هاشميون.. لواء إيراني جديد في شرق سوريا

دير الزور (سوريا)- ذكرت مصادر سورية أن الحرس الثوري الإيراني شكل لواءً جديدا يحمل اسم “هاشميون” في شرق سوريا لينضاف بذلك إلى ألوية زينبيون وفاطميون وحسينيون، وهي فصائل تؤمّن لإيران نفوذا في مناطق سورية مختلفة.
وأفادت المصادر ذاتها بأن الحرس الثوري الإيراني افتتح مكاتب في المدن الرئيسية بمحافظة دير الزور شرق سوريا لإقناع شيوخ العشائر والمختارين ورجال الدين وغيرهم من الشخصيات البارزة المؤثرة في شرق سوريا بالانضمام إلى ما يسمى بـ”مجلس عشائر وادي الفرات” التابع لإيران، بهدف نشر التشيّع في المنطقة.

أنس شواخ: لواء هاشميون الجديد يهدف إلى ربط القبائل العربية بإيران
وأوضحت المصادر أن اللواء المدعوم من إيران سيقدم للأشخاص الذين يوافقون على الانضمام إلى المجلس وثيقة تثبت أنهم من نسل “الهاشميين” و”البيت الحسيني”، كما سيتلقون دعماً سياسياً وعسكرياً وإعلامياً، وتمويلاً لفتح مقر جديد لتجنيد وتدريب طلاب المدارس الإعدادية والثانوية، بالإضافة إلى تنظيم رحلات مدرسية إلى الجامعات الإيرانية في مدينة قم الإيرانية.
ويقدر عدد عناصر اللواء بحوالي 200 شخص حتى الآن، وقد صادروا العديد من المنازل في البوكمال وبلدات وقرى أخرى في منطقة الفرات بهدف تحويلها إلى مواقع لمجندين جدد.
ودخل هؤلاء المسلحون بالفعل إلى الخط الأمامي للجبهة العسكرية في أوائل عام 2021. وكان مقرهم في مدينة البوكمال شرقي سوريا. ثم فتح النظام مقرات جديدة في دير الزور والرقة وحلب وريف دمشق. وتتمثل المهمة الرئيسية للواء هاشميون في تجنيد رجال القبائل وتحويل السكان قسراً إلى الشيعة من خلال رشوة زعماء القبائل ذوي النفوذ.
ويقود اللواء الجديد يوسف الحمدان الملقب بـ”أبوعيسى المشهداني”، إضافة إلى موسى المحمود الذي عيّنته طهران مؤخراً أحد وجهاء مدينة البوكمال.
وتدرك طهران جيداً تأثير القبائل في هذا الجزء من سوريا، حيث تمثل السكان الأصليين ذوي الكثافة السكانية الأكبر، وهو أمر يمكن أن يساعد في انتشار التشيع عبر المجتمعات السورية.
ويرى مراقبون أن إيران لجأت إلى القبائل لأنها لم تعد قادرة على تغطية كل جبهات القتال في ظل الخسائر المستمرة وفرار عشرات المقاتلين.

مضر حماد الأسعد: العديد من القبائل تدعم النظام السوري وإيران مما يعمق الهوة بين أفراد نفس العشيرة
ويقول مضر حماد الأسعد المتحدث باسم مجلس العشائر السورية إن “إيران تستخدم القبائل العربية في تجنيد شبابها للقتال إلى جانب القوات الإيرانية وكسب ولائهم من خلال تقديم الدعم العسكري والاقتصادي لهم. كما عينت إيران العديد من الشيوخ في محاولة لتقويض دور القبائل التي انضم الكثير منها إلى المعارضة السياسية”.
ويضيف حماد الأسعد “طهران تحاول نشر رسالة مفادها أن مقاتلي القبائل الذين يقاتلون مع قوات المعارضة المسلحة لا يمثلون العشائر. العديد من القبائل تدعم النظام السوري وإيران ، مما يعمق الهوة بين أفراد نفس العشيرة”.
ووسط تدهور الوضع الاقتصادي والأمني يقول مراقبون إن شباب المنطقة يسعون للانضمام إلى الميليشيات التابعة لإيران في محاولة للهروب من اعتقالات النظام السوري والحصول على بعض المال.
كما يقدم قادة لواء هاشميون بعض الحوافز -مثل سلطة إجراء الأمور القانونية والمعاملات في الدوائر الحكومية- لجذب الشباب، وهو تكتيك تعتمده إيران لتجنيد الناس في المنطقة.
ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن إيران فشلت في السيطرة عسكرياً على شرق الفرات وتعمل الآن على السيطرة عليه من خلال دعم قيادات محلية موالية لها.
وأكدت مصادر أن إيران دعمت عقد عشيرة بني سبأ مؤتمرا في الثالث عشر من أكتوبر في منطقة القامشلي الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية من أجل الانشقاق عن قبيلة الطي، إحدى أكبر القبائل في سوريا.
ويقول الباحث في مركز جسور للدراسات أنس شواخ “يهدف لواء هاشميون إلى زرع الفتنة بين القبائل العربية وربطها بإيران وأهل البيت والهاشميين. نجح اللواء في إحداث شقوق في قبيلة الطي بعد أن أعلنت قبيلة بني سبأ انفصالها عنها لتصبح مستقلة”.