يهود الفلاشا في إثيوبيا يحلمون بالهجرة إلى إسرائيل

السلطات الإسرائيلية تعمل على قائمة انتظار تضم ثمانية آلاف مهاجر محتمل، لكن قادة اليهود الإثيوبيين يؤكدون أن العدد الحقيقي أعلى بكثير.
الأربعاء 2021/04/14
الدين لا يعني المواطنة

غوندر (إثيوبيا) – لم يكن من المفترض أن تصبح المقبرة اليهودية الموجودة على سفح تل في شمال إثيوبيا كبيرة جدا، حيث كان الآلاف من اليهود الإثيوبيين الذين دفنوا فيها يحلمون بالموت في إسرائيل، ولكن عقبات كثيرة حالت دون هجرتهم إلى هناك.

ويقول سيتوتاو آلين (49 عاما) الذي جاء لزيارة المقبرة مؤخرا في مدينة غوندر، حيث دفنت شقيقته “آمل أن تتحمل إسرائيل بعض المسؤولية قبل أن نموت جميعنا هنا”.

وكانت مغادرة ألفي إثيوبي يهودي إلى اسرائيل في الفترة ما بين ديسمبر حتى مارس الماضي بمثابة أخبار جيدة نادرة لليهود هناك.

ويبقى هذا العدد ضئيلا مقارنة بأعداد اليهود الراغبين بالهجرة إلى إسرائيل ولا توجد أي خطط حاليا لاستيعاب الآخرين. ويصر سيتوتاو على أنه يتوجب على السلطات الإسرائيلية التحرك بسرعة قبل فوات الأوان.

ويوضح “ما يقلقني هو أن المقبرة شبه ممتلئة”، بينما يشير إلى شواهد القبور التي تحمل جميعها نجمة داود. وأضاف “لن يكون لدينا حتى مكان لندفن فيه”.

وهاجر الجزء الأكبر من اليهود الإثيوبيين إلى إسرائيل في جسرين جويين تم تنظيمهما في 1984 و1991.

الفلاشا لا يستفيدون من "حق العودة" الذي يسمح لأي يهودي في الشتات بالهجرة إلى إسرائيل ويصبح مواطنا تلقائيا

وتم نقل بعضهم عبر رحلات سرية من مخيمات للاجئين في السودان في مهمة انتجت نتفليكس فيلما عنها في عام 2019، بينما تم نقل نحو 15 ألفا منهم في جسر جوي عام 1991 عرف باسم “عملية سليمان”. ويعرف الذين بقوا في إثيوبيا باسم “الفلاشا مورا”.

والفلاشا الذين يؤكدون أنهم أحفاد يهود إثيوبيين لا يستفيدون من “حق العودة” الذي يسمح لأي يهودي في الشتات بالهجرة إلى إسرائيل ويصبح مواطنا تلقائيا. وكانوا قد أجبروا على اعتناق المسيحية في القرن التاسع عشر.

وقد ظل معظمهم معزولين عن المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم لعدة قرون ثم اعترفت السلطات الدينية في إسرائيل بهم مؤخرا.

وفي السنوات الأخيرة نظم يهود الفلاشا في إسرائيل سلسلة من الاحتجاجات للتنديد بالعنصرية والتمييز الذي يقولون إنهم يواجهونه ولمطالبة أفراد الأسر الذين بقوا في إثيوبيا بالانضمام إليهم.

Thumbnail

وتعمل السلطات الإسرائيلية على قائمة انتظار تضم ثمانية آلاف مهاجر محتمل، لكن قادة اليهود الإثيوبيين يؤكدون أن العدد الحقيقي أعلى بكثير مع وجود أكثر من 10 آلاف شخص في غوندر وحدها ونحو 3800 شخص في العاصمة أديس أبابا.

ويعيش اليهود في غوندر في منشآت ضيقة مكونة من المعدن، ويعتاشون من التحويلات المالية من الأقارب والمبالغ القليلة التي يكسبونها من عملهم كعمال نظافة وعمال بالمياومة.

ويشكل الكنيس المحلي شريان حياة حيث يقدم حصص طعام للأطفال ورعاية طبية مجانية وفيه مكتبة يتعلم فيها الطلاب اللغة العبرية.

ويصر السكان على أنهم يرغبون بمغادرة إثيوبيا في أسرع وقت ممكن. وتقول نيجيست ابيجي (46 عاما) إنها “لن تشتاق لأي شيء” في إثيوبيا حال تم السماح لها في المستقبل بالاجتماع مع والديها اللذين يقيمان في الدولة العبرية. وبقيت غالبية اليهود في منطقة أمهرة في إثيوبيا غير متأثرين بالصراع الدائر في منطقة تيغراي.

لكن فقدت أزانو جيرما ابنها جيرماو جيتي الذي انضم إلى القوات الخاصة في أمهرة تحضيرا للخدمة في الجيش الإسرائيلي بعد إرساله إلى تيغراي في نوفمبر الماضي.

وتقول جيرما إنه لا يسعها سوى التفكير في ما كان سيحدث لو تم التعامل مع طلب مغادرة العائلة إلى إسرائيل في وقت مبكر.

ولا تبدو الحياة في إسرائيل سهلة باعتراف العديدين ممن تمكنوا من الوصول إلى هناك، حيث يشكو 140 ألف إثيوبي في إسرائيل دائما من المعاملة العنصرية والسيئة من قبل الشرطة هناك.

5