هل ينجح جونسون في كسر أغلال بريكست بالحصول على تفويض في الانتخابات

أجرت بريطانيا، الخميس، انتخابات تشريعية مبكرة تهدف إلى كسر جمود تنفيذ بريكست وسط توقعات ترجّح فوز المحافظين بغالبية، لكن لم يتبين بعد ما إذا كانت هذه الأغلبية ستؤمن لرئيس الوزراء بوريس جونسون تمرير صفقته مع الأوروبيين بشأن بريكست حيث يأمل جونسون في أن يمنحه البريطانيون أصواتهم من أجل طي صفحة خروج المملكة من التكتل الأوروبي.
لندن- أدلى البريطانيون، الخميس، بأصواتهم للاختيار بين الخروج من الاتحاد الأوروبي بقيادة بوريس جونسون أو تنظيم استفتاء جديد حول بريكست بقيادة جيريمي كوربن، في انتخابات تشريعية مبكرة ستطبع الاتحاد الأوروبي ومستقبل المملكة المتحدة لعقود.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” إن مراكز الاقتراع فتحت في الساعة السابعة صباحا بتوقيت غرينتش في 650 دائرة انتخابية بمقاطعات إنكلترا وويلز واسكتلندا، وأيرلندا الشمالية.
وتعد هذه المرة الأولى التي تجري فيها المملكة انتخابات برلمانية في شهر ديسمبر منذ 100 عام، وهي الثالثة في أقل من 5 سنوات بعد انتخابات 2015، و2017. وأشار استطلاع رأي رئيسي جرى في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إلى أن المحافظين سيفوزون بأغلبية في العديد من الدوائر الانتخابية.
ولكن هذه التخمينات لم تمنع محللين سياسيين بارزين من التحذير من أن وجود برلمان معلق لا يزال أمرا ممكنا، وهو ما يثير هاجسا يؤرق زعيم المحافظين.
وفي تغريدة له على تويتر، مصحوبة بصورة فوتوغرافية له خارج لجنة الاقتراع مع كلبه ديلين، قال جونسون ”اليوم هو اليوم المنشود. صوتوا للمحافظين لإتمام بريكست”.
وفي الجهة المقابلة غرد زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن قائلا “تستطيعون التصويت من أجل حماية خدمتنا القومية للرعاية الصحية. تستطيعون التصويت لإنهاء التقشف. تستطيعون التصويت لإنقاذ كوكبنا. تستطيعون التصويت من أجل الأمل”.
وبدأت عملية فرز الأصوات مباشرة بعد إغلاق مراكز الاقتراع في الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش على أن تُعلن النتائج اليوم. وصوت الناخبون لاختيار 650 عضوًا في البرلمان بموجب نظام التصويت الانتخابي “الفوز للأكثر أصواتًا” الذي تستخدمه المملكة المتحدة في الانتخابات التشريعية، حيث يفوز المرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات في كل دائرة انتخابية على حدة؛ أي تُجرى الانتخابات بدورة واحدة.
وعادة ما تُجرى الانتخابات في بريطانيا كل 4 أو 5 سنوات، لكن في أكتوبر الماضي صوت نواب البرلمان لإجراء انتخابات مبكرة بعد تعثر محاولات تنفيذ بريكست. وهذه هي المرة الأولى التي تُجرى فيها انتخابات في فصل الشتاء منذ 1974، والأولى في ديسمبر منذ 1923.
وبحسب الاستطلاع الذي أجراه معهد “يوغوف” للاستطلاعات ومقره ألمانيا لصالح صحيفة “التايمز” البريطانية، سيفوز المحافظون بـ359 مقعدًا من بين 650 مقعدًا، ما يمنح رئيس الوزراء بوريس جونسون أغلبية إجمالية تبلغ 68 مقعدًا تمكنه من تمرير صفقته مع الأوروبيين، لكن جونسون يساوره الخوف من إخفاق محتمل.
وفي 30 أكتوبر الماضي، وافق مجلس العموم على دعوة بوريس جونسون إلى إجراء انتخابات مبكرة في 12 ديسمبر. وتأتي دعوة جونسون إلى الانتخابات في محاولة منه لكسر مأزق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويأمل جونسون في الحصول على الغالبية المطلقة التي يفتقر إليها، لطي صفحة أزمة بريكست التي أحدثت شرخا كبيرا في المملكة المتحدة.
وقبل فتح صناديق الاقتراع بأيام قليلة سجلت نسب التأييد بالنسبة إلى المحافظين تراجعا، حسب ما أفادت به استطلاعات للرأي، وهو ما دفع جونسون إلى القول إن السباق الانتخابي متقارب للغاية.
ويخشى جونسون أن يواجه مجددا العديد من المطبات داخل البرلمان الجديد ما قد يرغمه على عودة التفاوض مع الأوروبيين، وهو ما يرفضونه. وقال جونسون “دعونا نحقق بريكست!” مرددا هذه اللازمة طوال حملة انتخابية باهتة.
وردد مرارا ممازحا “الاتفاق جاهز، عليكم فقط خبزه”. ووصل به الأمر إلى القيام ببادرة رمزية حين حطم بجرافة جدارا غير حقيقي يرمز إلى “مأزق” بريكست. ولكن المعارضة نددت في اليوم الأخير من الحملة بأكاذيبه ولاسيما وعده بالتوصل إلى اتفاق تجاري بعد بريكست مع الاتحاد الأوروبي خلال أقل من سنة.
وبالرغم من تنديده باتفاق المملكة مع الأوروبيين إلا أن كوربن أبقى على موقفه ملتبسا حيال مسألة تنفيذ بريكست رغم طرحه إمكانية القيام باستفتاء ثان حول مغادرة المملكة للتكتل أو إعادة التفاوض مع الاتحاد الأوروبي.
وفي حال أفرزت الانتخابات برلمانا معلقا، يمكن للعمال أن يفوزوا بمقاعد كافية لتشكيل حكومة أقلية بدعم من الحزب القومي الاسكتلندي الأصغر، أو من الديمقراطيين الليبراليين.