وفاة راهب أسيوط تقوي صراعات الأقباط

الكنيسة التزمت الصمت حيال وفاة الراهب ما فتح البـاب أمام جميـع الاحتمالات والتأويلات بشأن وجود شبهة جنائية.
الجمعة 2018/09/28
شبهة جنائية في الحادثة

القاهرة – سادت حالة من السخط في محافظة أسيوط (جنوب مصر)، الخميس، بعدما كشفت مصادر كنسية انتحار الراهب زينون المقاري بالسم الأربعاء.

وجاءت أغلب التصريحات متضاربة، ما عزز من وجود شبهة جنائية في وفاة الراهب. وتسبب تناقض المعلومات وموقف الكنيسة وسرعة إقامة الجنازة للراهب المتوفي ودفنه فجر الخميس، في فتح باب التأويلات حول أسباب الوفاة.

والتزمت الكنيسة الصمت ما فتح الباب أمام جميع الاحتمالات، لأن التحقيق في الحادث وتحويل الجثمان للطب الشرعي زادا من فرضية الشبهة الجنائية.

وألقى صفوت شنودة، ناشط قبطي، اللوم على الكنيسة واتهمها بالتكاسل في البحث عن أسباب الوفاة، مؤكدا أن “الشنوديين” (نسبة إلى البابا شنودة الراحل) يعززون فكرة أنه قتل لإثارة الغضب السياسي ضد مسؤولي الكنيسة الحاليين.

وأوضح صفوت لـ“العرب” أنه سواء كانت الحادثة قتلا أو انتحارا فهي ليست في صالح الكنيسة، لأن القتل يعني التخلص من أحد معارضي الكنيسة واللوم على البابا تواضروس بسبب نقله للراهب من الدير دون رغبة منه مما تسبب له في حالة نفسية أدت إلى الانتحار.

وقال كمـال زاخر مؤسـس التيـار العلمـاني في تصريح  لـ“العـرب” إن حل أزمة الرهبان والصراعات الداخليـة يكـون بفتـح بـاب العـودة لمن لا يجـد خلاصـه في الـرهبنة أو يكتشف أنها ليست طريقه، وإعطائهم الحرية في إعادة الاختيار بينها وبين الحياة الطبيعية.

وتأتي هذه الحادثة بعد مرور أقل من شهرين على حادث مقتل إبيفانيوس رئيس دير الأنبا مقار بوادي النطرون شمال غرب مصر.

وذكرت مصادر لـ“العرب” أنه تم نقل الراهب زينون منذ شهر تقريبا من دير أبومقار إلى دير المحرق لفض الاشتباك بين تيارين مختلفين عقائديا في الدير.

وأكدت أن لجنة شؤون الرهبنة والأديرة أقرت نقل الراهب المقتول من الدير كإجراء عقابي، بسبب مشاركته ضمنيا في مقتل رئيس الدير، رغم أن جهات التحقيق لم توجه له اتهاما رسميا.

ويعتبر نقل الراهب من دير إلى آخر ضمن إجراءات العقوبة في “قانون الراهب”، ويرتبط الراهب بديره الذي ترهبن فيه ويحمل اسمه، وقرار النقل يتم للالتزام والتوبة، وفي حالة عدم الطاعة والاستجابة يخضع الراهب لتحقيقات أخرى قد تنتهي بتجريده من رهبانيته نهائيا.

وظلت الشكوك تحاصر زينون بعد أن ورد اسمه ضمن أوراق تحقيقات قضية مقتل رئيس الدير.

وزادت الشبهات حول زينون بعد أن كرر الراهب برناباس المقاري الاتهامات للراهب بأنه متورط في التحريض على قتل الأنبا إبيفانيوس.

واشتبه أطباء بمستشفى أسيوط أن تكون الوفاة جنائية ناتجة عن تسمم. وانتقل فريق من النيابة إلى الدير لفتح تحقيق لمعرفة سبب الوفاة وتم التحفظ على بعض المتعلقات الخاصة.

2