نجمة واحدة لا تكفي.. تقييمات النشطاء تهدد إمبراطورية فيسبوك

واشنطن - أعلنت شركة فيسبوك حالة طوارئ بعد تراجع تقييمها على متاجر التطبيقات.
ويدير نشطاء مؤيدون للقضية الفلسطينية حملة منسقة لخفض تقييمات مراجعة تطبيقات شركة فيسبوك احتجاجًا على رقابة الشركة على المنشورات الفلسطينية.
وتدعو الحملة، التي يتم مشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى منح فيسبوك تقييما بنجمة واحدة في متاجر تطبيقات غوغل وآبل.
ويبدو أن الاستراتيجية تعمل، إذ انخفض متوسط تصنيف النجوم للشبكة الاجتماعية في الأسبوع الماضي إلى 2.3 من 5 على متجر”أب ستور” آبل و1 من 5 عبر متجر غوغل بعد تلقي الآلاف من التقييمات ذات النجمة الواحدة، وكان تقييم التطبيق 4 نجوم قبل بداية الحملة.
وترك الكثير من المستخدمين تعليقات تنتقد “محاولات فيسبوك إسكات الصوت الفلسطيني” مصحوبة ببعض الهاشتاغات مثل #FreePalestine أو #GazaUnderAttack.
ويتم التعامل مع الحملة داخل فيسبوك على محمل الجد، وتم تصنيفها على أنها (SEV1) التي تعني “الخطورة 1″”، وهو وصف يستخدم داخليًا عند وجود مشكلة كبيرة في موقع الويب.
ويمثل تصنيف (SEV1) ثاني أعلى حدث ذو أولوية بعد (SEV0)، الذي يتم استخدامه عندما يكون موقع الويب معطلًا.
شركة أبل رفضت طلبا رسميا من شركة فيسبوك لإزالة التقييمات السلبية من على متجرها "آب ستور"
وقال أحد كبار مهندسي البرمجيات في منشور عبر لوحة الرسائل الداخلية في فيسبوك “ثقة المستخدمين تنخفض بشكل كبير مع التصعيد الأخير بين إسرائيل وفلسطين”.
وأضاف “المستخدمون مستاؤون من طريقة تعاملنا مع الموقف، ويشعرون أنهم يخضعون للرقابة، وأنهم يحصلون على وصول محدود، ويتم إسكاتهم، ونتيجة لذلك، بدأ المستخدمون بالاحتجاج من خلال ترك تقييمات بنجمة واحدة”.
ووفقًا للقطات المسربة للمناقشات الداخلية، اتصلت فيسبوك بمتاجر التطبيقات للسؤال عما إذا كان سيتم إزالة التعليقات السلبية.
ورفضت شركة أبل طلبا رسميا من فيسبوك لإزالة التقييمات السلبية من على متجرها للتطبيقات “آب ستور”.
وذكرت الشبكة أن شركة فيسبوك حاولت أيضا مع غوغل لمعرفة ما إذا كان سيتم حذف التعليقات السلبية بشأن التطبيق، لكن لم تعرف النتائج بعد.
وقال آندي ستون المتحدث باسم فيسبوك، في بيان “تم تصميم سياساتنا لمنح الجميع رأيًا مع الحفاظ على سلامتهم في تطبيقاتنا، ونطبق هذه السياسات على قدم المساواة، بغض النظر عن من ينشر أو معتقداتهم الشخصية”.
وأضاف “لدينا فريق متخصص، يضم متحدثين بالعربية والعبرية، يراقب عن كثب الوضع على الأرض، ويركز على التأكد من أننا نزيل المحتوى الضار، مع معالجة أي أخطاء تطبيق في أسرع وقت”.

وتأثرت أسهم فيسبوك في البورصة، إذ انخفضت قيمة السهم الواحد 20 دولارًا عن أعلى ارتفاع وصل له في 29 أبريل الماضي، حيث هبطت قيمة السهم من 329 دولارًا إلى 309 يوم 18 مايو، وفق موقع أسواق البورصة “ماركت ووتش”.
على صعيدٍ آخر، فإن التقييمات الضعيفة وكتابة أسبابها تساهم في نشر المشكلة بين مستخدمي فيسبوك المحتملين الذين يقومون بتحميل التطبيق، كما أن التعليقات تصل لمسؤولي خدمة العملاء أو المستخدمين، إذ تعتبر التقييمات إحدى وسائل قياس مدى رضا العملاء، وعندما يشتكي الآلاف من العملاء من مشكلة بعينها، فإن مسؤولي خدمة العملاء ينتبهون لا محالة للمشكلة.
وهناك أسباب مختلفة تجعل متاجر التطبيقات تحذف بعضها كانتهاك سياسة المحتوى وانتهاك الملكية الفكرية كما تُحظر التطبيقات التي قد تعرض جهاز المستخدم ومعلوماته الشخصية للخطر.
وقد تحذف متاجر التطبيقات أيضا التطبيقات ذات الجودة المنخفضة، والتي تسجل تقييما سيئا بنجمة واحدة.
يذكر أن مسؤولين تنفيذيين كبارا في فيسبوك اعتذروا لرئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية في اجتماع عن بعد منذ أيام، بعد أن اشتكى مسؤولون لشركة فيسبوك من حجب منشورات فلسطينية في ذروة التصعيد الأخير، وقد انتهى الاجتماع بأن اعترفت إدارة فيسبوك بوجود مشكلة متأصلة في الخوارزميات الخاصة بها ووعدت بمعالجتها.
ويتهم ناشطون فيسبوك بالتواطؤ في نمط منهجي من القمع ضد الأصوات الفلسطينية، ويقول مراقبون إن شركة فيسبوك تنحاز تجاه الجانب الأغنى والأكثر قوة والأفضل تنظيمًا وهو ما يعكس الاختلال الهائل في ميزان القوة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والذي، كما يقولون، تنجذب إليه فيسبوك بشكل طبيعي.
وتتعاون فيسبوك بالفعل بشكل وثيق مع السلطات الإسرائيلية. ويقول نشطاء إنه نظرًا لعدم امتلاك الفلسطينيين موارد مماثلة، فإن مدى تعاون فيسبوك مع إسرائيل يؤدي إلى اختلال في الطريقة التي يصمم وينفذ بها سياساته.