الإرهاب الديني بنسخته "المتأسلمة" يتماهى مع إرهاب الاستبداد السياسي، ويتفوق عليه خطورة في كونه ينهض على حقيقة مقدسة لا تقبل نقاشا عن مدى مناسبتها للزمن الراهن.

حقوق التأليف والنشر تتسم بأهمية جوهرية للثقافة السليمة، فإذا تمتعت هذه الحقوق بالتوازن الصحيح، فإنها تصير ضرورية للإلهام بأشكال معينة من الإبداع، وبدونها تصبح الثقافة أكثر فقرا بكثير.

دعاة التقوقع على الذات، والاحتماء بالجهل أو بجدران الحماية المتوهّمة لا يكتفون بالإساءة إلى الآخرين، بل يسيئون إلى القضايا العادلة التي يزعمون دفاعهم عنها.

الفكر الانتحاري وسيلة أولئك الذين يفكرون بلؤم ودهاء لتطويع وتجنيد أولئك الذين يكون التفكير لديهم معطلا، يؤمنون بما يدس في رؤوسهم من مزاعم.

الشهرة يمكن أن تمنح صاحبها حصانة، بمعنى ما، ضدّ خصومه، وقد تخلق لصاحبها لوبيا يحامي عنه حين تعرّضه لنقد أو تلميح أو تعريض.

لا يخفى أن أثر إيكو يبقى عميقا في الكتابة المعاصرة، وهو الذي أسس مدرسته الخاصة، وها هو ينتقل من روائي وفيلسوف ليغدو أسطورة روائية في الرواية العالمية المعاصرة.

بعض الروايات أزاح الستار عن الممارسات الطائفية التي تقترف في واقع بلدانها، ومن هذه الروايات مثلا رواية “السوريّون الأعداء” للسوريّ فواز حداد.

الأجواء السياسية تلقي بظلالها على الفضاءات الثقافية، فلا يمكن للكثير من الغربيين فكّ الارتباط بين ما يشهده العالم العربيّ وما يريدون اكتشافه وقراءته في الأدب العربي المنقول إلى لغات أخرى.

ليست الثقافة بمعناها الشامل ترفا يسعى إليه المثقّفون، بل هي أسلوب حياة، تمهّد الطريق للتعايش وفق مبادئ إنسانيّة تقوم على احترام الآخر، وتبقي على العقل في تيقّظ بعيدا عن دعوات الاقتتال والتناحر.

قد تكون وساوس الأدباء ومخاوفهم سبلا للتطهّر منها والتحرّر من تداعياتها التي قد تبلغ درجات خطيرة عند آخرين.

رغم الويلات التي يخلّفها العسكر والساسة، يظلّ الأدباء مواظبين على البحث عن الهويّة الإنسانيّة، ومن هنا تكتسب سلطة الأدب المعنوية حضورا وبقاء في تقصّي أثر الهوية المنشودة.

الكاتب الذي يقبل بمهادنة السلطات المستبدّة، سواء كانت دينيّة أو سياسيّة، يتحوّل من مبدع إلى أداة سلطويّة، يتجاوز الرفض الذي يحاصَر به، إلى فرض يفقده قيمته الإبداعيّة.

إميل زولا يشير إلى أن القرابة بين الروائي والناقد ليست متأتية إلا من استخدامهما كليهما للمنهج الطبيعي للعصر وأن المؤرخ أيضا يمارس على التاريخ عملا مماثلا.