة من نجوم الدراما، وبحسب المقدم، فإن العمل يضم 150 فنانا، منهم: إياد نصار وداليا مصطفى ومي سليم وإدوارد وفريدة سيف النصر وحمدي الوزير، ومن الوجوه الشابة: أماني كمال وسارة عادل ومنة جلال، وشارك في التأليف نهى سعيد وأيمن سليم، وهو من إخراج مرقص عادل في أولى تجاربه التلفزيونية.

ورغم اختلاف شخصية عايدة في “حواديت الشانزلزيه” عن صوفيا في مسلسل “ليالي أوجيني” التي قدمتها الفنانة المصرية قبل عامين، إلا أن الحقبة الزمنية التي تدور فيها أحداث العملين واحدة تقريبا، وهي نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات من القرن الماضي، لكن المقدم أشارت إلى أن طبيعة الدور المختلفة حسمت اختيارها.

نجومية متأخرة

المقدم: الفنان مطالب بالظهور أمام الجمهور بجميع الأوجه، فهو يؤدي دورا في عمل فني يحاكي الواقع
المقدم: الفنان مطالب بالظهور أمام الجمهور بجميع الأوجه، فهو يؤدي دورا في عمل فني يحاكي الواقع

تعتبر إنجي المقدم من الفنانات اللاتي تأخرت نجوميتهن مقارنة بالنجاح الذي حققته في بداية مشوارها الدرامي الذي بدأ بشكل فعلي من خلال مشاركتها بطولة المسلسل الكوميدي “أحمد اتجوز مني” عام 2007، قبل أن تحقق نجاحا واسعا في مسلسل “حكايات بنات” وقدمت فيه ثلاثة أجزاء بدءا من العام 2011.

تؤكد الفنانة المصرية لـ”العرب”، أن مسألة تأخر النجومية من عدمه لا تعنيها بقدر اهتمامها بالأدوار التي تختارها بعناية شديدة، وترفض فكرة الانتشار من دون جدوى، فالنجاح الذي حققته خلال العامين الماضيين ارتبط أساسا بقناعة الجمهور بالشخصيات التي قامت بتأديتها، على الرغم من اختلافها كليا عن شخصيتها الحقيقية.

وأشارت إلى أنها تحاول أن تحقق ذاتها من خلال الأدوار التي تحتاج إلى مجهود كبير في تغيير الشكل والمضمون، لأن ذلك يجعل الممثل كما لو كان يقف للمرة الأولى أمام جمهوره، وهو ما يدفعها إلى التغلب على ملامحها التي يطغى عليها الهدوء، بعد أن ظهرت دون مستحضرات تجميل في مسلسل “ولد الغلابة”، قبل أن تحدث التغيير الكبير في الشكل لتتماشى مع الحقبة الزمنية القديمة في “حواديت الشانزلزيه”.

برأي المقدم أن الفنان مطالب بالظهور أمام الجمهور بجميع الأوجه، وفي النهاية يؤدي دورا في عمل فني يحاكي الواقع وليس مجرد “موديلز” يبحث عن الظهور في أبهى صورة، فمستحضرات التجميل على سبيل المثال لم تكن شيئا أساسيا مع شخصية صفية في “ولد الغلابة” التي تعيش في مستوى اجتماعي وبيئة لا تسمح بمثل هذه الأمور، لكن ذلك جاء في صالحها بعد أن ظهرت موهبتها في التمثيل على حساب الشكل.

وتضيف أنها قبلت في ذلك العمل بكل ما أملاه عليها المخرج والماكيير الخاص بالشخصية، ووثقت في أن ظهورها على طبيعتها من حيث الشكل قد يكون له أبعاد إيجابية، حال نجاحها في تجسيد الشخصية، لأن تعبيرات ملامح الوجه كانت أقوى كثيرا من الكلام في العديد من مشاهد المسلسل.

وتلفت في الوقت ذاته إلى أن تجسيدها شخصيات مختلفة وتحديدا أدوار الشر يعرضها لتعب نفسي وجسماني وذهني تكون بحاجة بعده إلى فترة نقاهة لاستعادة ثباتها مرة أخرى، وتحديدا إذا كانت ظروف العمل في بيئة مختلفة عن التي اعتاد عليها، ما يجعلها في بحثها عن الاختلاف لا بد من وجود شيء وحيد يشبهها يساعد كثيرا على تقمص الشخصية.

وشاركت المقدم في 26 عملا متنوعا، ويكاد حضورها السينمائي يكون غائبا، فقد اقتصر على مشاركتها كضيفة شرف في فيلم “المعدية” عام 2014، وشاركت في بطولة فيلم “جوز هندي”، لكن لم يكتمل تصويره حتى الآن لظروف إنتاجية.

تؤكد إنجي المقدم لـ”العرب”، أن غيابها عن السينما يرجع إلى طبيعة الأدوار المعروضة عليها وانحسارها بعكس التلفزيون، غير أنها في الوقت ذاته تتحمس حاليا لعرض أول تجاربها السينمائية “ليلة رأس السنة” في أحد المهرجانات السينمائية المقبلة.

وتكشف أن الفيلم يغلب عليه الطابع الاجتماعي وتدور أحداثه في ليلة واحدة وهي ليلة بداية العام، وتؤدي خلاله دور مريم، وهي زوجة شابة تنتمي إلى طبقة ثرية وتتصرف دائما بلا مسؤولية وتتعرض لمشاكل مع زوجها.

واجه الفيلم مشكلات رقابية تسببت في تأجيل عرضه أكثر من مرة بسبب بعض المشاهد التي تصنفها الرقابة بـ”الجريئة”، ويلقي العمل الضوء على عالم الأثرياء الذين يحتفلون بليلة رأس السنة داخل أحد المنتجعات القريبة من البحر الأحمر.

17