هل خطط إخوان السودان لانقلاب

الخرطوم - كشفت مصادر سودانية الجمعة أن الاستخبارات العسكرية تمكنت من إحباط مخطط داخل المؤسسة العسكرية يقودها ضباط ينتمون إلى تيار الإخوان للانقلاب على الحكومة الانتقالية.
ويطرح هذا المعطى تساؤلات حول مدى قدرة السلطات السياسة على تعقب الخلايا الإسلامية في صفوف الجيش، والتي لا تزال تدين بالولاء إلى النظام السابق، مراهنة على الاستعانة بالشارع.
ويأتي هذا الأمر بعد يوم من إعلان الجيش إغلاق المنطقة المحيطة بمقر قيادته العامة وسط العاصمة الخرطوم، اعتبارا من الجمعة وحتى إشعار آخر، على خلفية ترويج “مناوئين للثورة” اعتزامهم الاعتصام أمام المقر لتحقيق “أجنداتهم”.
ونسبت صحيفة الراكوبة المحلية إلى مصدر عسكري، لم تكشف عنه هويته، قوله إن “قيام عشرات المتظاهرين المنتمين للنظام البائد هو إحدى حلقات مخطط انقلابي، يشارك فيه ضباط نافذين في المجلس السيادي الانتقالي”. وأوضح أن الاستخبارات العسكرية اكتشفت مخططا تقوده خلايا إسلامية صلب الجيش للقيام بانقلاب، وأن دولة خليجية، لم يذكرها بالاسم، تدعم ذلك المسار.
ويعتقد مراقبون للشأن السياسي السوداني أن يكون ذلك إشارة واضحة إلى قطر المعروفة بارتباطها الوثيق بحزب المؤتمر الوطني المنحل الذي كان يقوده الرئيس المعزول عمر البشير.
وأكد المصدر في تصريحاته أنه تم إعلام أحد قادة مجلس الوزراء وكذلك حركة الحرية والتغيير بالمحاولة الانقلابية بعد إبلاغ مجلس الأمن والدفاع، ومجلس الوزراء بذلك.
وكان يهدف القائمون على المخطط الإنقلابي إلى زعزعة وإرباك خطوات لجنة إزالة تمكين نظام البشير، والتي تؤكد دوائر صنع القرار السياسي أنها أضرت ليس بمصالح إخوان السودان فقط، بل تعدته إلى خارج عندما بدأت في تفكيك منظومات التنظيم الدولية.
وأوضح المصدر العسكري أن “هؤلاء الانقلابيين يريدون إقصاء الدعم السريع عن المشهد السياسي، بسبب قربه من دول إقليمية معادية لمشروع أخونة المنطقة”.
وانكشفت محاولات الإسلاميين للاعتماد على ضباط كبار بالجيش في مناشداتهم لرئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان للتدخل وحسم الحكومة المدنية عبر أذرعهم الإعلامية.
وتكللت مساعيهم بوصول العشرات منهم إلى القيادة العامة للقوات المسلحة، مطالبين بضرورة تدخل الجيش لحسم حكومة عبدالله حمدوك وحاضنته السياسية المتمثلة في قوى الحرية والتغيير.
وما يؤكد ذلك بوضوح هو تورط عناصر محسوبة على الحركة الإسلامية في حادثة محاولة اغتيال حمدوك مطلع مارس الماضي، لدفع الأوضاع الحالية في السودان نحو المزيد من العنف.
وعززت محاولة الاغتيال الحديث عن هيمنة قيادات أمنية تابعة للمؤتمر الوطني، وأخرى محسوبة على المؤتمر الشعبي، الذي أسسه الراحل حسن الترابي، على قوات الجيش والشرطة.