هزيمة قرة باغ تعجّل بانتخابات مبكرة في أرمينيا

يريفان - أعلن رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان الأحد نيّته الاستقالة في أبريل، على أن يواصل تصريف الأعمال حتى الانتخابات التشريعية المبكرة في يونيو.

ويأتي إعلان باشينيان كمحاولة لتخفيف الأزمة السياسية التي تعصف بالبلد منذ الهزيمة “المذلة” في جيب ناغورني قرة باغ أمام القوات الأذرية المدعومة عسكريا من تركيا.

وقال السياسي الأرمني “سأستقيل في أبريل. لن أستقيل لمجرد الاستقالة، بل لإجراء الانتخابات المبكرة”.

وأضاف خلال حديث مع مواطنين جاء في شريط فيديو نشره على صفحته في فيسبوك، “لكن سأواصل ممارسة مهام رئيس الوزراء”.

وتابع أنه في حال أعيد انتخابه “سنواصل خدمتكم أفضل من السابق، وإلا سنمرر السلطة”.

وكان باشينيان قد أعلن الخميس أن انتخابات تشريعية مبكرة ستُجرى في 20 يونيو المقبل. وأشار حينها إلى أن الموعد تم تحديده بعد التباحث مع رئيس البلاد أرمين سركيسيان وزعماء أبرز حزبين معارضين، بعدما رفض لأسابيع دعوات الاستقالة والتظاهرات الاحتجاجية ضدّه.

واتهمت المعارضة باشينيان بالخيانة منذ قبوله باتفاق السلام الذي أفضى إلى هزيمة لأرمينيا أمام أذربيجان في إقليم ناغورني قرة باغ الانفصالي.

ورغم أن المنطقة كانت رسميا جزءا من الأراضي الأذرية، فإن أرمينيا سيطرت بفاعلية عليها لعقود عقب قتال في تسعينات القرن الماضي.

وبمساعدة تركيا، شنت أذربيجان هجوما العام الماضي أسفر عن خسائر جسيمة على الجانبين، واتفاق سلام تشرف روسيا على تنفيذه، وبموجبه تنازلت أرمينيا عن السيطرة على أجزاء كبيرة من المنطقة.

وتمكنت أرمينيا من الحفاظ على الأراضي الرئيسية في إقليم ناغورني قرة باغ، لكنها أُرغمت على التخلي عن مدينة شوشة الرمزية بالإضافة إلى مجموعة أراض أذرية محيطة بالإقليم.

وكانت المعارك الأخيرة على ناغورني قرة باغ بين أرمينيا وأذربيجان قد دارت رحاها في الفترة بين 27 سبتمبر حتى 9 نوفمبر الماضيين، وأسفرت عن استعادة أذربيجان لمناطق واسعة من الإقليم الذي فقدته في بداية التسعينات.

وأسفر الصراع بين الجمهوريتين السوفييتين السابقتين عن مقتل ما يزيد على 4700 شخص.

وفيما تعتمد أذربيجان المسلمة في هذا الصراع على تركيا التي تصفها بـ”الدولة الشقيقة”، فإن أرمينيا المسيحية تعتمد على روسيا كقوة حامية لها.

ووصل باشينيان إلى السلطة عام 2018 في خضّم انتفاضة شعبيّة ضدّ فساد النخبة، التي حكمت البلاد منذ الانفصال عن الاتحاد السوفييتي.