حلف ثلاثي بين تركيا وماليزيا وباكستان وإنفاق قطري سخي

الدول الممثلة للإسلام السياسي ترغب في خطف الأضواء والخروج عن المؤسسات القائمة خاصة المنظمات الإسلامية مثل المؤتمر الإسلامي.
الأحد 2019/07/28
أردوغان يتعامل مع أي تحالف بحماس

أنقرة - رحبت باكستان بالانضمام إلى تحالف اقتصادي يضم كلا من تركيا وماليزيا طرحه رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد خلال لقاء جمعه في أنقرة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي دأب على الانضمام لأي تحالفات هامشية منافسة للأحلاف والمنظمات القائمة.

وبدا الرئيس التركي منبهرا بمبادرة مهاتير محمد التي تحلم بـ”نهضة إسلامية” لتوحيد العالم الإسلامي، في خطوة يقول مراقبون إن عرضها يعكس رغبة الدول الممثلة للإسلام السياسي في خطف الأضواء والخروج عن المؤسسات القائمة خاصة المنظمات الإسلامية مثل المؤتمر الإسلامي، وهي منظمة وازنة ولديها تقاليد ثابتة في إدارة وتدوير المسؤولين عليها.

ويقول مراقبون إن أردوغان يتعامل بحماس مع أي تحالف ولو كان مجرد فكرة مستحيلة التحقق، وذلك لإرضاء طموحه الكبير إلى السلطة واستعادة صورة السلطان الذي لا يكتفي بحكم تركيا وحدها، ولذلك دائما ما يعرض المبادرات والأفكار عن “الوحدة” و”التقارب” خلال زيارته الخارجية، وخاصة في مناطق سيطرة الدولة العثمانية السابقة مثل دول البلقان.

وتراهن تركيا على التمويل القطري لإنجاح المشاريع الحالمة بالوحدة، خاصة أن الدوحة ضخت المليارات لإنقاذ الاقتصاد التركي المتهاوي، كما ترافق التحرك التركي الخارجي سواء في السودان أو غزة، وفي دول الربيع العربي، وفيما يكتفي أردوغان بإطلاق الوعود تبادر قطر إلى ضخ الأموال بسرعة فائقة وبسخاء غير محدود لإنجاح مشاريعه حتى ولو كانت تهدد أمنها القومي وتهز علاقاتها بالمحيط.

ورحبت الخارجية الباكستانية، مساء الجمعة، بمبادرة طرحها رئيس الوزراء الماليزي، خلال زيارته لأنقرة، وتدعو إلى التعاون بين تركيا وماليزيا وباكستان، من أجل تحقيق “نهضة إسلامية”.

وقال وزير الخارجية شاه محمود قريشي، في تغريدة عبر تويتر، “أرحب ترحيبا حارا بالمبادرة التي تدعو ماليزيا وتركيا وباكستان إلى التعاون، من أجل النهضة الإسلامية وتوحيد العالم الإسلامي”. وأضاف “هذه المبادرة الثلاثية المهمة، سوف تقطع شوطا طويلا في تعزيز الوحدة والتعاون والتنمية في جميع أنحاء العالم الإسلامي”.

والخميس، قال مهاتير محمد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أردوغان في أنقرة، إنه بالتعاون مع تركيا وباكستان، يمكن النهوض بالحضارة الإسلامية مجددا.

ويعتقد المراقبون أن باكستان تدعم مشروع التقارب الاقتصادي الذي عرضه مهاتير في سياق مساع للتفاعل مع أي مبادرة تساعد على إخراج اقتصادها من وضع صعب.

وتابع مهاتير “عبر توحيد عقولنا وقدراتنا، يمكننا النهوض بالحضارة الإسلامية العظيمة التي كانت موجودة يوما ما، وذلك بالعمل المشترك بين ماليزيا وتركيا، وبالتعاون مع باكستان في الوقت ذاته”.

ولفت إلى ما تواجهه البلدان الإسلامية في العالم من تحديات. ونبّه إلى أهمية أن تكون هذه البلدان جميعها متطورة، قائلا “ينبغي على دولة ما أن تحقق هذا الهدف، ونرى أن تركيا بلد مرشح في هذا الشأن”.

وشدد على ضرورة استقلال البلدان الإسلامية، معربا عن ثقته بأن التعاون بين ماليزيا وتركيا، سينقذ الأمة من الضغوط التي تتعرض لها.

من جانبه، شدد أردوغان على أهمية وحدة العالم الإسلامي بالنسبة لبلاده، مشيرا إلى أن اجتماع وزراء خارجية تركيا وماليزيا وباكستان في إطار الآلية الثلاثية، يعد من دواعي الحفاظ على وحدة الأمة.

3