"يا وسيم شو هالبدلة" لوك الجولاني الجديد يثير التساؤلات

إدلب (سوريا)- علّق الحساب الرسمي لبرنامج “مكافآت من أجل العدالة”، التابع لوزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، على صورة زعيم هيئة “تحرير الشام” في سوريا، أبومحمد الجولاني، بعدما ظهر وهو يرتدي بدلة رسمية، معتبرا أن ذلك لا يغيّر من “حقيقة أنه إرهابي”، مثيرا بذلك سخرية واسعة.
وأتبع الحساب هذه الرسالة بوضع رقم على الواتساب، للراغبين في تقديم معلومات عن الجولاني مقابل الحصول على المكافأة.
وكان لافتاً في صورة الجولاني “لوكه” الجديد حيث ظهر وهو يرتدي بدلة رسمية، وقد شذب لحيته وأغرق شعره بالجال. وهو ظهور غير مألوف له بهذا النوع من الألبسة، إذ كان يرتدي خلال ظهوره إما لباساً سلفيا أو بدلة عسكرية.
يذكر أن تعليق وزارة الخارجية الأميركية، جاء بعدما نشر الصحافي الأميركي، مارتن سميث، الثلاثاء، صورة على حسابه في موقع تويتر جمعته مع الجولاني، وقال:
Martin28Smith@
“لقد عدت للتو بعد ثلاثة أيام قضيتها في إدلب، حيث التقيت الجولاني”، مشيراً إلى أنهما تحدثا عن مواضيع حساسة مثل القاعدة وهجمات 11 سبتمبر في أميركا.
ولم يعط سميث المزيد من التفاصيل، سوى أنه لم يكن بمفرده، إذ كان برفقته المصور الأميركي سكوت إنجر، وكانا يعملان على تحقيق لمنصة “فرونت لاين” للتحقيقات الاستقصائية التابعة لـ”بي.بي.أس”. وأثارت التغريدة جدلاً عارماً إذ كتب رئيس اتحاد غرف الصناعة الروسية فارس الشهابي:
ShehabiFares@
لماذا لا تسألون الصحافي الأميركي مارتن سميث كيف التقاه وأين التقاه و من سهّل له هذا اللقاء؟ الجولاني مجرم مطلوب بالنسبة لنا قبل أن تضعوه في لائحة المطلوبين، ولكن للأسف لازال حليف أميركا التركي يحميه ويعتبره معارضاً سورياً مشروعاً..!
في حين قال الباحث السوري، محمد صالح الفتيح:
ومع انتشار الصورة، تداول ناشطون صوراً لسميث مع ضباط في الاستخبارات السورية التابعة للرئيس بشار الأسد. وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في مايو 2018، عن إدراج “هيئة تحرير الشام” في قائمة المنظمات الإرهابية، وقالت حينها وزارة الخارجية الأميركية إنها “عدّلت إدراج جبهة النصرة على القائمة، بإضافة هيئة تحرير الشام، باعتبار الأخيرة مجرد اسم مستعار للنصرة”.
ويتزعم الجولاني “جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم القاعدة، لكنه أعلن في العام 2016 أنه لم يعد لها علاقة بالقاعدة. وغيّر اسم “جبهة النصرة” إلى هيئة “تحرير الشام”، لكن ذلك لم يغير من نظرة الولايات المتحدة إلى التنظيم، واعتبرت واشنطن قرار الجولاني آنذاك بأنه محاولة من “النصرة” لإعادة تشكيل نفسها.
ظهور غير مألوف للجولاني بهذا النوع من الألبسة، إذ كان يرتدي خلال ظهوره إما لباساً سلفيا أو بدلة عسكرية
وتسيطر هيئة “تحرير الشام” على أجزاء واسعة من محافظة إدلب شمال غرب سوريا، وإلى جانب قتالها للنظام، كانت الجبهة قد انخرطت أيضاً في قتال ضد فصائل معارضة لنظام الأسد.
وقوبلت صورة الجولاني الجديدة على تويتر بردود فعل واسعة، تنوعت بين السخرية، وبين تساؤلات عن سبب الظهور في الوقت الحالي. وغرّد الباحث السوري عرابي عبدالحي عرابي:
orabiorabi1985@
تغيير أبومحمد الجولاني مظهره ليس بالنقطة التي يجب التوقف عندها، وما أراه حريًّا بالتفكّر فيه مليًّا هو: كيف يمكن للباحثين الغربيين الوصول إلى أدق المعلومات وإجراء المقابلات مع التنظيمات والجماعات المتشددة، بينما يخشى الباحثون المحليون على أرواحهم إن كتبوا كلمةً أو وصلوا إلى معلومة عابرة؟
ونشر حساب “انتهاكات جبهة النصرة” صورة لما قال إنها مراحل تطور الجولاني:
من جانب آخر، بدأت حسابات داعمة لـ“هيئة تحرير الشام”، في الترويج لشخصية الجولاني. يُشار إلى أنّ الجولاني يعمد مؤخراً إلى استقطاب الجهات الإعلامية بمختلف توجهاتها للظهور وإصدار التصريحات حتى أنه جال برفقة الكاميرات في الأسواق والمخيمات.