هل تخسر تونس منحة الناتو لتمسكها بسيادتها

تونس – يؤكد موقف تونس الرافض للدعم المشروط الذي يقترحه حلف شمال الأطلسي لدعمها عسكريا، وجود خطوط حمراء تتعلق بسيادتها يمنع على القوات الأجنبية تجاوزها.
ورفضت تونس الدعم المشروط الذي يقترحه حلف شمال الأطلسي الناتو والمتمثل في منحها هبة بـ3 ملايين يورو مقابل وجود دائم لخبراء تابعين للحلف بمركز عمليات مشترك بين الجيوش التونسية يهدف لتأمين الحدود ومحاربة الإرهاب تنوي تونس إحداثه.
وقال العميد المتقاعد من الجيش التونسي مختار بن نصر، لـ“العرب”، إن المسألة تتعلق بمركز عمليات يجمع الجيوش الثلاثة مشيرا إلى وجود تعاملات مع الناتو في إطار اتفاقيات التعاون العسكري بين الطرفين. وأوضح أن الحضور داخل قاعة العمليات سيمكن العسكريين الموجودين من الاطلاع على أسرار الجيش التونسي وطرق عمله.
وقال العميد بن نصر، الذي شغل قبل تقاعده من الجيش مهمة المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية، إن “الجيش التونسي عندما رفض هذه الهبة، كان السبب الأساسي هو رفض وجود عسكريين أجانب داخل غرفة عمليات المركز المشترك بين الجيوش الثلاثة (جيوش البر والبحر والطيران)”.
ولفت إلى أن قوات حلف شمال الأطلسي لديها اتفاقيات مع عدد من الدول، خاصة من الدول الأعضاء، تسمح لهم بالاشتغال في عمليات عسكرية مشتركة. وأكد العميد بن نصر أن تونس لا تربطها اتفاقيات وجود عساكر أجانب على أرضها، مشددا على أن هذا الأمر يخضع لتوقيع اتفاقيات مسبقة.
وأفاد بأن تونس في حاجة لتقنيات عسكرية وبرامج دفاعية متطورة “لكن يمكنها شراؤها من أي طرف”، مشددا على أن الجيش التونسي له إمكانيات وقدرات كبيرة في المجالين العسكري والأمني.
وتابع إن الجيش سيحدث قاعة عمليات مشتركة بين كل القطاعات العسكرية “وطبيعي أن وزارة الدفاع لا ترغب في أن تطلع أطراف أجنبية على أسرار عملها”.
وأشار إلى أنه في حال تمسك حلف شمال الأطلسي بشرط وجود عساكر من بين قواته داخل مركز العمليات المشترك بين الجيوش التونسية فهذا يعني عدم الحصول على الهبة التي مازال الناتو يناقش مسألة منحها لتونس من عدمه.
ومنذ أسبوع، أعلنت وزارة الدفاع التونسية رفضها مقترحا لـ”الناتو” يتمثل في حصول تونس على هبة بـ3 ملايين يورو مقابل موافقتها على الحصول على مساعدة خبراء دائمين من الحلف بمركز عمليات للجيوش الثلاثة تعتزم تونس استحداثه.
وقال وزير الدفاع، عبدالكريم الزبيدي، إن وزارته “رفضت مقترحا لحلف شمال الأطلسي يتمثل في منح بلاده هبة تقدر بـ 3 ملايين يورو مقابل تقديمه خبراء دائمين لتقديم المشورة الفنية للعسكريين التونسيين في مركز عمليات بين الجيوش لتأمين الحدود ومحاربة الإرهاب تعتزم تونس إحداثه”.
وأوضح الزبيدي، أمام لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان التونسي، أن “الوزارة تعمل على مشروع لإنجاز مركز مشترك بين الجيوش (التونسية) للتخطيط وقيادة العمليات ولتحليل المعلومات وإعداد المخططات وقيادة العمليات المشتركة بين جيوش البر والبحر والطيران في مجال أمن الحدود وتأمين الشريط الساحلي ومحاربة الإرهاب”.
وأضاف أن وزارة الدفاع “طلبت تمكين تونس من الهبة على أن لا يتواجد أي طرف من خارج المؤسسة العسكرية التونسية بهذا المركز وأن يتم تحديد مكان إحداث المركز في التراب التونسي في أي مكان تختاره وزارة الدفاع”.
ويهدف إحداث مركز عمليات مشترك بين الجيوش التونسية الثلاثة إلى مواجهة خطر تهديدات الجماعات الجهادية التي مازالت متواصلة بحسب تصريحات المسؤولين.
وتركز تونس جهودها الأمنية والعسكرية على تأمين حدودها الغربية مع الجزائر والشرقية مع ليبيا بسبب نشاط المجموعات المتشددة في تلك المناطق.
وتحصلت السلطات التونسية على معطيات تفيد بتخطيط الجماعات المسلحة الناشطة خاصة في الجبال الواقعة على الحدود الغربية لتونس لاستهداف عناصر ومؤسسات عسكرية وأمنية ومنشآت حيوية داخل البلاد.
وتمكنت قوات الجيش التونسي، خلال العام 2017، من تنفيذ حوالي ألف عملية عسكرية بالمناطق التي يشتبه في وجود عناصر إرهابية بها وقد تم القضاء على متشددين إضافة إلى كشف عدد من مخابئهم وحجز أسلحة.