هل غيرت الجائحة طريقة التفاعل مع الآخرين؟

الانفتاح على شخص ما وإبداء الاهتمام بالآخرين والسماح أيضا لهم بالتقارب لا يأتي طبيعيا في البداية.
الخميس 2021/06/10
طريقة التفاعل لم تعد هي نفسها بعد الجائحة

برلين – يعد لقاء الأصدقاء مجددا لاحتساء كوب من القهوة أو تناول الطعام أمرا على غاية من الأهمية؛ فما كان يبدو طبيعيا يوما بدا الآن كأنه حدث كبير في ظل جائحة كورونا.

أصبحت لقاءات مثل تلك ممكنة مجددا في أجزاء من العالم فيما يتم تخفيف إغلاقات كورونا في ظل استمرار الالتزام بمراعاة إجراءات السلامة.

غير أنه بعد شهور من القيود على الاتصال الاجتماعي، يبرز سؤال وجيه: هل سوف نحتاج لإعادة تعلم كيف نختلط بالآخرين؟

لا تصف الطبيبة والمعالجة النفسية ميريام بريس هذا بالحاجة لإعادة تعلم أو إعادة التمرين، ولكن “من الممكن أننا قد نكون أصبنا بقليل من الصدأ”، على حد قولها.

لقد ظل الناس منكبين على أنفسهم لشهور ويركزون بقدر أقل على الآخرين. والانفتاح على شخص ما وإبداء الاهتمام بالآخرين والسماح أيضا لهم بالتقارب لا يأتي طبيعيا في البداية، بحسب بريس.

بالإضافة إلى أنه خلال الجائحة تعلم الناس أن يحتاطوا من الآخرين حولهم وهو ما اشتمل أيضا على التباعد الاجتماعي. وتقول بريس “خلال كورونا انزلقنا بشكل متزايد تجاه سلوك حيث كان الشخص الآخر دائما ما يشكل خطرا محتملا”.

ونشأت بعض الحيطة وفُقدت بعض الثقة. وهذا شيء بحاجة إلى التغلب عليه في البداية.

وتقول “كل العلاقات واللقاءات تبدأ بالاهتمام”. ولهذا تنصح عند لقاء شخص ما، مثلا، في حديقة، بإبداء الاهتمام بمشاعر الآخر وأفكاره وكذلك حاله في “الوضع  الطبيعي الجديد”.

ومع الأصدقاء والمعارف الذين لم ترهم لفترة طويلة جراء الجائحة، قد تدرك أن شيئا ما لم يعد كما كان، أنك صرت لا مباليا وجافا. ومن الأفضل عدم المغالاة في تعقيد الأمور ومحاولة أقصى ما في وسعك لإبقاء كل الصداقات قائمة.

ويشير خبراء إلى أن جهود الوقاية من انتشار فايروس كورونا قد أثرت على وظائف العديد من الناس ومكان عملهم، وعلى كيفية تلقي الأطفال لتعليمهم وقدرتهم على اللعب وعلى إمكانية التجمع أو الالتقاء شخصيا بالعائلة والأصدقاء. كما غيرت هذه الإجراءات أيضا الطريقة التي يتسوق بها الناس ويمارسون شعائرهم الدينية، وكذلك طريقة ممارسة الرياضة وعادات الطعام ووسائل الترفيه وحضور المناسبات الخاصة وقضاء العطل. ونتيجة لذلك، كان للجائحة أثر نفسي كبير، مما تسبب في فقدان الناس للشعور بالأمان والحرية والسيطرة على حياتهم والاطمئنان تجاه مستقبلهم.

21