بوتفليقة يحذر السياسيين من استغلال الجامعات

بعث الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة برسائل تحذير للأحزاب السياسية التي كثفت في الآونة الأخيرة من تحركاتها داخل الجامعات لكسب الرأي الطلابي وهو ما يعكسه ظهور عدد من التنظيمات الطلابية التابعة لتنظيمات سياسية.
الاثنين 2018/05/21
بوتفليقة يضع حدا للتنافس على الجامعات

الجزائر – حملت رسالة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إلى طلبة بلاده بمناسبة ذكرى تأسيس أعرق التنظيمات الطلابية التاريخية، تحذيرات مبطنة للطبقة الحزبية من مغبة الاستثمار السياسي في الحرم الجامعي، ونقل صراعاتها الفكرية والأيديولوجية وطموحاتها السلطوية إلى أوساط الطلبة، ما يمهد لبداية انحراف الجامعة عن أداء رسالتها الحضارية والأكاديمية.

ووجدت العديد من القوى السياسية والتنظيمات المدنية نفسها مستهدفة من طرف الرسالة التي وجهها بوتفليقة إلى الرأي العام المحلي، من أجل تحييد الجامعة عن التجاذبات السياسية والصراعات الأيديولوجية، خاصة بعد ظهور تنظيمات طلابية موالية لبعض الأحزاب السياسية.

ويعد “جيل بوتفليقة” آخر التنظيمات السياسية التي أطلقها حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، حيث أوعز لبعض الخلايا الطلابية الموالية له في بعض جامعات البلاد إلى إعلان تأسيس التنظيم الطلابي.

ويهدف التنظيم إلى دعم وتأييد ترشيح بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، خاصة وأنه صار بإمكان مواليد العام الذي وصل فيه بوتفليقة إلى السلطة، الانتخاب، والإدلاء بأصواتهم في الاستحقاقات الانتخابية، بعدما بلغوا 18 عاما وأكثر من العمر.

وتحولت التنظيمات الطلابية إلى وسيلة لتصفية الحسابات السياسية واستعراض القوى، حيث استغل كل من رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس، والأمين العام لجبهة التحرير جمال ولد عباس، فرصة الالتقاء بأذرعهما الطلابية، لتمرير رسائل الانتقاد الشديدة التي تبادلاها مؤخرا، على خلفية تضارب تصورات الطرفين حول مشروع الولاية الرئاسية الخامسة لبوتفليقة.

وبلغ التراشق بين الطرفين حد تبادل الشتائم أمام أنصارهما من الفئة الطلابية التي حشدت من أجل استعراض القوة السياسية لكل طرف.

وبينما عمد عمارة بن يونس إلى الاستقواء بالحركة الوطنية للطلاب الجزائريين، فإن حزب جبهة التحرير يسعى لدمج تنظيميه (الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية) في مشروع “جيل بوتفليقة “، كذراع شبابية طلابية توظف في الاستحقاق القادم. وجاءت رسالة بوتفليقة، الداعية إلى تحييد الجامعة عن الصراعات السياسية والأيديولوجية وعن الطموحات والأغراض الضيقة لبعض القوى الفاعلة، لتعكس حالة التغلغل الحزبي داخل الحرم الجامعي.

تحذيرات الرئيس الجزائري تضع ما يعرف بتنظيم "جيل بوتفليقة" التابع لجبهة التحرير الحاكمة أمام مصير مجهول

وبات لكل حزب سياسي تنظيمه الطلابي الموالي له، ففيما عقد تنظيم عمارة بن يونس ندوة حول الاستقرار السياسي، دافع الاتحاد الوطني للطلبة التقدميين المحسوب على حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض، عن ضرورة إحداث التغيير السياسي الهادئ والانتقال نحو الديمقراطية والتعددية الحقيقية.

وقال بوتفليقة في رسالته “إن المدرسة والجامعة، ليستا فضاء للصراعات أو المصالح أو الأيديولوجيات، ولا المنافسة السياسية، وأنه ينبغي على الجميع احترام حرمة الجامعة، خاصة وأن الأمر يتعلق بمستقبل أجيالنا الصاعدة”.

وكانت حركة مجتمع السلم (أكبر الأحزاب الأخوانية في الجزائر) أكبر القوى الحزبية المؤثرة في المحيط الجامعي، بعد حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، رغم غياب أوجه المقارنة بين الطرفين من حيث الخبرة السياسية والرصيد البشري.

وتمتلك “حمس”، عدة حركات وتنظيمات طلابية جامعية فاعلة ومؤثرة في توجيه الرأي العام الطلابي، رغم الحضور التاريخي لأحزاب السلطة في الوسط الجامعي.

وحملت مفردات الرسالة التي وجهها بوتفليقة بمناسبة الذكر الـ62 لتأسيس الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين التاريخي، تلميحات إلى ضرورة وقف الاستثمار السياسي والأيديولوجي للأحزاب السياسية في الحرم الجامعي.

ولم يخص بالذكر أي طرف أو قوة سياسية، مما يضع ما عرف بتنظيم “جيل بوتفليقة” أمام مصير مجهول، لأن الرسالة كانت موجهة للجميع ولم تستثن أي حزب أو طرف، بما في ذلك جبهة التحرير الوطني.

ورد الرئيس الجزائري على منتقدي جامعات بلاده بالقول “إن أحسن رد على الأصوات المتشائمة والهدامة التي ترتفع من حين إلى آخر بانتقاد الجامعة الجزائرية انتقادا عابثا، هو المكانة التي اكتسبها العديد من خريجي جامعاتنا في دول غربية عندما اختاروا خيار الهجرة “.

4