يوتيوب ترفض التشكيك بمكافحتها للتضليل

مدير المنتجات في الموقع يقر بأن رصد المحتويات المضلّلة ليس دوما بالمهمة السهلة.
الجمعة 2021/08/27
في دائرة الاتهام

سان فرانسيسكو – دافعت شركة يوتيوب عن التقنيات التي تعتمدها لاحتواء المضامين، مشدّدة على أن الأولوية تعطى للمصادر المعروفة والموثوق بها، في وقت تُتّهم شبكات التواصل الاجتماعي بالمساهمة في انتشار أفكار خاطئة عن كوفيد – 19 واللقاحات.

وأعلنت يوتيوب التابعة لغوغل أنها سحبت أكثر من مليون تسجيل على منصّتها يتضمّن “معلومات خاطئة خطيرة عن فايروس كورونا” منذ بدء تفشّي الوباء.

وقال مدير المنتجات في الموقع نيل موهان في بيان نشر الأربعاء “نسحب حوالي عشرة ملايين فيديو كلّ ثلاثة أشهر أغلبها لا يحصد أكثر من عشر مشاهدات”. وأوضح أن “الناس باتوا يحصلون عندما يبحثون عن الأخبار أو المعلومات على نتائج أفضل نوعية لا على تلك التي تتسم بالإثارة”.

وكشفت الخدمة الرائجة جدّا عن تفاصيل خاصة باستراتيجيتها التي تشبه تلك المعتمدة من كلّ من شبكتي فيسبوك وتويتر اللتين غالبا ما تقف السلطات لهما بالمرصاد في هذا الشأن.

10

ملايين فيديو تسحبها يوتيوب من منصتها كل ثلاثة أشهر أغلبها لا يحصد أكثر من عشر مشاهدات

وقد اكتست مسألة المعلومات المضللة بشأن كوفيد – 19 واللقاحات المضادة له بعدا كبيرا جدّا بحيث اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن فيسبوك وغيرها من المنصّات “تقتل” الناس من خلال السماح بانتشار معلومات خاطئة بشأن التلقيح.

ثم عاد عن تصريحاته هذه موضّحا أن المعلومات الزائفة التي ينشرها المستخدمون “قد تؤذي” من يركنون إليها و”تقتل الناس”. وتطرّق موهان إلى اتّهام آخر غالبا ما يوجّه إلى هذه المنصّات ونموذجها الاقتصادي القائم على الإعلانات الجاذبة لاهتمام المستخدمين.

وقال “يسألونني أحيانا إن كنّا نترك المعلومات المستفزّة تنتشر لأننا نستفيد منها ماليا لكنّ هذا النوع من المحتويات لا يسجلّ أداء جيّدا على فيسبوك، خصوصا مع مقارنته بالمضامين الموسيقية أو الفكاهية، فضلا عن أنّه أيضا يقوّض ثقة الجمهور والمروّجين”.

وأقرّ موهان بأن رصد المحتويات المضلّلة ليس دوما بالمهمة السهلة. وأوضح “في ما يخصّ كوفيد – 19، نستند إلى آراء خبراء المنظمات الصحية… لكن في الحالات الأخرى، يكون الكشف عن الأخبار الزائفة أصعب بكثير”.

واحتدمت النقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي على وقع دراسات ذات منهجية مريبة واستخلاصات زائفة حول كوفيد – 19، معطية مصداقية علمية للتيار المشكك في فاعلية اللقاحات، فيما تعاني الصحة العامة من عواقب التضليل الإعلامي.

وقال إيمرسون بروكينغ الباحث المقيم في مختبر “ديجيتال فورنسيك ريسيرتش لاب” المتخصص في رصد التضليل الإعلامي وتحليله ومقره واشنطن، إن هذه الدراسات الإشكالية “صبت الزيت على النار” في المناقشات الجارية على شبكات التواصل الاجتماعي بين أتباع نظريات المؤامرة والمشككين في خطورة الوباء. وغالبا ما يستدعي البرلمانيون الأميركيون مسؤولي فيسبوك وتويتر وغوغل لاستجوابهم في مسائل احتواء المحتويات.

18