العراق يرفع شعار لا بديل عن اللقب في بطولة غرب آسيا

يراهن العراق على عاملين مهمّين لتحقيق لقب بطولة غرب آسيا، الأرض والجمهور، فيما ترك المهمة الأكبر على عاتق اللاعبين الذين يراهنون بدورهم على التألق وإثبات الذات، إضافة إلى المدرب سريتشكو كاتانيتش الذي ستكون هذه البطولة بمثابة اختبار حقيقي له على أرض العراق.
بغداد – يستعد العراق لإعلان ضربة البداية لمنافسات غرب آسيا على أرضه وأمام جمهوره في أول مصافحة مع البطولة الغائبة عن خزائن المنتخب منذ النسخة الثانية في عام 2002.
والأكيد أن منتخب “أسود الرافدين”، وفق ما يجمع على ذلك المحللون، قد استعد جيدا لهذه البطولة التي يطمح إلى أن تبقى في العراق هذا العام.
ويرفع العراق شعار “لا بديل عن اللقب” قبل خوض غمار بطولة كأس غرب آسيا التي تقام على أرضه في الفترة من 30 يوليو الجاري وحتى 14 أغسطس المقبل.
وعلى مدار 17 عاما لم يتذوق أسود الرافدين طعم التتويج بلقب غرب آسيا منذ آخر لقب حصدوه في العام 2002 في النسخة الثانية من البطولة التي أقيمت بالعاصمة السورية دمشق.
ويبرز العراق كمراهن حقيقي على لقب هذه النسخة، في ظل وجود العديد من المؤشرات التي تدعم هذه الرؤية. ومن بين هذه المؤشرات الأرض والجمهور اللذين يعتبران بمثابة دعامة أساسية لأي فريق في البطولات الكبرى.
وبالإضافة إلى هذين العاملين يحظى المنتخب العراقي بكتيبة شابة قادرة على معاندة كل المنتخبات المشاركة والتفوق عليها، وقد اختبر هذا المنتخب قدراته قبل خوض غمار البطولة بأكثر من لقاء ودي استعدادا لهذا الحدث الهام على أرضه.
وبالتوازي مع اللاعبين المميزين الذين يحظى بهم العراق، فقد وضع هذا المنتخب ثقته في المدرب السلوفيني سريتشكو كاتانيتش الذي تولى مهمة الإشراف على الفريق منذ سبتمبر 2018.
وتبدو شخصية هذا المدرب قوية، فهو لا يولي أي اهتمام للانتقادات التي تطاله مع الإعلان عن أي قائمة للمنتخب قبل أي بطولة، ويدافع عن خياراته لأنه المسؤول الأول على الفريق وعلى أوراقه التي يراهن عليها بتطبيق فلسفته وفكره التدريبي.
ويختار كاتانيتش فقط من هو قادر على تطبيق تلك الأفكار داخل الملعب رغم أن بعض المراكز مازالت تقلق المتابعين ووجود بعض الأسماء خلق جدلا واسعا في الوسط الرياضي.
ويراهن السلوفيني على قائمته بخطوات واثقة، ويسعى إلى إقناع الشارع العراقي بأنه قادر على إعادة الكرة العراقية إلى منصات التتويج.
ويدعم هذا التوجه ما تعيشه الكرة العراقية خلال هذه الفترة من انتعاشة عكستها وفرة اللاعبين الصاعدين، حتى أن البعض وصف اللاعبين الذين لم تشملهم دعوة المنتخب الوطني، بأنهم فريق رديف ممكن أن ينافس بقوة على لقب غرب آسيا.
ففي كل المراكز هناك خيارات عديدة ولاعبين برزوا في الدوري المحلي، ما مكن المدرب من تعويض غياب المحترفين بكل يسر ودون أن تتأثر خطوط الفريق.
ومن أبرز العوامل المهمة أيضا، والمتوقع أن تكون عنصر قوة في صفوف العراق، هو رغبة جميع الأسماء التي تمت دعوتها إلى القائمة الوطنية في المنافسة الحقيقية على حجز كرسي بالمنتخب في تصفيات كأس العالم.
ويبحث اللاعبون عن التألق في بطولة غرب آسيا أثناء غياب المحترفين، وهذا الحافز كثيرا ما تحدث عنه اللاعبون الذين تمت دعوتهم لقائمة الفريق المشاركة بالبطولة.
والجميع يعلم أن غرب آسيا ستكون فرصة يريد كل اللاعبين استثمارها لإقناع كاتانيتش، بأنهم قادرون على التواجد في التشكيلة الوطنية بتصفيات المونديال.
وفي هذا الإطار يرى الأردني خليل السالم، الأمين العام لاتحاد غرب آسيا، أن إقامة بطولات تعزز من جاهزية منتخبات المنطقة بمختلف فئاتها العمرية لاستحقاقات آسيوية وعالمية تندرج بالأساس ضمن الأهداف الرئيسية التي يسعى إلى تحقيقها اتحاد اللعبة.
وأكد السالم أن بطولات اتحاد غرب آسيا تقام بصورة منتظمة منذ عامين وتحديدا لمنتخبات الفئات العمرية وهي خطوة مهمة، سيتم لمس آثارها الإيجابية في المستقبل القريب.
وقال إن العراق أصبح جاهزا من كل النواحي لاستضافة النسخة التاسعة من البطولة والتي تنطلق أواخر الشهر الحالي.
وفي رد على سؤال لماذا هذا الانقطاع المتواصل لبطولة مثل هذه من شأنها أن تكون خير استعداد لمنتخبات غرب آسيا للمشاركة في البطولات الكبرى، وهل هناك نية لمزيد تطويرها في قادم الأعوام، قال السالم “نسير حاليا وفق استراتيجية تضمن لنا إقامة بطولات الرجال كل عامين، حيث نعمل على برمجة بطولاتنا بوقت مبكر ومخاطبة الاتحادات المنضوية تحت لواء غرب آسيا بالمواعيد المقترحة، لاستطلاع رغبتها باستضافة البطولات المقبلة”.
وتوج العراق باللقب في النسخة الثانية بفوزه على المنتخب الأردني بنتيجة (2-3)، بعد أن قلب تأخره بهدفين دون رد ليتعادل الفريقين وتذهب المباراة إلى الأشواط الإضافية قبل أن يحسم الأمور قائد الفريق حيدر محمود بهدف ذهبي.
ومنذ ذلك الحين غاب أسود الرافدين عن التتويج لكن اليوم تعد الفرصة ذهبية للعراق كونه البلد المضيف للبطولة ولأول مرة في تاريخه.