هيفاء خلوف: قصيدة النثر حررت الشعراء

الشاعرة السورية تؤكد أن من متطلبات الحداثة في قصيدة النثر أن تقوم بقلب الطاولة على ثوابت التقليد.
الاثنين 2020/07/20
الشعر الحديث في سوريا رائد ومتطور

دمشق - بداية الشاعرة السورية هيفاء خلوف مع القصيدة التقليدية وأوزانها الكلاسيكية لم تحل بينها وبين التجريب الذي أخذها باتجاه قصيدة النثر، حيث رأت فيها شكلا جديدا مفتوحا على التجارب والرؤى ويتيح لها الغوص في المعنى والتحليق في الصور والابتكار والانزياح مع المفردات وهذا ما ترى الشعر التقليدي عاجزا عن تحقيقه.

وتوضح الشاعرة خلوف أن الشعر حالة حياة ولدت مع الإنسان وستبقى معه ما دام هناك صراع وطبيعة وجوع وحروب وحب وأغان وضحك فالشعر سيبقى وكذلك دوره الذي يتطور مع الزمان والمكان ويواكب الجمال ويحمل هموم الناس وآمالهم وآلامهم.

وتبين خلوف أن “ضحكة من رأس البكاء” هو ديوانها الأول وتجربتها الأولى في النشر الورقي جمعت فيها كثيرا من الحالات الإنسانية والرومانسية والاجتماعية والوطنية ضمن 57 قصيدة على مختلف الأصعدة محاولة عبر تلك المجموعة أن تثبت نفسها كشاعرة نثر لها رؤيتها الشعرية وتجربتها الخاصة في توظيف أدوات الشعر من صور وأفكار ورؤى بسياق حالة شعرية تشبهها، وتبث همومها الذاتية والإنسانية عبرها.

وحول مجموعتها الثانية “قصائد عارية الشفتين” توضح خلوف أنها امتداد للأولى بابتكارات وآفاق أوسع حيث تعمقت في الغوص في مفردات اللغة فكانت القصائد متنوعة وفيها حالة تذوقية عالية وإبحار أوسع في الخيال.

وترى الشاعرة أن وجود الموسيقى في قصائدها هو صوت ذاتها الشعرية المعجونة بالإيقاع، مشيرة إلى أن لها تجارب قديمة بالموزون والمقفى ولا بد أنها قد تركت أثرها في قصيدتها النثرية.

الشعر حالة حياة ولدت مع الإنسان وستبقى معه ما دام هناك صراع وطبيعة وجوع وحروب وحب وضحك

وتعتقد خلوف أن من متطلبات الحداثة في قصيدة النثر أن تقوم بقلب الطاولة على ثوابت التقليد عموما وأن تأتي بجديد حر، لذلك ابتعدت قصيدة النثر عن وضع قواعد لها كي لا تكون كسابقاتها وتترك أثرا سلبيا على حرية الشاعر، معتبرة أن كل عمل مع مسيرته وتجاربه تصير له قواعد وثوابت وخصائص وميزات فيعرف بها ويأتي بعده جيل مبدع آخر فيذهب إلى مكان آخر ويشتغل على تطوير أسلوبه.

وحسب رأي خلوف فإن الشعر العربي الحديث في سوريا رائد ومتطور فبعد جيل الرواد الكبار الأوائل الذين قدموا نموذجا للحداثة مختلفا عن سابقيهم جاء جيل طور حداثتهم وتلك طبيعة الفنون ورغم الشوائب الموجودة اليوم فهناك تجارب مهمة ويحتفى بها والشعر السوري بخير ومتفوق عربيا في حداثته.

وحول أثر الحرب على الحراك الأدبي والشعري تؤكد خلوف أن الأدب واكب ما عاشته سوريا من أحداث ولاسيما ارتقاء شهداء أبطال وسجل الشعر والقص بعض تلك البطولات والانتصارات، لافتة إلى أن الأدب الإبداعي عادة ما يأتي بعد اختمار وغليان فيظهر أدبا يليق بتضحيات شهدائنا وبطولات جيشنا الباسل.

وعن هموم الشعراء تبين هيفاء خلوف أن همهم الأكبر هو إيصال أعمالهم بشكل لائق إلى القراء متمنية من المؤسسات الثقافية المزيد من تبني الأعمال الجيدة وطباعتها وإيصالها إلى القارئ بأفضل وسيلة وأن تواكب ما يطرأ في العالم من أساليب نشر حديثة إلكترونية وفضائيات ومعارض ترويجية للكتاب المعاصر.

15