البديع يعني "المتفرد في نوعه" كما يعني "المدهش والرائع"، وكلها امتدادات لفكرة الجمال باعتباره أحد أهم شروط الكتابة الإبداعية.

بعيدًا عن اللغة والأسلوب المحبوك الذي لا يخلو من نبرة تهكم وسخرية عُرف بها الحكيم، تكتسب رسائل "زهرة العمر" أهميتها من كونها "كاميرا مراقبة" رصدت لنا بتفصيل شديد الشاب توفيق الحكيم في فترة تكونه الفكري والفني.

لماذا نضطر إلى كتابة مفردات -أصبحت مصطلحات دولية تتشاركها الإنسانية جمعاء- بحرف لا يشبه أصلها؟ هل هو عجز في لغتنا؟ أم شعور بالعظمة؟ أم قصور في استيعابنا لتطور العصر؟

المنزل بلا شك أساس آخر مهم، ولكن أليس الآباء والأمهات على امتداد الخمسين سنة الماضية على الأقل هم نتاج ثقافي لهذه المناهج التعليمية؟

الاقتصاد والسياسة لا يصنعان ثقافة، إنما هما محكّان رئيسيان لاختبار الثقافة، فمن تغيرت رؤيته تجاه ثوابته نتيجة تغير مصالحه الاقتصادية والسياسية، تغيرت ثقافته.

ماذا نريد لأطفالنا؟ هذا سؤال ينبغي أن تكون له هيئة أو كيان مختص مهمته متابعة طروحات ومقاربات للردّ عليه، وهي طروحات ومقاربات لأنها ليست نهائية ولا ثابتة بل تتغير كل يوم بتغيّر معطيات العصر وظروفه.

إذا كان الهدف من الإبداع أن نحصل على محفوظ أو دنقل أو أم كلثوم آخرين فما الداعي له إذن؟ هؤلاء أصحاب تجارب إبداعية مذهلة ولكنها ليست كل الإبداع.

لا تخلو تجارب مسارح الهواة ومسارح الأقاليم من خفة وطرافة وتسلية، لكن من ينقلها إلى الناس، مثلما حدث مع تجارب التهريج، لتتغير هذه الفكرة السلبية عن المسرح؟

"الشعر" هو الشكل الأكثر تجريدا لكل فنون الكلمة، إذا فككتَ التجريد وتلاعبت به صنعت أشكالا إبداعية أخرى بداية من القصة والرواية والمسرح.

هؤلاء الناس -الموزعين أقصد- بنوك خبرة ومعرفة يجب استغلالها في قراءة مؤشرات عملية شراء الكتب، ومع الاهتمام والتطوير تمكن الإفادة منهم في توجيه سوق الكتب بشكل أو بآخر.

إذا كان رأس المال هو المتحكم في مسرح الخشبة اليوم، فإن الرهان يجب أن يكون على مسرح النص، أيها المبدعون، اكتبوا نصوصكم وحلّقوا في آفاق الإبداع والتجريب، ناقشوا وارفضوا وجسّدوا قضايا مجتمعاتكم.

على وزارة الثقافة أن تعيد صياغة رؤيتها وأهدافها وتضع خططها في ضوء قراءة صحيحة لخريطة الشارع، وأن تبرمج عملها من أجل تخليصه من هذه المشكلات والتقدم به ومعه نحو مرافئ الأمان.

العمل الثقافي الرسمي في مصر يدور بقوة الدفع الذاتي مستفيدًا حتى الآن من قوة الصورة الذهنية التي نجحت مصر في تكوينها والترويج لها في فترة كانت فيها اللاعب الوحيد تقريبا على الساحة العربية.

الفارق بين رواية وفيلم سينمائي فارق أدوات وليس فارق خيال، فكل من الروائي والسينمائي يستهدف اختصار معنًى في مشهد إبداعي، الأول أدواته الكلمات كلغة وحيدة لبناء المشهد، والأخير أدواته اللقطة المصورة.

في كل صناعة هناك عقل مبدع، مهمته الابتكار والخلق إلى أن يدفع بمخلوقه إلى العالم، وهناك ثمّة خبراء في تخصصات تكميلية عليهم الاهتمام بالمخلوق الجديد ورعايته.

هناك من يقرأون للحصول على حجة يكيدون بها لأعدائهم، وهؤلاء يشبهون الأقواس تزهو للحظة ثم ترتخي فور أن ينطلق منها السهم، طاش أم أصاب.. فلا فارق.

كل قارئ رواية باحث عن المتعة، والأمر الذي يجعل قارئًا يختار رواية -تاريخية مثلًا- تتناول أحداث فترة معينة من التاريخ، هو توقعه المسبق بأنها وسيلة قادرة على إرضاء بعض فضوله المعرفي.