"نيويورك تايمز" تتعرّض لخديعة صنعت نجاح بودكاست "الخلافة"

الصحيفة أعادت جائزة بيبودي، كما سحب نادي الصحافة لما وراء البحار جائزة لويل توماس، التي أقرّها لمنتجي البودكاست.
الاثنين 2020/12/21
"نيويورك تايمز" خلل مؤسسي

نيويورك - اعترفت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن تدوينة صوتية (بودكاست) بعنوان “الخلافة”، التي تناولت تنظيم الدولة الإسلامية، وحققت لدى نشرها قبل عامين نجاحا كبيرا، كانت إلى حدّ كبير مبنية على شهادة زور، بسبب “سجِلّ من التزييف” للشاهد الذي اعتمدت عليه التدوينة.

ونشرت التدوينة الصوتية المكوّنة من 12 حلقة عام 2018، وهدفت إلى الغوص في قلب داعش، مرتكزة بصورة أساسية على شهادة كندي ادعى أنه انضم إلى التنظيم عام 2016. وحققت نسبة استماع كبيرة، ونالت عددا من الجوائز المرموقة من بينها جائزة “بيبودي”.

ورأت الصحيفة أن تعيد جائزة بيبودي التي حصلت عليها. كما أعلن نادي الصحافة لما وراء البحار عن سحبه جائزة لويل توماس، التي أقرّها لمنتجي البودكاست. أما مقدّمة التدوينة روكميني كاليماتشي، التي وصلت أربع مرات إلى التصفية النهائية في جائزة بوليتزر، فقد أُعفيت من مهمتها الخاصة بتغطية شؤون الإرهاب وحُوّلت إلى فرع آخر.

وفي هذه التدوينة، روى الرجل الذي كان يتخذ اسما حركيا هو “أبوحذيفة” أنه نفّذ خلال وجوده في صفوف التنظيم عمليتي إعدام. إلاّ أن الشرطة الكندية أوقفت في سبتمبر الماضي أبوحذيفة، واسمه الحقيقي شهروز شودري، ووجهت له تهمة ادّعاء “نشاط إرهابي كاذب”.

وقال مدير تحرير “نيويورك تايمز” دين باكيه في مقابلة نشرت الجمعة “إن هذا التطوّر أثار لدى الصحيفة المرموقة احتمال أن تكون تعرّضت للخداع”.  وأضاف إن “هذا الإخفاق لم يكن صنيعة مراسل واحد. أظن أنه إخفاق مؤسسي”.

وأوضح أن الصحيفة بادرت عندها إلى إجراء تحقيق داخلي و”لم تجد أي دليل يثبت الرواية”، التي استندت عليها في تدوينتها الصوتية. وتابع قائلا “كل هذا جعلني أقتنع بأننا لم نعد نستطيع أن نثق بهذه الرواية”.

ومع ذلك، اختارت “نيويورك تايمز” عدم حذف التدوينة الصوتية، بل آثرت إضافة كلمات “تصحيحية” إليها، بهدف توضيح السياق اللازم للمستمعين.

كذلك أضيفت حلقة جديدة إلى الـ”بودكاست”، عاد فيها دين باكيه إلى المسألة بالتفصيل، موضحا أن الصحيفة أقرت بذنبها، مبررا إياها بـ”خلل مؤسسي”.

وأشار مدير التحرير إلى أن “نيويورك تايمز” لن تتخذ أي عقوبة في حق صحافيتها المتخصصة في قضايا الإرهاب كاليماتشي، التي أدارت مشروع تدوينة “الخلافة”. لكنه أعلن أن كاليماتشي، التي لم يعد توقيعها يظهر على صفحات الجريدة منذ بدء الجدل، ستنقل إلى
قسم آخر.

وتكتسب هذه القضية أهمية بالنسبة إلى “نيويورك تايمز”، نظرا إلى كونها استثمرت بكثافة في مدونتها الصوتية منذ مطلع عام 2017 وإطلاق برنامجها الرائد “ذا ديلي”.

ومن أبرز خطوات المجموعة في هذا السياق استحواذها في نهاية يوليو الماضي على “سيرييل برودشنز” التي حققت عام 2014 أول نجاح كبير في عصر الـ”بودكاست” من خلال “سيرييل”، الذي تم تنزيله أكثر من 600 مليون مرة.

وتعتبر “نيويورك تايمز” أن المدوّنات الصوتية الآخذة في الازدهار تشكّل مصدر دخل، لاسيما من خلال استقطاب الإعلانات والزيادة في عدد المشتركين عبر الإنترنت، وخصوصا من فئة الشباب.

18