سيتي وليفربول يستأنفان صراعهما في الدوري الإنكليزي

تقترب منافسات الموسم الجديد بالدوريات الأوروبية الكبرى، من الانطلاق، وتترقب جماهير كل ناد رؤية فريقها في المباريات الرسمية، بعد فترة التحضيرات وإبرام الصفقات. ومن أكثر الدوريات التي ستكون تحت المجهر هي دون شك الدوري الإنكليزي الذي يستأنف نشاطه الجمعة.
مانشستر (إنكلترا) – يستأنف الموسم الجديد في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم نشاطه الجمعة ورغم كل التغييرات التي حدثت، سيكون من الصعب تخيّل أن تكون المنافسة على اللقب مختلفة كثيرا عن الموسم الماضي. وكان الفارق نقطة واحدة بين مانشستر سيتي البطل ووصيفه ليفربول إذ اكتفى فريق المدرب يورغن كلوب بالمركز الثاني رغم تعرّضه لهزيمة واحدة في الدوري طيلة الموسم. ولو تكرر ذلك فلن يكون هناك شكوى من جانب المشجعين المحايدين بعد موسم شهد أداء مذهلا من فريق المدرب بيب غوارديولا ومنافسه القادم من منطقة مرسيسايد.
وبعد فوزه باللقب مرتين متتاليين سيسعى غوارديولا إلى وضع يده على لقبه الأول في دوري أبطال أوروبا مع سيتي، وتملك تشكيلته الكفاءة اللازمة التي تمكنها من التأقلم على هذا التحدي المزدوج. وعقب رحيل المدافع فينسن كومباني ليتحول إلى لاعب ومدرب في أندرلخت، أنفق سيتي أكثر من 60 مليون جنيه إسترليني لضم لاعب الوسط المدافع رودري من أتليتيكو مدريد ومواطنه الإسباني أنخيلينو ليدعم خياراته في مركز الظهير الأيسر.
ومر ليفربول بطل أوروبا بفترة هادئة في سوق الانتقالات ومع وجود فيرجيل فان دايك في قيادة الدفاع وثلاثي الهجوم الخطير روبرتو فيرمينو ومحمد صلاح وساديو ماني، لم يكن هناك حاجة سوى لتدعيم بسيط. ولم يحدث شيء خلال الصيف يوحي بأن ثنائي المقدمة سيواجه منافسة قوية من أقرب المنافسين.
نهج مختلف
أنفق العديد من المدربين، الكثير من الأموال لمطاردة المجد، لكن يورغن كلوب مدرب ليفربول تبنّى نهجا مختلفا قبل بداية الموسم الجديد، إذ أبدى ثقته في التشكيلة الحالية وقدرتها على حصد لقب البريميرليغ. وقال كلوب “ستكون هناك فترة انتقالات أخرى العام المقبل. هذا الفريق جيد حقا وقد استثمرنا الكثير من الأموال فيه. علينا أن نعمل وفقا لما هو متاح”.
ويبدو المدرب الألماني محقّا في الحفاظ على ثقته في التشكيلة الحالية من اللاعبين، وفعل ليفربول كل ما في وسعه في البريميرليغ الموسم الماضي، لكن مانشستر سيتي القويّ استطاع التغلب عليه ليفوز باللقب بفارق نقطة واحدة. ويحظى ثلاثي هجوم ليفربول المؤلف من صلاح وفيرمينو وماني، باحترام في كافة أنحاء أوروبا، وتلقّى الدفاع المستقر القليل من الأهداف مقارنة بأيّ فريق آخر في الدوري الممتاز الموسم الماضي.
الترحيب بلامبارد
فقد تشيلسي أفضل لاعبيه بانتقال إيدن هازارد مقابل 100 مليون يورو إلى ريال مدريد، فيما سيحتاج الأميركي الواعد كريستيان بوليسيك القادم من بوروسيا دورتموند إلى بعض الوقت للتأقلم. ورحّبت الجماهير بعودة فرانك لامبارد أسطورة الفريق اللندني السابق ليخلف المدرب ماوريتسيو ساري، لكن مع معاقبة النادي بمنعه من ضمّ لاعبين جدد فمن الصعب تخيّل أن تشهد التشكيلة تحسّنا كبيرا.
وسيحاول فرانك لامبارد حلّ المشكلة الأكبر للفريق اللندني، وهي كيفية تسجيل الأهداف دون إيدين هازارد.
وأنهى اللاعب البلجيكي الموسم الماضي بعد أن صنع 15 هدفا وسجل 16 آخرين، وهو ما يعني أنه كان مساهما في نحو نصف أهداف الفريق اللندني في البريميرليغ.
