نقابة الصحافيين الفلسطينيين تهدد قناة "الغد" لاستضافة غانتس

متابعون يعتبرون موقف النقابة بمثابة محاولة إعلان وصاية على الإعلام العربي.
الأربعاء 2021/02/03
غانتس ضيف برنامج مدار الغد

رام الله - طالبت نقابة الصحافيين الفلسطينيين قناة “الغد” التي تبث من العاصمة المصرية القاهرة، بالاعتذار على خلفية استضافتها وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، وحذرت من اتخاذ قرارات وإجراءات قاسية بحق القناة ومكاتبها في الأراضي الفلسطينية في حال عدم الاعتذار.

ودعت النقابة إدارة قناة “الغد” إلى الاعتذار العلني الواضح والصريح عن هذا الفعل، ومحاسبة المسؤولين عنه، وضمان عدم تكراره.

واعتبر متابعون أن بيان النقابة بمثابة محاولة إعلان وصاية على الإعلام العربي، في حين أن دور النقابة من المفترض أن يهتم بمشاكل قطاع الإعلام الفلسطيني والأزمات التي يعاني منها الصحافيون.

كما أن لغة التهديد والوعيد التي تضمنها البيان تتعارض مع حرية الصحافة والإعلام التي تدافع عنها النقابات الصحافية في كل مكان. وأشاروا إلى أن بإمكان النقابة تسجيل موقف والاعتراض على استضافة غانتس، لكن ليس من حقها التدخل في الخط التحريري لوسيلة إعلام والمطالبة بمحاسبة المسؤولين والتهديد بمعاقبة القناة على الأراضي الفلسطينية.

من جهتها أصدرت قناة “الغد” الفضائية، مساء الاثنين، توضيحا قالت فيه “دأبت بعض القوى والأطراف على النيل من استقلالية ومهنية قناة الغد الحريصة كل الحرص على الحقوق العربية والفلسطينية، إلى جانب حرصها الشديد على القواعد المهنية المعهودة في العمل الإعلامي”.

وأضافت القناة في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني “نؤكد مجددا أن قناة الغد هي قناة عربية مستقلة محايدة تعنى بالشأن العربي والفلسطيني خاصة، دون أن يجمعها رابط تجاري أو قانوني بأية جهة فلسطينية، رسمية كانت أو سياسية، بما في ذلك تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، مؤكدين عزمنا على مواصلة رسالتنا المهنية دون الخضوع لمؤثرات انتهازية تأتي من هنا أو من هناك، وسجلّنا الحافل في الدفاع عن الحقوق العربية والفلسطينية حقيقة ناصعة لا يمكن المساس بها”.

وقالت القناة “ومن حقنا، بل من واجبنا المهني الوقوف قدر الإمكان على جميع الآراء وكافة التطورات، حتى وإن كانت داخل المعسكر المعادي، ودون ذلك نكون كمن يسدل ستارا من التضليل على الوعي العربي ويمنع عنه حق المعرفة”.

ويؤكد صحافيون فلسطينيون ضعف دور النقابة وعدم قدرتها على التأثير في حماية الحقوق والحريات في الإعلام الفلسطيني أو الدفاع عن حقوق الصحافيين الفلسطينيين المهنية والقانونية في ظل الانتهاكات التي يتعرضون لها من مختلف الأطراف، كما أن النقابة نفسها تمثل أبرز تجليات الانقسام الفلسطيني منذ آخر انتخابات للنقابة في مارس 2012، حيث بقيت النقابة معطّلة وتحت سيطرة أعضاء تابعين للسلطة الفلسطينية وحركة فتح، وتجاهلوا كل دعوات الإصلاح والأصوات المنادية بإجراء انتخابات توافقية.

ووصف رئيس لجنة دعم الصحافيين صالح المصري، النقابة بأنها “جسد ميت ومعطل ولا يخدم المجموع الصحافي”، وقال إننا “بحاجة لأن يلتئم الصف الفلسطيني والكلمة”.

وأضاف أن “واقع الحال الصحافي خطير وسيء على ضوء انتهاكات الاحتلال والحصار وجائحة كورونا، والوضع الاقتصادي الذي أدّى إلى إغلاق مؤسسات وتسريح بعض الصحافيين”.

وذكر أننا “بحاجة إلى جسم نقابي كي نرتقي بهذه المهنة التي تضم آلاف الصحافيين الذين هم بحاجة إلى نقابة عصرية، تطوّر قانونها ونظامها الأساسي”.

18