"نمبر 2".. أغنية تهوي بنجومية محمد رمضان

الممثل المخصري أحمد الفيشاوي يؤكد أن الجماهيرية في الوسط الفني ليست حكرا على أحد.
السبت 2020/09/26
الفيشاوي وضع رمضان في حرج بالغ أمام جمهوره

ما زال الوسط الفني في مصر منشغلا بالحرب الكلامية التي نشبت بين اثنين من النجوم الشباب أصحاب الجماهيرية الواسعة. محمد رمضان الذي اعتاد تقديم نفسه على أنه الممثل “نمبر 1“، وأحمد الفيشاوي الذي لا يجيد لغة الصمت أمام إصرار أي فنان وضع نفسه في صدارة قائمة الأكثر جماهيرية.

القاهرة – أعلن الفنان المصري أحمد الفيشاوي أنه ينوي طرح أغنية جديدة تحت عنوان “نمبر 2” كرد منه على أغنية محمد رمضان الذي يصف نفسه بالممثل رقم واحد في مصر.

رد الفيشاوي أتى بنفس الأسلوب والطريقة التي يعتمدها رمضان، ما اعتبره كثيرون سخرية متعمدة من الفنان الذي يقدّم نفسه على أنه الأكثر جماهيرية وشعبية، أي محمد رمضان، ما دفع الأخير لإنتاج أغنية “دبابة”، وأصرّ على أن تحتوي على عبارات تحمل إسقاطا على الفيشاوي بطريقة “إنت آخرك معايا صورة”.

“العرب” التقت الفنان المثير للجدل والنجم السينمائي، أحمد فاروق الفيشاوي، للوقوف على أسباب الصدام غير المسبوق مع زميل المهنة، ولماذا وصل التشابك اللفظي هذا الحد، فجاء الرد سريعا، بقوله “لا يستهويني أن ينسب الممثل لنفسه شعبية كاسحة، ولا يصحّ أن يحدّد شعبيته، لأن الكلمة الفصل تكون للجمهور وحده”.

ورغم استياء الكثير من الفنانين بسبب إصرار رمضان على التقليل من جماهيريتهم، لكنهم التزموا الصمت، وغالبا ما كانت ردود أفعالهم بعيدة عن الدخول في صدام معه. لكن الفيشاوي كان أكثر جرأة على المواجهة ووضع محمد رمضان في حرج بالغ أمام الجمهور، وجرّه إلى معركة كلامية لكشف كبريائه.

أرفض الاعتذار

الفيشاوي وضع رمضان في حرج بالغ أمام جمهوره
الفيشاوي وضع رمضان في حرج بالغ أمام جمهوره

قال أحمد الفيشاوي لـ”العرب”، إنه لا يقبل اعتذار رمضان الذي ردّده خلال الإعلان عن أغنيته الأخيرة “دبابة”، ولا يقبل الرد عليه مجددا، فترتيب الجماهيرية بالوسط الفني موسمي في السينما والدراما، أي أنه ليس ثابتا ويُحدّد وفق تصنيفات المشاهدين وطبيعة العمل والدور الذي يقدّمه الفنان. وعندما تُطرح في الأسواق خمسة أفلام سينمائية، قد يكون الفنان الشاب كريم عبدالعزيز رقم 1، وأحمد السقا 2، وأحمد الفيشاوي 3 ومحمد رمضان 4، وفي الموسم الذي يليه يتم طرح أربعة أفلام من الممكن أن يكون رمضان رقم 1 مثلما هو يريد، والفيشاوي رقم 2، أو العكس، لكن لا يكون أيّ فنان “نمبر وان” على طول الخط، فاللقب ليس حكرا على أحد، لأنها أرقام سوق.

فيلم "الحارث" يصنف من أفلام الإثارة، لكن ليس له علاقة بالرعب، ويجذب المشاهد طوال أحداثه لمتابعة القصة
فيلم "الحارث" يصنف من أفلام الإثارة، لكن ليس له علاقة بالرعب، ويجذب المشاهد طوال أحداثه لمتابعة القصة

وأوضح الفيشاوي، أنه عادة ما تكون أغاني الراب التي يقدّمها كوميدية مثل “ورقة شفرة” أو “القرد بيتكلم”، ولا ينكر أن أغنية “نمبر 2” بها إسقاط على زميله محمد رمضان، فأصل فكرة الراب أن الرابر يسخر من رابر آخر أو يقلّل منه، وهذه النوعية تُسمى “راب جيم”، وهي جزء من لعبة الراب عموما، لكن من المهم أن تكون السخرية كوميدية ولا تحمل إساءة لزميل منافس.

وما جعل أغاني الفيشاوي تحظى بصدى جماهيري واسع، أنه من نوعية الفنانين الذين لا يستهويهم العمل الموسمي، ويفرض حضوره طوال الوقت، كما أنه يُخاطب شريحة الشباب التي يُجيد محمد رمضان استهدافها.

ويتحدّث الفيشاوي إليهم بنفس لغتهم، كما أنه نجح خلال الفترة الأخيرة في تحقيق تفوّق كبير من خلال تقديم مجموعة من الأعمال التي خلقت حالة من الجدل استطاع بموجبها الصعود بنجوميته إلى مرحلة جديدة، تؤكّد مواهبه المتعددة.

وقدّم تجربة جديدة على منصة “شاهد” للمرة الأولى، من خلال فيلم “الحارث”، الذي انقسمت حوله الآراء بين النقد والإشادة، وشاركه في البطولة ياسمين رئيس وعلي الطيب وأسماء جلال إلى جانب باسم سمرة وعمرو عبدالجليل وأسماء أبواليزيد، وهو من تأليف محمد عبدالخالق وإخراج محمد نادر جلال.

