واشنطن تضخ 4 تريليونات دولار لإنقاذ الاقتصاد الأميركي

صرف مبالغ للشركات لتمكينها من مواصلة الدفع للموظفين، وحصول العائلات الأميركية على ألف دولار لكل شخص بالغ و500 دولار لكل طفل.
الاثنين 2020/03/23
جميع قطاعات الاقتصاد بحاجة إلى إنقاذ

واشنطن - أعلن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، أمس، أن خطة إنقاذ طارئة تعدّها الإدارة الأميركية لصالح الأعمال التجارية التي تضررت بفعل وباء فايروس كورونا، سوف تشمل مساعدات على شكل سيولة بقيمة أربعة تريليونات دولار.

وقال لشبكة فوكس نيوز إن الخطة تتضمن “حزمة مهمّة يتم العمل عليها بالاشتراك مع الاحتياطي الفيدرالي لتخصيص ما يقارب 4 تريليونات دولار كسيولة يمكننا استخدامها لدعم الاقتصاد”.

وتعاني الولايات المتحدة من تداعيات كورونا المستجد التي شهدها باقي العالم إذ تم إغلاق مشاريع تجارية عديدة وتسريح موظفين بين ليلة وضحاها وإغلاق مدارس بينما يحاول الملايين التأقلم مع إجراءات عزلهم في منازلهم.

وبإمكان المصرف المركزي الأميركي في الظروف الاستثنائية تجاوز دوره التقليدي القائم على الاكتفاء بإقراض البنوك ليقدم التمويل للشركات الأخرى بموجب ما يعرف بالبند 13.3.

وقال الوزير إنه بناء على “برامج الإقراض واسعة النطاق تحت ذلك البند، بإمكاننا استغلال القيمة المالية لدينا بالعمل مع مجلس الاحتياطي الفيدرالي”.

دونالد ترامب: الولايات المتحدة تعد تدابير مالية لم يشهدها أحد من قبل
دونالد ترامب: الولايات المتحدة تعد تدابير مالية لم يشهدها أحد من قبل

ويشكل مبلغ أربعة تريليونات دولار نحو ربع الناتج المحلي الإجمالي السنوي في الولايات المتحدة.

وتأثّرت قطاعات واسعة في الاقتصاد الأميركي بتداعيات تفشي فايروس كورونا على غرار شركات الطيران وقطاع السفن السياحية إلى جانب الفنادق وجزء كبير من قطاع الترفيه، بينما لزم الملايين من الأميركيين منازلهم إما خوفا من الإصابة بالفايروس وإما بناء على أوامر صدرت بذلك.

وأعرب منوتشين عن تفاؤله بشأن احتمال تبني خطة مساعدات منفصلة يتفاوض عليها النواب الجمهوريون والديمقراطيون وإدارة الرئيس دونالد ترامب. وقال في هذا الصدد نتطلع للانتهاء منها خلال الساعات المقبلة.

وأعرب عن أمله بأن يتم إقرار الخطة، الاثنين، نظرا لحاجة الأميركيين الذين تم تسريحهم من أعمالهم أو ممن يعانون من تداعيات الأزمة للأموال فورا.

ومن شأن الخطة أن تقدّم للشركات أموالا تمكّنها من مواصلة الدفع للموظفين حتى وإن اضطرّت للإغلاق بسبب الوضع الحالي. وأفاد أن الخطة التي يتم التفاوض عليها في الكونغرس تشمل نحو نصف الموظفين.

وقال منوتشين إن “ذلك سيسمح للمشاريع التجارية الصغيرة بإبقاء موظفيها ويضمن عودتها للعمل” فور عودة الاقتصاد لوضعه الطبيعي.

وأكد أن العائلات الأميركية سوف تحصل على دفعات مباشرة تضمن قدرتها على الاستمرار بواقع ألف دولار لكل شخص بالغ و500 دولار لكل طفل.

وقال “سيبلغ معدّل الأموال المودعة أو المصروفة كشيكات لعائلة من أربعة أفراد نحو 3000 دولار”. وأضاف أنه سوف يتم تخصيص أكثر من مئة مليون دولار للمستشفيات المهددة بإنهاكها بأعداد كبيرة من المرضى المصابين بالفايروس.

إجراءات طارئة إنقاذ الاقتصاد
إجراءات طارئة إنقاذ الاقتصاد

وكان الرئيس دونالد ترامب قد ذكر أن الولايات المتحدة تعد “تدابير لم يشهدها أحد من قبل.. نحن نعمل بسرعة لتمرير قانون جديد سيقدّم دعما كبيرا للشركات الصغيرة والصناعات المتضررة وتوجيه أموال بشكل مباشر إلى الأميركيين العاملين وإلى العائلات التي تعمل بجدّ”.

ورغم فشل الكونغرس في التوصل إلى اتفاق، مساء الجمعة، كما كان يدعو إليه زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، الذي أبدى “إعجابه” بسرعة تقدم المفاوضات.

وقال إن الديمقراطيين والجمهوريين ومفاوضي البيت الأبيض “يواصلون العمل للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين حول قانون أساسي لدعم الأميركيين العاملين وعائلاتهم”.

وتشمل تدابير الإنعاش الاقتصادي التي اقترحها ماكونيل، تقديم مساعدات مباشرة للأميركيين وتخصيص 300 مليار دولار للشركات الصغيرة و200 مليار دولار لشركات الطيران وشركات في قطاعات أخرى.

وأبدى زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر تفاؤله، مؤكدا أنه أجرى “مكالمة هاتفية جيدة جدا ومفصلة جدا” مع وزير الخزانة ستيفن منوتشين. وقال متحدثا في مجلس الشيوخ “بحثنا عددا من النقاط التي لا تزال قيد التفاوض ونحرز تقدما جيدا جدا”.

ويطالب الديمقراطيون بتوفير حماية أكبر للموظفين وتأمين تغطية للبطالة القسرية وتعزيز الدعم المالي للأسر والشركات التي تضررت من التدابير الصارمة المتخذة سعيا لاحتواء الوباء وانعكاساتها التي أصابت قطاعات عدة بالركود.

10