صدامات بين محتجين وقوات الأمن تنذر بانفجار اجتماعي في الجزائر

الجزائر - عاشت ضاحية باب الوادي بالعاصمة الجزائرية، ليلة الخميس إلى الجمعة أحداث شغب وصدامات بين شبان محتجين وبين قوات الأمن، استحضرت سيناريو الأحداث التي فجرت الأوضاع الاجتماعية والسياسية في الجزائر، خلال انتفاضة الـ5 من أكتوبر 1988، ويونيو 1991.
واستمرت المناوشات عدة ساعات عاش خلالها سكان الضاحية، أجواء رعب، واضطر التجار إلى غلق محلاتهم قبل أن يعود الهدوء، لكن أجواء الحذر والاحتقان مستمرة في الحي إلى غاية أمس الجمعة.
وأكد شاهد عيان لـ”العرب”، أن “الأحداث وإن حملت أبعادا رياضية، إثر اندلاعها بعد نهاية المباراة الكروية التي جمعت بين ناديي اتحاد العاصمة وشباب قسنطينة، وحركها شبان في مقتبل العمر، إلا أنها جاءت في أعقاب احتقان اجتماعي ورسائل سياسية، حملتها التسجيلات المسربة من أحداث عنف شهدها ملعب الخامس من يوليو في أعالي العاصمة الثلاثاء الماضي”.
وتفاجأ الرأي العام المحلي، للتسجيلات التي أظهرت اعتداءات مبرحة من طرف عناصر تابعة لقوات الأمن في حق عدد من المناصرين، فبدعوى احتواء شغب الأنصار الرياضيين، تم الإفراط في اعتداءات وصفها البعض بـ”الوحشية”، مما اضطر قيادة جهاز الأمن إلى فتح تحقيق في الملف.
وتحولت المواعيد الرياضية في الجزائر خلال الأسابيع الأخيرة، إلى مصدر قلق حقيقي للحكومة، بسبب الرسائل والشعارات السياسية التي بات روادها يحملونها ويرددونها بأعلى أصواتهم، للتعبير عن مواقفهم من الكثير من القضايا والملفات السياسية المطروحة في الساحة. واضطرت الحكومة إلى إرجاء بعض المواجهات الكروية المعروفة باستقطابها لأعداد كبيرة من المتابعين والأنصار، خشية تحولها إلى محاكمة سياسية للحكومة وللسلطة القائمة من طرف الشارع الذي يعيش على وقع أزمة متعددة الأوجه، فضلا عن التضييق الممارس على قنوات التعبير العادية.
ولفت شاهد عيان في أحداث ملعب الخامس من يوليو أن ما استفز قوات الأمن، هو بعض الشعارات والأغاني التي رددها الأنصار للتعبير عن رفضهم لما بات يعرف بـ”العهدة الرئاسية الخامسة لبوتفليقة”
وتعتبر ضاحية باب الوادي الشعبية بالعاصمة، بؤرة توتر اجتماعي وسياسي تعكس الوضع العام للبلاد، وكانت الشرارة التي انطلقت منها أحداث شكلت منعرجات حاسمة في مسار البلاد.