اعتاد الفيشاوي تقبل النقد بصدر رحب، بعكس رمضان، الذي دائما ما يمتعض من التطرّق لأي سلبية في عمله الفني، قائلا “أستفيد من النقد قبل سعادتي بالرضا على العمل الفني، فلا يوجد جمهور يتّفق على رأي واحد، وعلى المنخرطين في الوسط الفني التعامل بهذه القاعدة لتثبيت جماهيريتهم بالشارع”.

وأكثر ما جذبه في فيلم “الحارث” أنه نوعية جديدة من الأفلام غير المتُعارف عليها محليا، ويعتبر ثاني فيلم في تاريخ السينما المصرية يطرح على المنصات الإلكترونية بعد “صاحب المقام”، وبذلك تم فتح هذا المجال بعيدا عن الشاشات التقليدية، وهناك فارق كبير بين الأفلام التي تُطرح في دور العرض والتلفزيون مباشرة، لأن الجمهور أصبح يتشوّق للأفلام التي يتم تقديمها بتقنيات فنية عالية تناسب التطوّر العصري.

ولا يمانع الفيشاوي في تقديم أفلام بتكاليف منخفضة، والأهم أن تكون بها أفكار مختلفة وجديدة وغير متعارف عليها، وتمثل إضافة حقيقية للعمل ويقبل عليها الجمهور.

ويصنف فيلم “الحارث” من أفلام الإثارة، لكن ليس له علاقة بالرعب، ويجذب المشاهد طوال أحداثه لمتابعة القصة، وهو ما خلق جدلا بين معجبين ومنتقدين، خاصة عند الذين لم يشاهدوا هذه النوعية من الأفلام.

ورغم أن عرض الأفلام على المنصات الإلكترونية خطوة جيدة في عالم السينما، غير أن الأمر لا يخلو من بعض السلبيات مثل القرصنة، حيث تمّت سرقة الفيلم ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي العديدة منذ أول أيام عرضه.

انتعاشة سينمائية

تعمّدت السخرية من محمد رمضان
تعمّدت السخرية من محمد رمضان

يتعامل الفيشاوي الصغير بواقعية استثنائية، مؤكّدا أن القرصنة ليست شيئا جديدا، فالعالم كله يُعاني منها، والحل من وجهة نظره، يكمن في بث إعلانات في بدايات الأفلام مثل الموجودة في الدول الأوروبية بشكل يقلّل من فرص سرقة العمل.

وانتهى الفيشاوي من تصوير فيلم “30 مارس” الذي يدور في إطار من الـ”سايكو دراما”، وهذه ثاني تجربة له بهذه النوعية منذ فيلم “45 يوم”، لكنه يعتبر فيلمه الجديد نقلة نوعية في مشواره الفني، لأن المخرج أحمد خالد موسى معروف عنه التميز والاجتهاد في العمل، ولا يهدر وقتا وقادر على حل المشاكل في هدوء.

ويجسّد الفيشاوي في الفيلم دور “فرج”، وهو شخص يحلم أثناء النوم بشكل مستمر، وعندما يستيقظ يكتشف أن الأحلام صارت واقعية، في حين أنه طوال الوقت لا يعلم هل يحلم أم يعيش الحقيقة، ثم ستكون المفاجأة في نهاية العمل (لم يفصح عنها)، والفيلم يعتمد على البطولة الجماعية التي يفضلها الفيشاوي ويراها أهم من نظيرتها المطلقة.

والفيلم من تأليف حميد المدني، وبطولة دينا الشربيني، وخالد الصاوي، وأسماء أبواليزيد، ‏وندى موسى، وصبري فواز، ومحمد شاهين، ومحمد جمعة، ومحمد علي رزق وأحمد خالد صالح، كما يضم مجموعة من ضيوف ‏الشرف.

وأوشك الفيشاوي على الانتهاء من تصوير فيلم “قمر 14″، بطولة خالد النبوي وغادة عادل وياسمين رئيس وأحمد مالك وشيرين رضا وبيومي فؤاد وأحمد حاتم، ومن إنتاج أحمد السبكي وإخراج هادي الباجوري، رافضا الإفصاح عن دوره لأن العمل مكوّن من 10 قصص مختلفة ومرتبطة بخط درامي واحد لا يجوز حرقها.

ولفت في حواره مع “العرب”، إلى أن بطولة الفيلم جماعية، وكل فنان بطل في دوره، وهناك اتجاه للتوسّع في الأعمال ذات البطولات المتعدّدة، لأنها تكرّس نجاح العمل الفني وتعزّز الجماهيرية وتجعل الناس أكثر شغفا بمشاهدة نجمها المفضل.

وكشف الفيشاوي عن كواليس تعطل عرض فيلم “أشباح أوروبا” في دور العرض حت الآن، رغم الانتهاء من تصويره منذ فترة طويلة، موضحا أن هناك مشكلة شخصية بين الفنانة هيفاء وهبي بطلة العمل والمنتج، ليس لها علاقة بالفيلم، حيث حصل كل فنان على أجره كاملا، ويبقى الاستقرار على موعد طرحه بالأسواق.

وتظهر المطربة اللبنانية هيفاء وهبي في الفيلم، بشخصيتين توأم، إحداهما تعيش بدولة أوروبية، والثانية مقيمة بحارة شعبية في إطار من الأكشن والمغامرات، بالإضافة إلى الرومانسية، ويشارك في البطولة مصطفى خاطر وأروى جودة عن قصة لكريم فاروق، وسيناريو وحوار أمين جمال ومحمد أبوالسعد وشريف يسري، وإخراج محمد حماقي.

15