الجماهير رحبت بعودة فرانك لامبارد أسطورة الفريق اللندني السابق ليخلف المدرب ماوريتسيو ساري
وكانت قدرته على الحفاظ على الكرة، مما كان يفتح الطريق أمام زملائه، وتمريراته التي تخترق دفاعات المنافسين، أبرز ما يميّز هجوم تشيلسي لسنوات، وترك رحيله هذا الصيف إلى ريال مدريد، ثغرة كبيرة.
وألقى منع تشيلسي من ضم لاعبين جدد لفترتي انتقالات، بظلاله على عودة لامبارد إلى الفريق الذي خدمه بإخلاص كلاعب لمدة 13 عاما. ورغم نجاحه السابق مع النادي، تعهد لامبارد بعدم النظر للخلف، وقلّل من أهمية عقوبة الحظر في سوق الانتقالات بحديثه عن أنه ليس بحاجة إلى التعاقد مع لاعبين أفضل لأن المجموعة الموجودة جيدة بما يكفي.
ولم يستطع توتنهام هوتسبير، وصيف بطل أوروبا، مواكبة الضغط على القمة في آخر موسمين لكنه يأمل أن يمنحه لاعب الوسط الفرنسي تانغاي ندومبلي، المنضم من أولمبيك ليون في صفقة قياسية للنادي اللندني، كفاءة إضافية في خط الوسط.
وسيعتمد أرسنال مرة أخرى على ثنائي الهجوم الرائع ألكسندر لاكازيت وبيير-إيميرك أوباميانغ لتسجيل الأهداف، كما أضاف الفريق نيكولا بيبي مهاجم الكوت ديفوار في صفقة قياسية للنادي، لكن من الصعب تخيّل أن يكون الفريق منافسا حقيقيا على اللقب.
فرصة نادرة

الأمر ذاته في مانشستر يونايتد الذي من المستبعد وجوده في الصورة، وسيكون سعيدا بتحقيق أي تقدم تحت قيادة المدرب أولي غونار سولسكاير مع تطلعه لأن يثبت لاعبوه الشبان أقدامهم. ولو حدثت أيّ تغييرات حقيقية في النصف الأعلى من الجدول فستكون في المنافسة على مراكز الوسط.
ويحظى سولسكاير مدرب مانشستر يونايتد، بفرصة ثانية نادرة في الموسم المقبل، لكن اللاعب النرويجي السابق يعلم أنه حان الوقت لتغيير فرص أنجح أندية إنكلترا.
وعندما تولّى سولسكاير المسؤولية بشكل مؤقت في ديسمبر الماضي، عقب إقالة جوزيه مورينيو، ترك بصمته على الفور وأحدث تطورا مثيرا في نتائج الشياطين الحمر.
وبالتأكيد ساعده الانتصار في 14 من 19 مباراة بجميع المسابقات من بينها الفوز التاريخي في ضيافة باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، على اقتناص الوظيفة بشكل دائم في 28 مارس الماضي. لكن مشاعر التفاؤل تراجعت سريعا وخسر اليونايتد أربع مرات في آخر ثماني مباريات في الدوري، من بينها الخسارة على أرضه أمام كارديف الهابط في الجولة الأخيرة من المسابقة.
وعلى مدار آخر ثماني جولات حصد 14 فريقا نقاطا أكثر من اليونايتد، لكن الإحصائيات لا توضح القصة الكاملة للأداء الكارثي الذي تضمن الهزيمة 0-4 أمام مستضيفه إيفرتون، والتعادل 1-1 على ملعب هيديرسفيلد تاون.
وقال سولسكاير “أعتقد أنه كان موسما منهكا على الجانبين البدني والنفسي. لكن على الجانب النفسي كانت هناك تقلّبات خاصة عندما تقوم بتغيير المدرب في منتصف الموسم”. وخلال الجولة الآسيوية استعدادا لبداية الموسم، سعى الطاقم التدريبي للفريق إلى رفع معدلات اللياقة البدنية، لكن التحوّل المتوقّع في شخصية الفريق لم يكن جذريا كما توقع الكثيرون.
ولم يخف سولسكاير رغبته في تصعيد لاعبين شباب من أكاديمية النادي، وهناك علامات على أن الموسم الجديد قد يشهد مساهمات واضحة من أمثال المهاجم ميسون غرينوود البالغ عمره 17 عاما، ولاعبيْ الوسط تاهيث تشونج وجيمس غارنر. وحافظ ليستر سيتي بقيادة المدرب بريندان رودغرز وإيفرتون مع مدربه ماركو سيلفا، اللذين أنهيا الموسم الماضي بشكل قوي، على أبرز لاعبيهم وسيتطلعان لمحاولة شق الطريق إلى المراكز الستة الأولى. وستكون الفرق الوافدة الجديدة نوريتش سيتي وشيفيلد يونايتد وأستون فيلا سعيدة بالحفاظ على مكانها في الدوري الممتاز في أول موسم بعد عودتها للعب في دوري الأضواء.